حتى لا تبقى مجرّد فكرة…

حتى لا تبقى مجرّد فكرة…

الكسوف يمنح السلطة الحاكمة صك براءة بعد الإنكشاف الكبير لحقيقتكم !!!

بقلم: فوزي الطيّب الشواشي
إلى الذين أفرطوا في العداء للسلطة الحاكمة،،،
لقد أفرطتم في عدائكم بتوجيه الإتهامات يمنة ويسرة للسلطة الحاكمة في بلاد العرب أوطاني منذ عقود والتي لا تتغير إلا بموت الحاكم بأمر الله أو بالثورة عليها أو بالإنقلاب عليه أو بأوامر عمهم سام.
فلم تتركوا مناسبة إلا ووجهتم سهام إتهاماتكم للسلطة الحاكمة التي تبدأ بالحاكم بأمر الله وتنتهي بحراس القصر والمطبلين والمصفقين والمزغردات له في الأحياء الشعبية التي تفتقد للحد الأدنى ممّ يحفظ كرامة الإنسان مرورا ببطانته ومعاونيه ومستشاريه ووزرائه وفريق عمله من مديرين عامين وموظفين وأمنيين ومخبرين وإعلاميين ومسّاحين الجوخ وكسيرة للثلج وحاملين للأقفاف.
إتهمتم السلطة الحاكمة بالخيانة للوطن وأنهم يعملون لحساب الخارج الإقليمي والدولي الذي جاء بهم للسلطة وثبتهم على كراسيها بأقوى أنواع اللحام حتى باتو جزء منها بإندماجهم مع الكراسي ويصعب التمييز بينهما لتداخل مكوناتهما مع بعض وأنهم يأتمرون بأوامره وأن وجودهم هو لتنفيذ الأجندات والمخططات والمشاريع على حساب السيادة الوطنية.
إتهمتم السلطة الحاكمة بالفشل في إدارة مؤسسات الدولة الدستورية وذلك بعدم إحترام الدستور والقوانين المنظمة لعمل المؤسسات حتى أصبحت عاجزة عن القيام بدورها كحارس أمين للبلاد والعباد.
إتهمتم السلطة الحاكمة بضرب القطاع العام الذي كان الرافعة الأولى للإقتصاد والبلاد ومحقق للإكتفاء الذاتي وجالب للعملة الصعبة وذلك إفساحا في المجال للقطاع الخاص المملوك للحاكم بأمر الله والمنظومة الإقتصادية الداعمة له ولحملاته الإنتخابية وأفكاره البهلوانية. لأنه حسب زعمكم فإن كل السلطة الحاكمة مع زوجاتهم وأبنائهم وأقاربهم ومحازبيهم ومعاونيهم والمتحالفة مع ممثلي الهيئات الإقتصادية وشركائهم الإقليميين والدوليين باتوا يملكون كل أنواع المؤسسات الشبيهة لمؤسسات الدولة من مدارس وجامعات ومستشفيات خاصة ومصارف وتأمين وإذاعات وفضائيات وصحف ومجلات ومقاولات وإتصالات وإنترنت وفنادق ومزارع ومقالع ومحاجر ومرامل وترابة (إسمنت) ومزارع وإمتيازات رخص إستيراد وتصدير وإحتكار سلع ضروروية وطيران وسفن وحتى الشركات الأمنية تحت ستار شركات تؤمن الحراسة للمؤسسات. وتتهمونهم بأنهم يعرقلون نشاط مؤسسات القطاع العام وعدم وجود النية الصادقة للنهوض بها بحجب الميزانيات المالية لتسييرها وإرهاقها بالتوظيف العشوائي الذي يفيض عن حاجتها.
إتهمتم السلطة الحاكمة بأنها قضت على المؤسسات الإقتصادية المتوسطة والصغرى بإرهاقها بالضرائب والرسوم حتى باتت غير قادرة على الإستمرار أو على المنافسة أمام السلع المستوردة والمعفية من الضرائب والرسوم الجمركية خاصة وأنها سلع لا تتميز بميزات نوعية عن مثيلاتها المحلية الصنع من ناحية المواصفات والجودة وأن دعم المؤسسات المتوسطة والصغرى شعار ترفعه السلطة الحاكمة والمنظمات الدولية الممولة حسب زعمكم لا قيمة له في ظل غياب الحماية الإقتصادية المعمول بها في البلدان التي تضغط علينا بأن نشرع حدودنا ونسهل حرية إنتقال البضائع.
إتهمتم السلطة بأنها همّشت المجتمع وزادت من حدة الفوارق الطبقية برفع الدعم وزيادة الأسعار وتقليص الخدمات الإجتماعية والصحية والتعليمية مما نتج عنه زيادة نسبة الفقر والأمية وتفشي الأمراض وإرتفاع منسوب الجريمة والمخدرات والهجرة غير الشرعية والتهريب للمواد الغذائية حيث المواطن بات عاجزا عن تأمينها في البلاد نسبة للراتب الذي يحصل عليه وأيضا الهجرة غير الشرعية التي لم تعد تقتصر على الشباب العاطل عن العمل فقط بل أصبحت هجرة غير شرعية جماعية عائلية وأغلبهم أصحاب شهادات عليا ويعملون في وظائف قارة.

إتهمتم السلطة الحاكمة بأنها تستقوي على الشعب بفِرق من المريدين في الداخل من أحزاب متحالفة معها ومنبطحة لها علّها تنال بعض ذرات نعيم السلطة ولو لحسة عالماشي، والداعمين والمؤيدين وصانعي البروباغاندا وبالخارج من دول وحكومات وصناديق مالية دولية ومنظمات غير الحكومية NGO’S وذلك من خلال تخويفه وتخوينه وترهيبه إن لن يسير وراء السلطة ويقبل بما تتكرم عليه من مكرمات وبعض الفتات لتأجيل صعود روحه للسماء كقدر محتوم وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور في إنتظاره.
إتهمتم السلطة الحاكمة بأنها عند كل إستحقاق دستوري تقوم بتفليت جيوشها الإلكترونية لشن الهجوم تلو الآخر على معارضي السلطة بإعتماد أساليب قذرة ومنحطة وواطية بعيدة كل البعد عن النقاش الموضوعي وتقديم الحجج حيث تفننت في إبتكار أنماط جديدة في السب والشتم والتخوين من دون بيّنة أو إتهام صريح من المحاكم ومس من أعراض المعارضين وعائلاتهم من دون وجه حق والنكات عليهم في وسائل الإعلام ونبش خصوصياتهم ونشر صور خاصة لهم لمقارنتها مع وجوه جميلة في السلطة وكلّهم ثقة بأن لا مسؤولية ستطالهم لأن ما إقترفوه يدخل في باب حرية التعبير والرأي والرأي الآخر وأنه جائز حتى لو بالفبركة.
إتهمتم السلطة الحاكمة بأنها عند كل فشل لها تقوم بإلهاء الشعب المسكين الذي يسكر بزبيبة أي بحبة عنب الذي يغرق في النصف الملآن من الكأس وذلك بأخبار من هنا وهناك وأن سبب معاناته هم جماعة الحكومات السابقة والعهود البائدة الذين يحاربون مشاريع السلطة الحاكمة الحالية ويحتكرون السلع المدعومة وأنهم سبب في رفع الأسعار ويلهونهم بأمور تافهة كأخبار الفنانين والرياضيين ومن قتلت زوجها ومن خطف حماته ومن دخل على جارته ليلة زفافه بدل أن يدخل على زوجته بسبب تأثير خسارته الرهان في عراك الديكة بالحارة (الحتة، الحلة، الحومة).
لم تتركوا تهمة في البرّ ولا في البحر إلا وقد ألصقتموها بالسلطة الحاكمة وهذا من حقدكم ومن غيرتكم ومن تحالفكم مع الشيطان الرّجيم.
ولن تبلغوا الحكم حتى تخلعوا عنكم رداء العداء للسلطة الحاكمة وخاصة للحاكم بأمر الله أولي الأمر منا.
فالله سبحانه وتعالى كشفكم أمام الملأ وقبل يوم الزينة لتكونوا عبرة لمن يعتبر وآية للأجيال التائهة الحائرة على أي رصيف تمشي بعد أن إحتل الباعة كل الأرصفة بالمدينة الفاضلة وجمهورية أفلاطون بتكديس كل البضائع الشرعية والمهربة عليها، وعبرة للأجيال القادمة الذين حتما سيولدون أحرارا لكن سيتحملون تسديد الدين العام بكل رحب وسعة صدر فرحين مسرورين والفرحة مش سايعاهم.
عند الكسوف يكرم المرء أو يهان. وها أنتم يا من تعادون السلطة الحاكمة التي كُرّمت بالكسوف بينما أنتم قد أُهنتم.
لأن كل إتهاماتكم سقطت في الماء وليس أي ماء بل في المياه العكرة التي أدمنتم على الصيد فيها. وهذا خطأ السلطة الحاكمة التي تضن بأن عدم إصلاحها لشبكات الصرف الصحي وشبكات تصريف مياه الأمطار والسيول قد يجعل منكم أناس وطنيين تفكرون وتساندون السلطة وتقدموا لها أفكار قد تكون غابت عنها بسبب مشاغل الحكم ونعيمه للنهوض بالأحياء الشعبية لكن عبثا تحاول السلطة لأنكم إستغليتم هذه البرك المائية العكرة والمسببة للأمراض للصيد أملا لإيجاد عُثَيرة للسلطة الحاكمة. ولم تجدوا لها في الماضي ليس عُثَيرة فقط بل لم تجدوا ذرة من عُثيرة لها ولن تجدوا لها ما تتمنونه حتى في المضارع والمستقبل البعيد والأمر.
أكثر من أسبوع مرّ على الكسوف ولم يحدث أي شيء ولم تصدق إتهاماتكم للسلطة الحاكمة.
ولو كانت إتهاماتكم حقيقية وموضوعية ومنطقية ومنطلقاتها وطنية لتصرفت السلطة بشكل مغاير تماما خلال فترة الكسوف.
فلو صدقتم في إتهاماتكم المستدامة للسلطة الحاكمة لكان على هذه الأخيرة أن تستغل المدة الزمنية للكسوف حيث الشوارع خالية من المارة والمؤسسات مقفلة والمدارس والجامعات منحت عطلة للتلاميذ والطلبة وتقوم ببيع البلاد مفروشة بكل ثرواتها ومقدراتها ومن ثم تغادر من دون رجعة غير مأسوفة على البلاد ولا العباد.
حتى في دقائق الذروة للكسوف حيث يكون الظلام فيها دامس والليل هامس لم تفكر السلطة الحاكمة أن تفعل ما تتهمونها به. وقد راهنتم على أن تقوم السلطة ببيع ما تبقى من وطن وتشريد ما تبقى من بشر بعد أن غادر الملايين البلاد بطرق شرعية وغير شرعية.
لكن السلطة الحاكمة لم تفعل ذلك وأصرت على البقاء في الحكم بأكثر من وجه حتى بالتحريض لكل الوجوه السابقة ليشاركوها في الحكم وعفى الله عما سلف بالترغيب والترهيب.
والسلطة الحاكمة ليست كما تضنونها، فهي لا تخاف لومة معارض.
لأنها سلطة حاكمة فعلية ولا تتأثر بحفنة إتهامات تطلقونها هنا وهناك.
فالسلطة الحاكمة تعودت على إتهاماتكم بالعمل على جهتين، الأولى بالمضي بسياساتها على نفس الخطى دون إكتراث لأحد والثانية بالهجوم المعاكس والتصدي لكم بتوجيه الإتهامات المضادة. يعني إتهام مقابل إتهام وإن عدتم عدنا.
فالسلطة الحاكمة أصبحت عجوزة ختيارة طاعنة في السن لا يؤثر فيها قرص بعد أن نشفت خلايا جسمها مع إمكانية أن تحملها مياه الفيضانات والسيول وهي تزغرد وتقول السنة الموسم وفير.
السلطة الحاكمة لن تكل وباقية باقية باقية.
ويا خبر بفلوس بكرا يبقى ببلاش.

الرجاء عدم قراءة هذه المقالة أثناء الدوام الرسمي للعمل سواء كان قطاع عام أم قطاع خاص فإن فعلتم فيعتبر خطيئة كبرى.
وكفارة هذه الخطيئة هو إستهلاك منتجات محلية لمدة شهر فإن زدتم فهو خيرا لكم في ميزان حسناتكم.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب