السلطة الرابعة في ذيل اهتمامات الدولة

بقلم: أبوبكر محمود
فرض النظام المباد على عضوية اتحاد الصحفيين موقعاً بعيداً للغاية للسكن وزج بهم في أقاصي شرق النيل وهي مدينة الوادي الأخضر التي اغتالها سماسرتها بالشائعات أبرزها أنها تقع داخل مجرى سيل مما جعل أسعار بيوتها وأراضيها منخفضة للغاية الا أن ارتفاع أسعار الإيجارت وسوء أوضاع الصحفيين جعلت عدداً مهولاً من الأسر أن يقطنوا في مربع 20 الصحفيين.
المدينة كانت آمنة تماماً ولا توجد بها أزمة مياه الا أن إهمال الزملاء لمنازلهم وتركها بلا رقيب ولا حسيب جعلها بؤرة وأوكاراً لبعض مرتادي الإجرام، كما أن بعض الأشخاص ممن كانوا يعملون في اللجان السابقة أتاحوا الفرصة لسكن وافدين من دولة مجاورة فصار الجزء الجنوبي للمدينة أشبه بالخمارات وسوقاً رائجاً لبيع الخمر البلدية وأي مكان تباع فيه تلك المنكرات فهو مرتع خصيب للجريمة والمخدرات، فكل وافد جديد يسكن في غفلة من أعين السلطات، والسؤال الذي يطرج نفسه هنا وفي خضم التعقيدات الأمنية التي تمر بها المنطقة فقد قامت جهات الاختصاص بسحب عربة الدورية التي كانت تقف بجانب موقع بسط الأمن الشامل الذي جفف تماماً، والكل ينتظر وعود حكومة الولاية في فتح قسم الشرطة بمربع واحد وعشرين والأمر المحير والمزعج أن المنطقة من عد بابكر وحتى أبو دليق لا يوجد بها قسم للشرطة، فكيف يشعر المواطن المغلوب على أمره بالأمن، أما عن قصة مياه الشرب فإن مشكلتها استحكمت وضاقت حلقاتها حتى أمس، فالمواطن يعاني الأمرين في الحصول على مياه الشرب والتي انعدمت تماماً الأسبوع الحالي بحجة أن هناك عطل في أحد عدادات بئر التلال، حيث وجد أصحاب التناكر سوقاً رائجاً لبيع المياه التي وصل سعر البرميل الواحد لألف وخمسمائة جنيه، أما تناكر الحكومة المجانية فتأتي بالقرب من منازل “الكيزان” أما الفقراء فإنهم يلجأون الى ماسورة كبيرة تتسرب منها المياه داخل الترس الترابي الواقي لمدينة الصحفيين وهنا لا ينكر مواطن المربع مبادرة شركة الفاخر التي تبرعت ببئر لمدينة الصحفيين وللحظ العاثر فإن البئر وبعد حفر جزء كبير منها اصطدمت بعقبة أنها غير صالحة للشرب وتحتها صخرة وما زال العرض مفتوحاً وفي جانب آخر تضرب الفوضى بأطنابها المركز الصحي المرجعي بمدينة الصحفيين بمربع 20 والزائر للمركز إن كان مريضا ًأو غيره يرى العجب العجاب فإن كادره الطبي يأتي من مناطق بعيدة ومتأخراً مما أدى الى انصراف السكان عنه والتوجه الى مراكز أخرى فضلاً عن اختفاء أجهزة مهمة كانت موجودة بالمركز منذ عهد المخلوع البشير وهو بالضرورة يحتاج الى إعادة نظر من قبل وزارة الصحة ولاية الخرطوم وفي موازاة ذلك فإن أسعار تعرفة المواصلات مرتفعة للغاية خاصة وأن هناك خطوط أبعد من الوادي الأخضر أسعارها أقل من ذلك والمدينة برمتها تحتاج من والي الخرطوم إمعان النظر فيها وحل مشاكلها والزملاء الصحفيون صوتهم بحَّ من المطالبات بأدنى الحقوق، فالوادي يحتاج الى قرارات صارمة من الحكومة وتدخلات عاجلة باعتبار أن الكثافة السكانية فيه ارتفعت لدرجة مبالغ فيها خاصة الوافدين من دولة مجاورة الذين تمددوا بشكل لافت للنظر يستوجب إعادة ترتيب الأوراق والدليل على ذلك انتشار مدارسهم والتبشير بالمسيحية هناك والسلطات غافلة عن ذلك فبدلاً من أن تعذب الدولة صحفيها فعليها إكرامهم بأدنى الخدمات.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب