(ابو نواس) ملك( السفاري) و(التقييف) : ماكينة الخياطة……. لن تموت!

مازال الشيخ محمد عمر أحمد، وشهرته (ابو نواس) جالساً بكل فخر وحب خلف ماكينة الخياطة بمحله بمدينة بحري، يصنع البدل من طراز (سفاري) التي اشتهر بإجادتها وسارت بذلك ركبان العاصمه كلها، بجانب عمله في ( التقييف) للملابس التي تهدى للزبائن من الأهل والأصدقاء، وهو ما يعتبره مساهمة في تخفيف غلاء الملابس على المواطن، الشيخ محمد او (ابو نواس) تناول مع الصينية بعض أشواق وأشواك مهنة الترزي خلال هذه الزيارة له بورشته للخياطة
بحري / اليوم التالي
* اولاً نبدأ معك ب ( السفاري) وتاريخ هذه اللبسة في السودان؟
_ تقليد قديم، مرتبط بالمدينة، وهي زي يدل على الرسمية والجدية في العمل، بجانب الأناقة طبعاً، وعرفت بعدد من الاسماء مثل ( الكنقولي) تشبيهاً بالزي الأفريقي، و( البدلة الاشتراكية)، لكن اسم ( السفاري) هو الأقدم.
*البعض يربط هذا الزي بحقبة حكم الإنقاذ؟
_ليس صحيحاً، في فترة الإنقاذ تبنت الحكومة هذا الزي من خلال طرحها لشعار ( نلبس مما نصنع)، فأخذ المسؤولون الحكوميون في ارتداء السفاري، وانتشر بينهم، لكن صنعوه من خامات خفيفة وغير جيدة تفتقر لفخامة واناقة هذا الزي الراقي.
* هل مازال هناك إقبال على التفصيل ؟
_ هناك إقبال كبير والتفصيل مازال مستمراً، فعندما ترتدي ثياباً صنعت لك خصيصاً، هذا فيه نوع من الخصوصية والتميز، كذلك عندما تحضر بنفسك لقياس اللبسة واختيار شكل ولون البدلة والخامة، تتحصل على ثياب جيدة ومريحة في نفس الوقت.
*حدثنا عن الخامات و الأسعار للبدلة (السفاري)؟
_ خامات البناطلين المختلفة، وهناك خامات تأتينا من مصر وسوريا خصيصاً لهذا النوع من الملابس، البدلة السفاري تكلف مابين عشرين إلى خمسة وعشرين ألف جنيه بسعر اليوم، تشمل القماش والمصنعية.
*محلك يعج بملابس جاهزة في انتظار التقييف، ماذا عن هذا المجال؟
_ نعم هذه الورشة بالذات التي أعمل فيها مع عدد من الزملاء، نقوم بمعالجة الثياب القديمة فيما يعرف ب (التقييف)، مثلاً طالب يهدي ثياباً بحالة جيدة لشقيقه نقوم بأخذ مقاساته وإعادة تشكيلها عليه، شخص أهديت له ثياب من الخارج وهكذا؛ بجانب تصليح الثياب التي تمزقت وإعادتها للعمل مرة أخرى، هذا بحتاج لمهارة خاصة، وتقدير ظروف المواطن.
*هل ستظل ماكينة الخياطة تعمل في ظل منافسة الجاهز وأسعاره وتشكيلاته؟
_ بالتأكيد، ماكينة الخياطة ستظل تعمل ولن تموت، فهي وسيلة لكسب العيش الحلال، وميدان للتنافس وتدريب الكوادر، الاسبيرات متوفرة، نقوم بإنتاج الزي المدرسي محلياً، حسب الطلبات، الملابس الجاهزة تفتقر لمميزات تتوفر في التفصيل، نحن أيضاً كترزية نحاول مواكبة المستحدثات وخطوط الموضة في العالم.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب