مرتزقة فاغنر.. جيش الظل .. الذي يحاول الخروج الى العلن

بقلم: محمد إبراهيم
تحاول مجموعة فاغنر للمرتزقة الروس الخروج من الظل الذي ظلت تختبئ تحته لسنوات منذ تأسيسها في العام 2014 على يد العميد السابق في الجيش الروسي ديمتري أوتكين، وتحت رعاية يفغيني بريغوزين الشهير بـ” طباخ بوتين” والأخير هو رجل أعمال روسي مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، ويُطلق عليه ذلك اللقب لأنه يمتلك ويدير شركة “كونكورد” التي كانت تنظم حفلات الاستقبال بالكرملين، وهي شركة خاضعة لعقوبات دولية منذ سنوات.
وبعد نفيه المتكرر لسنوات طوال، إعترف بريغوزين بأنه من أنشأ الشركة العسكرية الروسية، التي نشرت مرتزقتها حول العالم ، وكان الإعتراف بمثابة تراجع عن الدعاوي التي ظل الرجل يرددها طيلة السنوات الماضية بعدم إرتباطه بمجموعة فاغنر، بل ونكران وجودها في الأصل، حتى أنه قام برفع دعوى قضائية ضد صحافي روسي ربطه بالمجموعة المتهمة بانتهاكات حقوق إنسان وجرائم في سوريا وأفريقيا وأوكرانيا.
و في تقرير نشرته الشهر الماضي مجلة “فورين بوليسي” ، قالت فيه إن “طباخ بوتين” خرج من الظل، مشيرة إلى يفغيني بريغوزين، يقف وراء تأسيس وإدارة شركة التعهدات الأمنية المعروفة باسم فاغنر، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.
و يتنكر الرئيس الروسي بوتين للعلاقة التي تربطه بفاغنر الروسية، وينفي أي صلة لها بالجيش الروسي أو المؤسسات الحكومية، وكلما سأله الصحفيون عنها يعلن أنها لا تمتلك وجودا قانونيا في البلد، وبالتالي لا هو ولا دولته مسؤولان عن نشاطها العسكري في مناطق مختلفة من العالم، وبشكل خاص تلك التي تشهد صراعات مسلحة وتسودها الفوضى.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن حول إعتراف يفغيني بريغوزين بتأسيسه لفاغنر بعد سنوات طوال من النكران يدور حول التوقيت ومن ثم الأسباب التي دفعت الرجل لهذا الإعتراف، وهذه أسئلة سيجيب عنها بريغوزين يوماً ما، لكن تساؤلاتنا المشروعة هل سيعترف مؤسس فاغنر بكافة الجرائم والفظائع التي إرتكبتها المجموعة منذ تأسيسها في مناطق تواجدها ؟!.
وفي ذات الوقت إعترافات بريغوزين مع جهود الرجل لتلميع صورته كقائد وسط تعرض بوتين لضغوط واسعة من أنصاره بعد تدني معنويات القوات الروسية وتراجعها عن مناطق سيطرت عليها في أوكرانيا.
واللافت للأمر أن بريغوزين أعقب إعترافه الرسمي ذلك بإفتتاح أول مقر لفاغنر في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية الجمعة الماضية حسب ما جاء بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لشركة كونكورد، إذ أعلن رجل الأعمال الروسي افتتاح المبنى المؤلف من طوابق عدة بواجهة زجاجية وعليه لافتة بيضاء كبيرة مكتوب عليها “فاغنر”، في ذات المدينة التي ولد ونشأ فيها، وهي نفس المدينة التي ينحدر منها الرئيس فلاديمير بوتين، وقال بريغوجين في بيانه إن “مهمة مركز فاغنر هي توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا”.
وكان يفغيني بريغوزين المدان بجرائم عدة قد تحول إلى رجل أعمال ومزود للوجبات، وعمل كمنسق لنشاطات بوتين وصار يعرف بـ”الطباخ “، وذلك لما أظهره من إستعداد للقيام بالأعمال القذرة للكرملين وتمويل خططا ترويجية وخبيثة لتوسيع أهداف روسيا وحماية مصالحها في الإستيلاء على ثروات الدول الفقيرة وتأجيج الصراع فيها ، كما أن بريغوزين الذي أسس أيضاً وكالة أبحاث الإنترنت الروسية “ترول فارم”، التي تقف وراء سلسلة من حملات التضليل عبر الإنترنت، بما في ذلك محاولة للتأثير على الانتخابات في دول عدة، ظل ينفي أي صلة له بمجموعة فاغنر، وفي حين ينفي الكرملين دائماً أي علاقة له مع “فاغنر”، التي ارتبطت بجرائم حرب في مناطق تواجدها، بينما باتت روسيا تفرض عبر فاغنر” بلا خجل” إستراتيجيتها للتأثير في أفريقيا، مستهدفة مالي بعد سوريا


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب