الخرطوم : اليوم التالي
حذّر نازحون، من انفلات الأمن في أجزاء واسعة من شمال دارفور إثر انتشار مكثّف لجماعات مسلّحة تتعمّد إتلاف المَزَارِع بينما تُوجِّه اتّهامات للسُّلطات بالعجز عن حسم الأمر.
وظلّ سكّان غرب الفاشر، منذ أغسطس الفائت، يَشكُون من تردِّي الوضع الأمني عندما هاجمت مجموعة مسلّحة أطرافَ معسكر “زمزم” وعدداً من القُرى المحيطة بحثا عن ماشية تمّت سرقتها، ممّا أدّى لمقتل أحد الشباب وإصابة أكثر من 10 أشخاص.
وكشف مسؤول الإعلام بمخيّم زمزم للنازحين عثمان هارون، لـ”سودان تربيون” اليوم الأحد ، عن “تعمُّد مليشيات تتبع للقبائل العربيّة إدخال مواشيها في مساحات زراعيّة واسعة بالتزامُن مع بدء موسم الحصاد”.
وأشار إلى أنّ هذا الأمر قد يقود إلى فشل الموسم الزِّراعي واندلاع مواجهات بين الرُّعاة والمُزارعين، بينما السّلطة الحاكمة عاجزة عن وقف هذه التجاوزات.
وأضاف: “ما لم يتمّ تدارُك الأمر فإنّ الأوضاع ستزداد أكثر تعقيداً، حيث فرّت أعدادٌ كبيرة من المواطنين من قُرَاهُم خوفاً من الاستهداف”.
وتصل ذِروة النّزاعات الأهلية في دارفور في بداية ونهاية فصل الخريف، وهي صراعات تتّصل بملكية الأراضي ومسارات الرّعي.
وكشف هارون عن هجوم شنّته جماعة مسلحة، خواتيم الأسبوع الفائت، على نقطة أمنيّة في منطقة “كنجارة” التابعة لمحليّةِ “طويلة” ممّا أدّى لمقتل شرطيّ ومواطِن وإصابة نحو 11 آخرين جرى نقل بعضهم للعاصمة الخرطوم في وضع صحي حَرِج.
وأوضح أنّ قوّة أمنيّة ألقت القبض على عدد من الجُناة، كاشفاً عن حُشود قبليّة في عدد من القُرى نواياها الهجوم على المناطق القريبة من معسكر “زمزم” للرّدّ على احتجاز عدداً من الرُّعاة داعياً السلطات إلى توفير الحماية اللازمة والإسراع في حسم المليشيات المسلحة ونزع سلاحها.
وكان سكان “زمزم” نظّموا خلال أغسطس الماضي اعتصاماً دام أكثر من أسبوعين أغلقوا على إثره طريقاً حَيَوِيّاً يربط ولايتي شمال وجنوب دارفور احتجاجاً على تزايُد الجرائم التي ترتكبها المليشيات قبل أن يتمّ رفعه عقب تعهُّدات حكوميّة الاستجابة لمطالبهم من بينها توفير قوة أمنيّة ومطالب أخرى متعلقة بالخدمات.
وزار والي شمال دارفور نمر عبدالرحمن، السبت، عدداً من مناطق الهشاشة الأمنية وشملت الجولة قرى “اربعة بيوت، زقلونا” وبعض المساحات الزراعية القريبة من منطقة “قلاب” حيث ألقت السلطات القبض علي متّهمين أتلفوا المَزارع ودُوّنت في مواجهتهم بلاغات.
وأشار نمر إلى أن لجنة أمن الولاية عثرت في المناطق التي زارها “على كميات من الماشية داخل المزارع”، وجرى اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة المخالفين.
وكشف عن خطة أعدّتها الولاية لإعادة نشر قوات إضافية في كل من مناطق “كنجاره، واسنقا برا، أربعة بيوت، زقلونا” لمنع عبث الرعاة بالمزارع.
ويشتكي المزارعون في مختلف المناطق الواقعة غربي الفاشر بشمال دارفور إبان فترة حصاد المحاصيل كل عام من تعرض مزارعهم للتلف بواسطة الرُّعاة.