حوار للراحل بروفيسور عبد الله حمدنا الله حول المناهج والأدب والفن

مناهج الأدب في الجامعات والمعاهد العليا عقيمة ولا تنتج أديباً ولا ناقداً..
رأيي في حقيبة الفنّ واضح أغنية مصنوعة نشأت في مجتمع مصنوع..
الشخصية السودانية شخصية متواضعة لدرجة السلبية..
. انتقل إلى جوار ربه الأسبوع الماضى البروفيسور الأديب اللغوي المثقف بروفيسور عبد الله حمدنالله عميد كلية اللغة العربية بجامعة أفريقيا العالمية، وقد أشرف على العديد من رسائل الدكتوراة والماجستير، وعُرِفَ بأطروحاته الجريئة في كثير من جوانب تاريخنا الثقافي والاجتماعي.. من أشهر عباراته التي وجدت جدلاً وارتبطت بالبروف هي (أمدرمان مدينة مصنوعة).
ونحن ننقب في السيرة العطرة للراحل حالفني الحظ بأن أعثر على حوار سابق قمت بإجرائه خلال العام 2008 بصحيفة الخرطوم الغراء، نعيد نشره لأهميته على صفحات (اليوم التالي)..
اليوم التالي: محمد إسماعيل
* في بداية حوارنا معك د. عبد الله حمدنا الله، نريد أن نسألك عن أطروحتك التي نلت فيها درجة الدكتوراة من جامعة القاهرة الأم؟
– نعم؛ نلتُ رسالتي للدكتوراة في القاهرة عام 1982م تحت عنوان (أثر الحركات الدينية الإسلامية في تطور الشعر في السودان)، ومن خلالها درست أربع حركات للصوفية؛ الحركة المهدية والحركة العلمية سواء كانت في حلقات المشايخ والمراكز العلمية الفقهية التي كانت موجودة أو في معهد أم درمان العلمي، ثُمَّ درست بعد ذلك ما يسمى بحركة الإصلاح والرجعة، وهي حركات نشأت في العالم العربي أثناء الحرب العالمية الأولى، وكانت تعنى بالإصلاح الاجتماعي، وفي ذات الوقت ترجع إلى ماضي الإسلام لتقييمه أمام التحدث الاستعماري الاستشراقي.
حقيقة هذه الرسالة تؤرخ للأدب السوداني، فمنذ أقدم عصوره الشعر في السودان كان شعراً ضعيفاً طيلة عصر الفونج، ويمكن أن نطلق عليه شعر تجاوزاً لافتقاد أهم مقومات الشعر. بعد ذلك جاء العصر التركي وتحول الشعر على أيدي العلماء إلى صنعة، وهو يشبه الشعر في سائر البلاد العربية.. شعر الصنعة استمر في عصر المهدية، لكن الجديد فيه هو ظهور شعر الحماسة، وأستطيع أن أقول عن كل تلك الفترة إن الشعر العربي في السودان شبيه بشعر المجد العام في البلاد الإسلامية، ولكن حينما جاءت حركة الإصلاح والرجعة؛ أصبح متأثراً بالبعث والإحياء الذي قاده البارودي، ثُمَّ جاء من بعده أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وأصبح الشعر في السودان يندرج تحت هذه المدرسة التي ارتادها البارودي.
هل هناك خصوصية للمكان في الشعر السوداني؟
لا بُدَّ أن تكون هناك خصوصية للمكان في الشعر السوداني بصورة عامة، في أن التقليد يلغي الشخصية، ولذلك الشخصية لا تكون ظاهرة بصورة قوية في ما نلاحظه في كل الشعر التقليدي، ويمكن أن تنظر إلى أحمد شوقي إذا اطلعت على شعره، ليس هناك شخصية بهذا الاسم، ولكن كما يقول العقاد شوقي صائغ ماهر، ولكن في داخل ذلك التقليد تجد الشخصية السودانية الشعرية واضحة، مثال لذلك محمد سعيد العباسي وأيضاً شعر البطانة عند عبد الله محمد عمر البنا.
* قدمت أطروحة عن مدينة أم درمان أثارت جدلاً واسعاً؛ قلت إن (أم درمان مدينة مصنوعة) نرجو تفصيل هذه الأطروحة؟ وهل تغير رأيك حولها بعد ردرود الأفعال التي حدثت؟
– هي ليست أطروحة، ولكنها كانت محاضرة قدمتها، وقلت هذا الرأيّ في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية، ولم تثر شيئاً، لأنها قيلت في وسط علمي، لكن قدمتها بعد ذلك مرة أخرى وحضرها المرحوم عبد المنعم قطبي، ولم أكن أعرفه حتى تلك اللحظة، فجاء بالموضوع في صورة (غلاف)، فأثار ما أثار ولا يزال يثير.
*هل تغير رأيك.. حول هذه المقولة؟
– رأيي لم يتغير حول هذه المقولة، ماذا أقصد بالمدينة المصنوعة؟ حقيقة التعبير ربما لم يكن دقيقاً، لكن حينها وجدته قد أثار كل هذا الضجيج، فعلماء المجتمع يقولون إذا وجدت قضية ما تحرك النقاش في مجتمع راكد، دع النقاش يتحرك. فعلماء الاجتماع يقسمون المجتمعات إلى قسمين، مجتمع تلقائي وآخر مصنوع؛ الأول هو الذي ينمو نمواً طبيعياً، أما المجتمع المصنوع فهو الذي يأتي بأثر نتيجة ما، وفي داخله عدة أقسام مجتمع مستقر مقصود، ومجتمع مقصود غير مستقر، فجمهور مباراة كرة القدم يمكن أن نطلق عليه مجتمعاً مصنوعاً، لأنه ليس تلقائياً. انظر إلى المدن؛ أقول لهم دائماً إن عطبرة صنعتها السكة الحديد، وإذا قلت إن بورتسودان صنعها الميناء، والمناقل صنعها مشروع الجزيرة، وأم درمان صنعتها المهدية، فهل هذا صحيح أم خطأ؟ إذا أردت أن أدرس مدينة أم درمان، لا أدرسها باعتبارها مجتمعاً تلقائياً، أم درمان لو لم تأتِ المهدية، هل يمكن أن تكون بهذا الألق؟ فالمجتمعات التي تحتوي على خصائصها تخلف عن مجتمعات التلقائية.
* لديك مشاركات في المحافل والمنتديات العربية والعالمية، السؤال لماذا صوت الأدب السوداني خافت في المشهد العربي؟
– الأدب السوداني يكاد يكون مختفياً من البلاد العربية كلها، وما تزال البلاد العربية تتعامل مع السودان باعتبار الطيب صالح والفيتوري، لكن الأجيال التي أتت بعد ذلك لا تشكل حضوراً على الخارطة العربية، وأسباب ذلك؛ أولاً: بصورة عامة الشخصية السودانية شخصية متواضعة لدرجة السلبية، لذلك هي لا تسعى لفرض نفسها، دائماً تريد أن تأتي الناس إليها، وحتى إذا وجدت في أيّ محفل من المحافل، لا تبرز ما لديها، وهذا يعود ثانياً إلى ما أشرنا إليه في سؤال آخر، فالعالم العربي يريد شخصية تتشكل، ولا يريد شخصية تشبه وتتشبه بما هو موجود فيه. ثالثاً عدم تواصلنا مع هذه المنتديات والمحافل الدولية، وبالنسبة للشخصيات التي عرفت في الوطن العربي، فقد تشكل أغلبها أدبياً هناك، إضافة إلى أن بعضهم لديهم مشاركات وصداقات.
* قدمت من قبل مذكرات محمود القباني. ما قيمتها الفنية والتاريخية؟
– مذكرات محمود القباني نفسها لا نزال نبحث عنها، لكن الذي ذكرته مستمد حقيقتة من المذكرات التي نشرها في حضارة السودان المندمج فيها ملتقى النهرين 1934 – 1935، ونشر جزء كبير منها الأستاذ عبد الله حسين في كتابه السودان من (أقدم العصور حتى قدوم البعثة المصرية)، ولذلك المذكرات نفسها غير موجودة، ونحن نتحدث عن مذكرات نقلت عن مذكرات محمود القباني، وله كتب غير مذكراته مثل كتابه (السودان المصري الإنجليزي) وهو عبارة عن مقالات متفرقة نشرها في صحيفة الأهرام عام 1890، وأصدرها في كتاب عام 1896 في مطبعة الأهرام، وبالإسكندرية له صحيفة اسمها (صحيفة السودان) وصدرت في المهدية، وهي أول صحيفة سودانية، وقد كتب في جريدة ملتقى النهرين وصحيفة (حضارة السودان). يعتبر محمود القباني أخطر مفكر تقريباً في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وكتاباته تمثل وعياً مبكراً بالنسبة للشخصية السودانية، فقد درس في مدرسة الخرطوم الابتدائية التي أسسها رفاعة رافع الطهطاوي في 1870م، وعاصر أحداث المهدية وكثيراً من أحداث التركية، وكان واعياً بأحداث العالم من حوله، ووجوده في مصر قربه من محمد عبده وعلي يوسف الصحفي المشهور صاحب جريدة (المؤيد)، فهو أول من قال السودان للسودانيين هذه الدعوة أثرت في كثير من الناس في تلك الفترة، فهو شخصية ذات فكر نستطيع من خلالها أن نتبين أصول الفكر السياسي السوداني منذ عهد المهدية وحتى 1950م.
* البعض يرى أنه كان انتهازياً؟
– هذه مشكلته الأساسية؛ كان لا يثبت على مبدأ، في بداية عمره كان يكتب في جريدة الأهرام، وكان مصريّ الاتجاه، لما جاء الإنجليز في السودان أصبح إنجليزي الاتجاه، ويهاجم مصر بقوة، ولما لم يجد ما يريد من الإنجليز تحول إلى مهاجمتهم.
* عبد الله حمدنا الله، بعد هذه الأسئلة التاريخية نتحول إلى واقع النقد في الجامعات والمعاهد العليا، هل أنت راضٍ عن هذه المناهج في الآداب خاصة؟
– أبداً، ولا تنتج هذه المناهج أديباً ولا ناقداً، مناهج الأدب في الجامعات كلها متخلفة، على الأقل ما لا يقل عن ثلاثين عاماً من حركة الأدب في العالم، وهي مناهج تلقينية أكثر منها تطبيقية، لذلك لا تُكَوِّن شخصية نقدية، ولتلك الشخصية الأدبية المبدعة إذا نظرت الآن إلى المبدعين، تجد أن أكثرهم قد تكوَّن خارج أقسام اللغة العربية في كليات الآداب، فهي عقيمة.
* اختلف المؤرخون حول فوز التي ورد اسمها في كتاب (ملامح من المجتمع السوداني) لحسن نجيلة ولك رأيّ مفاده أن حسن نجيلة ضلل كثيراً من الباحثين. علام تستند؟
– كتاب حسن نجيلة كتاب قيم جداً، ومن أفضل الكتب التي كتبت حول التاريخ الاجتماعي في السودان، المعلومات التي فيه جزء كبير منها غير حقيقي، فقد كتب عن “فوز” أن منزلها كان يجتمع فيه أعضاء جمعية الاتحاد، وهي امرأة وطنية تعمل في السياسة وتغني لهم. وأنا من وقت مبكراً اهتممت بأمر فوز، وسألت المرحوم عثمان هاشم، وهو من مؤسسي جمعية الاتحاد وهو رجل ثقة وجدته لا يعرف أحداً بهذا الاسم، والأمر الآخر مولانا مدثر البوشي كتب في مذكراته أنه لا يعرف جمعية بهذا الاسم، ولو عرفناها لحاربناها كما نحارب الإنجليز، لأنه لا يمكن لجمعية وطنية أن تطلق من دار خمارة، والإشارة لدار فوز، إذاً فوز كما تحدث عنها حسن نجيلة حتى أعضاء الجمعية لم يعرفوها، وقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن أعضاء جمعية الأعضاء كلهم وطنيون، ولكن فيهم نوعان من الناس؛ وطنيون منضبطون، ووطنيون لديهم حياتهم الخاصة. المنضبطون لا يعرفون فوز، وغير المنضبطين يمكنهم أن يذهبوا إلى هذه الدار بعد أن ينتهوا من العمل الوطني. قال لي المرحوم محي الدين جمال أبو سيف: “ناس جمعية الاتحاد لا يعرفون فوز، أنا الوحيد الذي أعرفها، كانت ساكنة معنا، وجدتها هي وأمها يبحثون عن منزل عبد الله خليل (عمل ليهم مظلة سكنوا فيها).
إذن هي كامرأة وطنية كلام غير صحيح، وهي ليست بتلك الصورة التي صورها حسن نجيلة في كتابه، من ناحية أخرى يبدو أن هناك أكثر من امرأة سميت بفوز، في منطقة عبد الله توجد واحدة تحدث عنها المحجوب وعبد الحليم محمد في كتابهم “موت دنيا” يبدو أنها كانت أديبة فعلاً، لأن عبد الحليم كتب مقالاً عنها وجاء بنماذج من نقدها، وكانوا يسمونها “مدام بوفاري” وتوجد أخرى في الموردة وتدعى “مبروكة”.
* بعد السرد عن فوز والحركة الوطنية، يقودنا الحديث عن علاقة المثقف بالسلطة. أين تضع نفسك من هذه العلاقة؟
– أنا لا أضع نفسي داخل السلطة ولا خارجها، السلطة تنظم كل شؤون المجتمع إذا كنت معها أو ضدها، لكن أنت محكوم بمنظومتها، أنا أتحدث عن السلطة من حيث هي السلطة، وليست سلطة محددة تفترض أنها تدعو إلى صلاح المجتمع، والمثقف أيضاً لا بُدَّ أن يكون هناك نقاط تقاطع بين السلطة وبين المثقف.
فالمثقف الذي لا يجد نقاط التقاطع، يوجد خلل في منظومته، لأن متطلبات السلطة غير متطلبات المثقف. والمثقف يسعى إلى الحقيقة إن كان ذلك على حساب مصلحته. السياسي يسعى لكسب الجماهير ويخالف الحقيقة، هنا تبرز نقطة التقاطع، فالسلطة تسعى إلى كسب الجماهير، والمثقف يسعى إلى المستقبل، لذلك توجد حساسية. فالسؤال؛ من هو مركز الكون في المجتمع: السياسي أم المثقف؟ في نظري أن العلاقة ما بين المثقف والسلطة علاقة تكامل ووظائف في المجتمع.
* استمر البعض في تقديس أغنية الحقيبة وجعلوها مثالاً يحتذى. كيف تنظر إلى هذا الرأي؟
– رأيي في حقيبة الفنّ واضح جداً، حقيبة الفنّ أغنية مصنوعة نشأت في مجتمع مصنوع. لم تنشأ نشأة تلقائية، وإضراب الطنابرة لأن سرور كان صوته قوياً، وكان يغطي عليه فقاموا بإضرابهم الشهير، وغنى سرور بدون طنابرة وظهرت الحقيبة وظهرت بالرقّ، والأخير آلة غير سودانية لم تنشأ في أحشاء الأغنية السودانية. إضافة إلى ذلك قد تكون أغنية الحقيبة قد عبرت عن الظروف الاجتماعية حينها، لكنني أعتقد أن من جيل خالدة زاهر موضوع أغنية الحقيبة هُزِمَ، لأن تلك الأغنية تتحدث عن الشاعر الذي يريد أن يرى امرأة ولا يستطيع إلى ذلك سبيلاً، وهذه الأغنية حينما يتعرض لها البعض يتعرضون إليها بصورة نقدية غير بصيرة، يقولون إن في تلك الأغاني قيم مربوطة بالشعر الجاهلى، أغنية الحقيبة تمثل أسوأ ما وصلت إليه القصيدة في عصر الانحطاط. وهذا يعود إلى الصناعة فهي مهووسة بالصنعة الشعرية فيها ألغاز ولم أرَ ناقداً واحداً يعتد بذلك، فهي قد أدت دورها ومثلت حاجة نفسية واجتماعية في زمان محدد. وأعجب الآن للشباب الذين لم يعوا تغير الظروف التي أنتجت تلك الأغنية، وهم لا يزالون واقفين فيها.
* هل نحن عقلية ماضوية؟
– نحن لدينا ذاكرة مربوطة بالماضي، أقول باختصار إن الأمة التي تركت أصل الأيام خلفها زالت، لا ترتقي الأمة التي تتكون لديها عقيدة راسخة بأن القادم أسوأ من الذي ذهب، الأمر ليس كذلك، لأن التراكم المعرفي يجئ لصالح المستقبل وليس لصالح الماضي، فالذين يحاولون أن يربطوا الناس بالماضي دائماً هم مخطئون. لكي نقدم لا بُدَّ أن تكون عيوننا مصوبة نحو المستقبل، أنا دائماً أقول نحن غير مؤهلين للحكم على هذا الجيل، لأننا نحن جيل ما قبل الحداثة، وهم جيل ما بعد الحداثة.
*أخيراً فقد المشهد الثقافي والشعري على وجه الخصوص في الآونة الأخيرة رموزاً وقامات في الشعر السوداني، منهم محي الدين فارس، مصطفي سند… يرى البعض أن التوثيق والنشر للأدباء السودانيين عموماً قليل. نريد تعليقك؟
– أنا أقول دائماً إننا أمة بلا ذاكرة، فنحن لا نميل للتدوين والتوثيق، وبهذا نفقد مصادرنا التاريخية في التاريخ الحضاري والاجتماعي أيضاً، فقد عاصرنا أناساً صنعوا التاريخ، ثُمَّ تسللوا من بين أيدينا، أضف إلى ذلك توثيقنا في حياتنا الثقافية والأدبية توثيق ضعيف، مثلاً عبد الحليم محمد من رواد القصة في السودان، ورواد مؤتمر الخريجين، وكتب موت دنيا وكتب في الفجر، ثُمَّ رئيس اتحاد كرة القدم، وأول طبيب ماذا كتبنا عنه؟! أحمد محمد يس الذي توفي قبل فترة قليلة، ماذا كتبنا عنه؟ أدعو إلى التوثيق وكتابة المذكرات، فهذه ليست مسؤولية أفراد، بل مسؤولية دولة ومؤسسات، حتى نحفظ ذاكرتنا من الضياع.
سؤال آخر؛ يعج المشهد النقدي بكثير من الاتجاهات تتباين ولا تلتقي. كيف تقيم المشهد النقدي؟
– أنا لا أرى حركة نقدية قوية الآن، الحركة النقدية الآن في أضعف حالاتها، ومعظم النقد الذي نقرأه نقد انطباعي وليس نقداً منهجياً، وفي كثير من الأحيان يتحول إلى نقد مدفوع بعوامل ذاتية، وفي معظمه هو عبارة عن نقد توجيهي أكثر من أن يكون (نقداً تطبيقياً). فالحركة النقدية تعاني الآن من مشكلات متعددة، ربما كان نقد الرواية أفضل من الإنتاج في الشعر، لكن النقد عموماً بصورة عامة يعاني من مشاكل.
* نرجو أن تفصل لنا هذه المشكلات؟
– تتمثل هذه المشكلات في الضعف العام في الحركة الثقافية، ثُمَّ ضعف الممارسة النقدية مما تضمن من شللية وعدم وجود غربال يميز الغثّ من الثمين.