المدير التفيذي للمناقل: الحاجة إلى10 آلاف خيمة وأدوية
فقدان 60 ألف فدان من مشروع الجزيرة ”
مشرفة معسكرات الإيواء: الأمراض المنشرة الالتهابات والإسهالات
مواطن: تقصير واضح في توزيع المساعدات للمضررين
مشاهدات: منطقة عبود وما حولها من القرى مغلقة تماماً
متطوع: يتم تخزين السلع داخل المخازن..
ما زالت الصورة الحقيقية للمأساة التي ضربت منطقة المناقل جراء السيول ناقصة ولم تكتشف بعد، حيث انعدام الماء والكهرباء، بيوت هدمت وأخرى تصدعت مساحات زراعية شاسعة غمرتها المياه، الصورة الحقيقية تحكي عن كارثة إنسانية في أولها وما زال الخريف لم ينتهِ بعد حيث تتفاقم الأزمة أكثر وبعد انحسار المياه ستظهر الصورة الحقيقة للمأساة.. المناقل أصبحت منطقة كوارث بيئية وستشهد الفترة القادمة العديد من المشكلات والأوبئة.
المناقل: رفقة عبد الله
شكاوى وتقصير
شهد مطلع الأسبوع الماضي وصول كميات ضخمة من الدعم الخارجي والداخلي للمتضررين من السيول والأمطار لعدد من الدول وسفاراتها الموجودة بالداخل بالإضافة لرجال الأعمال والخيرين وأيضاً بعض المنظمات منها منظمة قطر الخيرية التي دعمت المتأثرين بأكثر من ٥٠٠ خيمة و٤٥٠ طناً من المواد الغذائية كذلك وصل دعم من الهلال الأحمر الإماراتي ودعم من المجلس القومي للدفاع المدني، بينما كل هذه الدعم لم يكفِ المتضررين، وشكا عدد من المتضررين من عدم توزيع الدعم بطريقة صحيحة مؤكدين ان هنالك تلاعب في الدعم الذي يصل إليهم، وتخزينه وبيعه في الأسواق.
* هنا كانت عبود
هنا كانت منطقة “عبود” شكلها وهي غارقة تماماً وسط المياه لا يمكن تخيله كل شيء تحت الماء، المنازل، الشوارع، الميادين، الأراضي الزراعية، المدارس، كل ذلك بسبب سرعة المياه المندفعة الهادرة لم تسعفها لإنقاذ نفسها فغرقت، حتى تفاجأ السكان حوالي الساعة الثالثة صباحاً المياه تحاصرهم من كل الجوانب فتركوا منازلهم وكل ما يمتلكونه فلم يحملوا غير أطفالهم.. قرية عبود الآن مغمورة بالكامل وكتبت لافتة هنا كانت عبود “وأصبحت تحت الماء”
* مشاهدات الرحلة
طريق المناقل (عبود) مقطوع تماماً ويربط هذا الطريق عدداً من القرى المجاورة لعبود والمناقل، القوات النظامية قامت بالإصلاح هذا الطريق عدة مرات ولكن المحاولات باءت بالفشل، بسبب عدم الإمكانيات المادية والخبرة الكافية، انجراف المياه تسبب في إتلاف أجزاء كبيرة من الطريق، ولذلك اصطفت الشاحنات و(الدفارات) المحملة بالمواد الإغاثية وغيرها في طابور طويل وأصبحت هي الأخرى تحتاج للإغاثة، الطريق مليئ بالحفر والانجرافات والانهيارات، المواطنون أصبحوا يسيرون لمسافة عشرات الكيلو مترات داخل المياه من أجل الوصول إلى الحافلات المتوقفة بعيداً ناحية المناقل عبود.
وكشفت جولة لـ(اليوم التالي) عن أوضاع مأساوية لمتضرري السيول والأمطار بولاية الجزيرة “محلية المناقل” فما زالت الأوضاع خارج السيطرة والمياه غمرت أغلب الأحياء والقرى، حيث أكثر من (64) قرية أصبحت من الماضي و58 أسرة في معسكر واحد، و50 قرية مهددة بالخطر، رغم التأخير لزيارة ولاية الجزيرة ومتابعة الأحداث من بعيد الا أننا وصلنا الى المناطق المتضررة من السيول والأمطار” وأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي”، أكثر من ست ساعات كانت زمن الرحلة التي تحركت من الخرطوم صوب المناقل، وكانت لـ”اليوم التالي” داخل معسكر مدرسة الفاروق حيث تحكىيامرأة حامل في الشهر الثامن، تبلغ من العمر 28 عاماً مع أطفالها الخمسة عن معاناتها، وتقول إن البطاقة التي تم توزيعها بدون فائدة، سلوى أحمد ترقد على الأرض وهي في آخر أيامها للوضوع، تطلب هذه المرأة أبسط الأشياء خيمة تكون لها ملاذاً آمناً وعلاج وغير ذلك.
صناع الأزمات
في ظل ما يمر به المواطنون من معاناة وفقدان لأبسط مقومات الحياة من ملبس ومأكل ومسكن، وانقطاع للطريق الذي يربط عدداً من القرى بمدنية المناقل يظهر تجار الأزمات “أصحاب البصات والمراكب العامة” الذين يستغلون المواطن في مثل هذه الظروف، حيث يدفع المواطن مبلغ (500) جنيه لقطع مسافة لا تتجاوز عدة أمتار من موقف المواصلات الأصلي.
الدعم لا يكفي
المدير التنفيذي لمحلية المناقل حافظ عبد الله الجاك في تصريح لـ”الوفد الإعلامي” ينفي حقيقة أن المياه التي غمرت أجزاء المناقل ليست بفعل فاعل، إنما بسبب الأمطار والسيول فقط، مشيراً الى أن هنالك أكثر من (162) قرية مسجلة بلاغ عاجل وخسرت أكثر (60) ألف فدان في مشروع الجزيرة، ذلك يؤثر على المناقل، وأكدت أن مياه الصرف الصحي اختلطت مع مياه الشرب، وأن الدعم الذي وصل الى المناقل لا يكفي بسبب كثرة القرى المتضررة، والجاجة الآن الى أكثر(10) آلاف خيمة، والأسرة الواحدة تحتاج إلى خيمتين، لافتاً الى أن خطة المحلية توفير سكن بديل بعد التزام المواطنين بالتنازل عن مناطقهم السكنية التي غمرتها المياه، وتوقع كارثة بيئية قادمة بسبب انتشار البعوض والحشرات في المنطقة.
شكاوى
شكا المواطنون بمعسكرات الإيواء عن قصور من المشرفين والقائم على الأمر داخل المعسكرات، ووجهوا اتهامات لهم حول توزيع المواد التموينية التي غالباً ما تتم في أواخر الليل، وتخزينها داخل المخازن وأحيانا يتم بيعها على حسب آراء المواطنين.
وتقول مسؤولة المعسكرات الأربعة انتصار عبد الحي إن المعسكرات تضم أكثر من 550 أسرة وتشمل عدد من أحياء المناقل وبعض القرى، مؤكدة أن التبرعات بدأت بأبناءً المنطقة وبعض الخيرين، وتم توفير الدواء والغذاء وغيرها من المستلزمات، وقالت في تصريح لـ(الوفد الإعلامي) إن عدد من الجهات الرسمية وغير الرسمية قدمت دعماً كبيراً، وليس هنالك أي تقصير وإن المعسكرات الأربعة لديها صيدلية ومعمل وطبيب لافتة الى أن أكثر الأمراض تتمثل غي الإسهالات والالتهابات.