مهرجان الرياض الثقافي… هل الاختيار بالعلاقات؟ 1-3

 

المحلق الثقافي بالرياض : شخص عديم أمانة اتفق بالباطن مع (قونات) وكمل البرنامج.

منظمة كنداكة : تفاجأنا باعتذار السفارة قبل البرنامج ب(48) ساعة

وزارة الثقافة : دعوات المشاركة تأتي عبر الخارجية إذا كانت رسمية

يعتبر العمل الدبلوماسي هو الواجهة الحقيقية للدولة ومرآة يمكن من خلالها أن تشاهد كل ما يدور في دولة ما عبر أجهزتها الدبلوماسية وممارسات الدبلوماسيين، فأي بعثة دبلوماسية لا تراعي في مهمتها عكس الثقافة والتراث وحضارة بلدها؛ فإنها بلا شك بعثة فاشلة غير جديرة بتولي هذه المهمة، كما أن أي بعثة لا تراعي في إجراءاتها الصدق والأمانة والشفافية فإنها بذلك تعمل على طمس الحقائق وإخفائها مما يدل بأن هنالك مصلحة شخصية تتعلق بالوقائع المحددة.

منظمة الكنداكة بولاية جنوب كردفان من المنظمات التي تهتم ببناء قدرات المرأة وإبداعاتها، وكانت قد طالبت المنظمة في سبتمبر الماضي بالإقامة والمشاركة في فعالية بإحدى المهرجانات بالرياض في المملكة العربية السعودية، وبالفعل تمت مقابلة السفير السعودي عبر مخاطبة رسمية عبر ديوان الحكم الاتحادي ووزارة الخارجية؛ متمثلة في الإدارة الاقتصادية والفنية، فقامت الإدارة بدورها بإرسال برقية لسفارة السودان في الرياض، وبعثت ببرقية أخرى للسفير السعودي بالخرطوم؛ فوافقت السفارة السودانية بالرياض على أن تقام الفعالية، شريطة أن يشارك أربعة أشخاص فقط، وذلك بالتزامن مع موسم مهرجان الرياض الثقافى على حسب حديث رئيسة المنظمة أسماء ل(اليوم التالي ) .

تحقيق _ رفقة عبدالله

اعتذار غير مبرر ..

وأضافت أسماء؛ بعد شهر من الموافقة تفاجأت المنظمة باعتذار رسمي قبل يومين فقط من إقامة الفعالية، بدون أي مبرر بحسب المعطيات المعروفة لدى المنظمة، الأمر الذي دعا الملحق الثقافي للسفارة السودانية بالرياض بالتواصل مع المنظمة وأبلغهم بأن الشركة المنظمة لم تفِ بالتأشيرات للأشخاص الأربعة، بل وأضاف بأن المعرض ككل قد تم إلغاؤه.

لكن أسماء قالت: تفاجأنا بعدها بساعات فقط بانطلاق المهرجان وتحديداً أسبوع السودان في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، مما يشير إلى عدم مصداقية الملحق الثقافى على حسب وصفها لما حدث .

وأشارت إلى أن المنظمة فوجئت بأن إحدى المشاركات ضمن الأربعة أشخاص الذين اعتذرت لهم السفارة، قد شاركت في المهرجان في فعالية الخامس من نوفمبر ومعها ثلاثة من العازفين.

وهنا تظل تساؤلاتنا قائمة لماذا وافقت السفارة بالرياض أولاً ولماذا اعتذرت قبل يومين فقط، وما السبب الرئيسي في استبعاد المنظمة وكيف سافرت إحدى عضوات المنظمة بمفردها ؟

* أموال طائلة

وتؤكد اسماء بأن منظمة كنداكة أنفقت أموالاً طائلة في تجهيز المعرض التراثي بتكلفة أربعة ملايين وسبعمائة ألف جنيه، ولم تقبض مقابل ذلك سوى الخيبة والسراب، وشددت.. من المسؤول عن هذه الخسارة المادية والمعنوية وإضاعة مجهود تم خلال شهور.

وأوضحت أسماء بأن هنالك بعض التلاعب في الاجراءات من قبل جهات رسمية ، وطالبت باعتذار رسمي، وتحقيق من الجهات المختصة حول ذلك. وطلب المشاركة في البرنامج الذي يقام بالسعودية. ووجهت عدة اتهامات للخارجية والملحق الثقافي في السفارة السودانية بالرياض .

* أجوبة غير كافية

ومن خلال الشكوى التي تقدمت بها أسماء إلى صحيفة ” اليوم التالي ” أجرت الصحيفة عدة اتصالات بالمسؤولين عن هذا الشأن في وزراة الخارجية؛ لكن لم تتوصل على أجوبة كافية حول هذا الشأن.

ضبابية السفارة

وكشفت أسماء بأن المنظمة ومنذ البداية لم تتقدم بطلب للجهة المنظمة أو الشركة التي أكدت اعتذارها عبر الملحق الثقافي بأنها لم تف بالالتزامات والدعوة، وأنها غير قادرة على تحمل كافة النفقات المتعلقة بمنظمة كنداكة، بل إن منظمة كنداكة سعت لتكملة إجراءاتها وتحمل جميع النفقات دون اللجوء لأي جهة، وقالت أسماء إن المنظمة تعرف سلفاً بأن أي جهة لا تضمن فائدتها في أي برنامج، فإنها لا تقبل بأن تستضيف أو تدخل نفسها في أي التزام .

خيانة الأمانة..

من ناحيته قال الملحق الثقافي لدى السفارة السودانية بالرياض صديق التني ل(اليوم التالي) إن السفارة السودانية في الرياض اعترضت عندما تأخر إصدار التأشيرات لمشاركات معرض كنداكة ضمن المهرجان، ثم قامت الشركة المنفذة للهيئة بالاتفاق مع أحد المتعاونين مع السفارة لإكمال البرنامج بأقل تكلفة ممكنة ( حتى يحققوا عائد مادي أكبر ) ، وأضاف التني .. للأسف إن هذا الشخص عديم الأمانة (م.ص.م) قام بالاتفاق من الباطن، أو بالواضح تم شراؤه من قبلهم بدراهم معدودة، وقام بتكملة البرنامج معهم وقام بإحضار (قونات) – حسب قوله – بمبلغ ٢٠٠٠ ريال للمشاركة، حتى يظفر بباقي المبلغ لنفسه.

وكشف التني بعد معرفة هذا الأمر؛ قدمت السفارة اعتذارها الرسمي انتصاراً لأخلاقنا ولكرامتنا، لأن أي تعديل في البرنامج هو إخلال واضح وغير مقبول، والموافقة على مشاركة فنانات من ذوات الغناء الهابط (وغير مسجلات كمطربات في المهن الموسيقية) ولا يمثلن السودان ولا السودانيين ولا يعكسن ثقافتنا ولا أخلاقنا .

وأشار التني إلى أنه قام هذا الشخص السوداني (للأسف) (م.ص.م) بالتواصل مع عدد من الفنانين والمشاركين وقام بتنفيذ البرنامج مع الشركة المنفذة ( في خيانة واضحة للأمانة)، ومن ضمنهم المشاركة الرابعة بمنظمة كنداكة،

وليس عن طريق السفارة.

تهديد ووعيد..

وشدد التني على أن الشخص غير المسؤول عن العمل اتفق مع الهيئة هو من قدم الدعوة ل(ش)، وليست السفارة هي من قدمت لها الدعوة، مؤكداً أن السفارة انسحبت من اليوم الثاني للفعالية، وتابع في نفس اليوم الذي أرسلت فيه هذه الرسائل لأسماء ، كل ما حصل بعد ذلك لا علاقة للسفارة به ، وشخصياً ليس لي علاقة بالأمر. وقال التني إن أرادت منظمة كنداكة التشهير سوف تحاسب على ذلك .

دعوة رسمية وغير رسمية

وقال وزير الثقافة والإعلام المكلف جرهام عبد القادر إن دعوات المشاركة في المهرجانات لخارج السوداني تأتي عبر وزارة الخارجية السودانية في حال كانت الدعوة رسمية. مضيفاً في حديثه ل(اليوم التالي ) بعد ذلك يتم مخاطبة مجلس الوزراء. وفي حال الدعوة غير رسمية أو لجهة ما يتم مخاطبة تلك الجهة وهي تقوم بتكلفيها.