د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
الأستاذ عبد الوهاب جمعة الإعلامي الاقتصادي النشط، صاحب (المرصد) الإلكترونية المتخصصة في اقتصاديات الطاقة، أورد خبراً أشار فيه لانطلاق مشروع إنارة عدد من الطرق الداخلية، وكبري كوستي والدويم، بالطاقة الشمسية. والذي تنفذه شركة “برجس الهندسية” ضمن عدد من مشروعات التنمية بالولاية، وذلك في إطار الشراكة الذكية مع حكومة ولاية النيل الأبيض.
المسؤولون بالولاية أشاروا إلى أن الخطوة تأتي في إطار الاهتمام بالخدمات ومعاش الناس، وستتبعها خطوات أخرى ليشمل مشروع الإنارة بالطاقة الشمسية كل ميادين وطرق ومحليات النيل الأبيض.
فيما أبدى مدير الشركة المنفذة للمشروع جاهزيتهم لإنفاذ مزيد من مشروعات التنمية في مجالات الطاقة الشمسية بمحلية كوستي والولاية، في شتى المجالات.
تعليق: هذا خبر مهم وإيجابي ويشرح الصدر، ذلك أن نسبة السكان في المناطق الريفية وشبه الحضرية الذين تصلهم الكهرباء في السودان لا تتجاوز 13,8%، وإذا علمنا صعوبة وتكلفة إنشاء وبناء شبكات كهرباء، لتصل إلى المناطق الريفية، نجد أن الطاقة الشمسية هي الأفضل من حيث السعر والتكلفة، لعملها المستقل عن الشبكة العامة.
يشبه الخبراء وصول الطاقة الشمسية للمجتمعات المحرومة، بوصول الهاتف المتنقل، الذي غير بنية الاتصالات، وأدخل هذه المجتمعات إلى شبكات الاتصال والاستفادة من مزاياها.
من مزايا شبكات الطاقة الشمسية أنه يمكن بناؤها بسرعة، وفي بضعة أشهر، كما يمكن تفكيكها ونقلها بسهولة، وأن البنية الأساسية لها غير مكلفة، وأنها تستجيب للطلب السريع حيث يمكن بناؤها بسرعة، وأنها يمكن أن تعمل بشكل مستقل OFF-GRID لا تحتاج الى الدخول في الشبكات العامة لتوزيع التيار الكهربي، وهي في النهاية طاقة نظيفة غير ملوثة، وهذا ما يبحث عنه العالم اليوم ويدعمه.
انخفاض أسعار اللوحات الشمسية، ومرايا التركيز، ووسائط التخزين، أدى الى انخفاض تكلفة أسعارها ومنافستها لكل وسائل الإنتاج الأخرى، من غاز طبيعي وفحم حجري بأنواعه وديزل، ولم يتبقَّ أمامها في السباق إلا الطاقة النووية، وتوليد الطاقة بواسطة الرياح.
إنتاج الطاقة في السودان كان مجالاً حكرياً للدولة منذ أن بدأ الإنتاج في 1908 وحتى اليوم، لكن إنتاج الطاقة الشمسية سينهي عقود احتكار الدولة لإنتاج الطاقة الكهربية، وهو أمر ينسجم مع تطور وتزايد مشاركة الناس في جني ثمار الاقتصاد، فيما يعرف الآن بالاقتصاد التشاركي، والذي أصبح سمة جديدة للاقتصاد، مثل مشاركة الناس في ميدان النقل عبر تطبيق أوبر وترحال في السودان.
من المهم الإشارة إلى أنه بالإضافة للاستخدامات التقليدية للطاقة الكهربائية التقليدية، فإن استخدام الطاقة الشمسية، باعتبارها مستقلة عن الربط بشبكات التوزيع، سيفتح المجال واسعاً لاستخدامها في مجالات النقل والزراعة وتربية الحيوان والتصنيع الزراعي ومنتجات الحيوان، داخل المجال الحضري أو في البوادي، وهناك الآن العديد من النماذج في المزارع غرب أم درمان، وفي ولايتي نهر النيل والشمالية. والله الموفق.