زيارة بايدن للسعودية.. السودان أحد الملفات

الخرطوم: إنصاف العوض
حظيت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط بنصيب الأسد من الاهتمام الدولي والإقليمي بسبب التعقيدات السياسىية والاقتصادية التي يمر بها العالم منذ انتشار جائحة كورونا والحرب الأوكرانية وتفاقم أزمة الغذاء العالمية وتوتر الأوضاع الأمنية والسياسية فى كثير من الدول، أما في السودان فجاءت الزيارة في ظروف بالغة التعقيد لم ينجح في اختراقها غير مبادرة أمريكية سعودية خلخلت الجمود السياسي المطبق على المشهد السوداني وهو ما جعل الأنظار تتجه صوب قمة جدة ترقباً للمزيد
وبعد مخاض ليس عسيراً خرج البيان الأمريكي السعودي عن الزيارة وبالرغم من أن البيان تناول الشأن السودان في فقرة قصيرة الا أنها حملت الكثير فضلاً عن تداخل دور السودان في كثير من الملفات من بينها أمن السعودية والبحر الأحمر ومحاربة الإرهاب والتداول السلمي السلطة وغيرها..
بيان مشترك
وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه صدر يوم أمس السبت، بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، عقب اللقاء الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس الأمريكي جو بايدن، ولقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس بايدن بحضور كبار المسؤولين من الجانبين.
وأكد الجانبان على أهمية الحوار بين الأطراف السودانية وإحياء العملية السياسية، كما أشادا بالجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة لدعم العودة إلى أسس الحل السياسي في السودان، وأعربا عن ارتياحهما للدور الفاعل الذي تقوم به المجموعة الرباعية من أجل السودان، متمنين للسودان وشعبه الاستقرار والازدهار.
ما بين السطور
ولقراءة ما بين سطور البيان ودلالات الزيارة على الملف السوداني يقول البروفسير صلاح الدومة لـ(اليوم التالي) إنه إذا قارنت بين زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وسلفه الرئيس دونالد ترمب نجد أن ترمب زار السعودية في وقت كانت فيه أمريكا في موقف قوة والسعودية في موقف ضعف ودفاع عن النفس، أما اليوم فإن بايدن يستجدي السعودية لتحقيق بعض الأهداف من خلال هذه الزيارة المعلنة ومنها الحلف الذي فشل في تحقيقه من أجل زيادة إنتاج البترول ويضيف: لعل أبرز النقاط التي تناولتها الزيارة تلك التي تركز على أهمية حل الخلافات عبر الطرق السلمية والدبلوماسية ويدخل تحت مظلتها التداول السلمي السلطة ورفض الانقلابات العسكرية بكافة أشكالها وتخفيف تبعات الأزمات الإنسانية في الدول التي تمر بمثل هذه الأزمات مثل السودان وتقديم مساعادات لها ومن ضمنها منع تفاقم الكوارث وتأثيرها على دول أخرى.
ووفقاً الدومة فإن الملف السوداني كان حاضراً في ملف الدفاع عن السعودية وقال إن البيان أكد على ضرورة الدفاع عن السعودية وحماية أراضيها وهذا يشمل أمن البحر الأحمر وإبعاد الروس والإيرانيين منه وهي نقطة لا تحتاج إلى شرح لدور السودان فيها لافتاً الى أن البيان أكد أيضاً على أهمية دور البعثة الأممية في حل المشكلة السودانية وهذا ما يعتبر عكس مطالب الانقلابيين فتوجهيات النظام الانقلابي بحسب الدومة تهدف الى إلقاء اللوم بالتقصير والتدخل في الشأن الداخلي على رئيس البعثة الأممية فولكر بيرس ومحاولة إبعاده عن البلاد مشيراً الى أن البيان أكد أيضاً على أهمية المبادرة الرباعية في دعم السودان.
وصل سعودي
ووصف قراءة المحلل السياسي عبد الرحمن أبو خريس والذي وصف فقرة السودان في البيان بالمقتضبة، وقال لـ(اليوم التالي) إن البيان يصب في اتجاه قرار البرهان القاضي بتجميد مشاركة الجيش في الحوار وتحجيم دوره في السياسة والتأمين على أهمية الآلية الثلاثية، أما أهميته فتـأتي من أن السودان حاضر في الأجندة الأمريكية والسعودية بالرغم من أنه هو الحاضر الغائب في القمة الأمريكية الإقليمية..
أما الجديد في الأمر ووفقاً لأبي خريس فهو أن تعول أمريكا على السعودية في الملف السوداني قائلاً إن ذلك يعني أن السعودية ستكون حلقة الوصل بين السودان وأمريكا وهو الدور الذي كانت تلعبه مصر في الماضي، ولعل ذلك جاء بسبب مشاركة السودان السعودية في حرب اليمن.
ويرى أبو خريس أن هناك سيناريوهين لتناول السعودية الملف السوداني الأول أن تذهب السعودية في اتجاه دعم البرهان والتحول المدني أي في تحول مدني لا يمس الجيش أو دوره في اليمن أو قيام حكومة عسكرية بحتة مشيراً الى أن المناورات التي تمت في الفترة الماضية في البحر الأحمر كونها تعكس التقارب العسكري الشديد بين السودان والسعودية وأضاف قائلاً: وفي تقديري إن الأمريكيين ذاهبون في اتجاه دعم الرعاية السعودية للأوضاع في السودان بالرغم من تأكيدهم على أهمية الآلية الثلاثية والذي يعني أن على القوى المدنية كلها المضي في التفاوض بواسطة الآلية الثلاثية وهو أمر مهم جداً ويعني أنه لا توجد أي آلية ثنائية أو منفردة للوصول الى السلطة وإن الحل الوحيد للأزمة السودانية عبر جلوس المدنيين عبر الآلية والاتفاق فيما بينهم مما يعني دعم قرارات البرهان التي أصدرها مؤخراً مطلع يوليو الجاري.