قمة المناخ بــ شرم الشيخ المصرية

بــقلم د. الفاتح يس
alfatihyassen@gmail.com
تتجه الأنظار بعد ساعات من الآن (من اليوم السادس الى الثامن عشر من نوفمبر الجاري) الى مدينة شرم الشيخ المصرية؛ لعقد مؤتمر قمة المناخ السابع والعشرون (COP) (مؤتمر الأطراف).
قمة المناخ هي قمة سنوية تحضرها حوالي 197 دولة؛ من أجل محادثات تغير المناخ؛ لمجابهة هذا التغير المناخي، ويعد المؤتمر جزءاً من إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، وهي معاهدة دولية وقعتها معظم دول العالم؛ بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ. إنعقاد المؤتمر في الدول يكون بالتناوب وفقاً للقارات، ووقع الإختيار على جمهورية مصر العربية هذا العام؛ بعد أن وقع الإختيار على قارة أفريقيا؛ ومصر هي الدولة الأفريقية الوحيدة التي أبدت رغبتها لإستضافة هذه القمة المناخية.
يُقصد بتغير المناخ التحولات الطويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس؛ وكانت هذه التحولات طبيعية؛ إلا أن منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ كثيره ويرجع ذلك أساسًا إلى إستخدام المبيدات الكيميائية وإستخدام السماد الكيميائي والنفايات وإستنزاف الموارد الطبيعية، وحرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز؛ الذي يتسبب في ما يقارب ٧٥٪ من ظاهرة تغير المناخ والإحتباس الحراري.
قمة المناخ هذا العام ستغطي كل يوم من أيام المؤتمر موضوع ومحور معين؛ مثل موضوع ومحور الطاقة- المياه- البحث العلمي- التنوع الحيوي- الحلول الممكنة- التمويل- المجتمع المدني- وضريبة الكربون وصفر نفايات وإنبعاثات كربونية.
الهدف من المؤتمر هو مناقشة ومجابهة التغيرات المناخية المختلفة، وتقديم الدعم والتمويل ومساعدة حكومات الدول النامية؛ من أجل الصد والتخفيف من التغيرات المناخية.
حرق الوقود الأحفوري يتسبب في إنبعاث غازات الاحتباس الحراري مثل غاز ثاني أكسيد الكربون واكاسيد الكبريت والنايتروجين؛ وتسبب هذه الغازات ظاهرة الأمطار الحمضية وظاهرة ثقب الأوزون الذي بدوره يؤدي إلى إنعكاس أشعة الشمس الي الأرض مباشرةً؛ لترتفع درجة حرارة الأرض؛ التي تؤدي إلى ذوبان الجليد ونقصان الأرض اليابسة وإرتفاع منسوب البحر وإرتفاع نسبة تبخر المياه السطحية وقلة الرقعة الزراعية؛ الذي يؤدي إلى نقص الغذاء (الجوع والمجاعة) بسبب خلل في السلسلة الغذائية ومستوياتها وخلل في النظام البيئي كلياً.
إذا زادت نسبة إنبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛ ستكون الكرة الأرضية غير صالحة للعيش بعد عام ٢٠٥٠م على حسب الدراسات والبحوث؛ ولهذا وجب علينا الإهتمام بظاهرة تغير المناخ، وبـ قمة المناخ هذه التي ستُعقد في شرم الشيخ المصرية.
مباشرةً بعد هذه القمة المناخية؛ سيكون الحدث العالمي الكبير (كأس العالم) في دولة قطر؛ وأتمني من لجنة قمة المناخ واللجنة المنظمة لكأس العالم أن يكون بينهم تنسيق كبير؛ حتى يُستغل كأس العالم هذا الحدث الرياضي الإعلامي العالمي الكبير في التوعية بمخاطر تغير المناخ، ومن ثم كيفية مجابهة هذا التغير؛ حتى نصل الي إنبعاثات كربون صفرية في كوكب الأرض؛ لأننا ببساطه شديدة لدينا كرة أرضية واحدة نعيش بداخلها وليس لدينا أي كوكب آخر نستطيع العيش فيه؛ ولن نحافظ على كرتنا الأرضية إلا بالتخفيف او الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
للأسف الشديد جاءت قمة المناخ هذا العام، والعالم يشهد نقص في الطاقة وحروبات وصراعات؛ أكبرها الحرب الضروس بين روسيا وأوكرانيا؛ ومعروف أن الدولتين من الدول الكبرى المنتجة للقمح؛ ذلك المحصول الغذائي والإستراتيجي لكثير من شعوب العالم؛ ولهذا يُمكن القول بأن السودان لديه حظوظ كبيره؛ للإستفادة من هذه القمة المناخية، والإلتزام بالعمل المناخي؛ بإقامة مشروعات الإقتصاد الدائري والأخضر مثل إقامة محطات الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، وإقامة المشروعات الزراعية؛ بإقامة مشروعات حصاد المياه وإقامة مزارع الحيوانات والإستزراع السمكي وعمل مصانع للمنتجات الزراعية والحيوانية؛ لسد نقص الغذاء والدواء في السودان والعالم؛ والإستفادة من هذه القمة المناخية لجني الدعم والتمويل؛ لإقامة هذه المشروعات؛ وعلى حسب ما قراءت في الصحف الإلكترونية أن الفريق البرهان- رئيس مجلس السيادة، ووزير الخارجية والوفد الفني البيئي؛ سيحضرون هذه القمة؛ فـ هذه فرصه لإستغلالها والإستفادة منها؛ ونسأل الله التوفيق للدبلوماسية السودانية في هذا الحدث المناخي العالمي؛ والحصول على الدعم وتمويل مشروعات سودانية تخفف وتتصدي للتغيرات المناخية.
د. الفاتح يس
أستاذ مساعد في عدد من الجامعات والكليات والمعاهد العليا وباحث مهتم بقضايا تغير المناخ والاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب