أسعار الصرف.. محدودية الطلب وتراجع الأسعار بالسوق الموازي

الخرطوم: علي وقيع الله
بعد أن كان سعر صرف الدولار أمام العملة المحلية يشهد ارتفاعاً متسارعاً في السوق الموازي، ونسبة لتحريك سعر الدولار الجمركي الذي قطع الطريق أمام الاستيراد وتدهورت منظومة المناشط التجارية والإنتاجية بشكل لافت، وكانت متابعات أجرتها (اليوم التالي) أمس الاثنين، كشفت عن انخفاض في أسعار العملات الأجنبية خاصة أن سعر الدولار انخفض إلى 577 بدلاً عن 584 جنيه خلال الفترة الماضية، بينما سعر الريال السعودي تراجع من 154 إلى 152 جنيه، وبحسب متعاملين في السوق الموازي فإن سبب هذا الانخفاض يعود إلى ضعف الطلب مقارنة بتوفر العرض، وتشير معظم توقعاتهم إلى المزيد من التراجع بنهاية الأسبوع الجاري.

محدودية الطلب
ووفقاً لما أوضحه برهان عبدالعزيز أحد المتعاملين في السوق الموازي، أن انخفاض الدولار يرجع لعدم توفر السيولة ومحدودية الطلب في ظل توفر المعروض بأسواق النقد الأجنبي، وقال لـ(اليوم التالي) إن حركتي البيع والشراء في السوق الموازي كانت تشهد إقبالاً في الفترة الماصية مقارنة بالسعر الرسمي للدولار، في الوقت نفسه مستبعداً وجود أي أسباب حقيقية لتراجع أسعار الصرف.

لم يكن متوقعاً
وفي ذات السوق قال تاجر آخر فضل عدم ذكر اسمه، إن أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المحلي تشهد تراجعاً بصورة ملحوظة خلال اليومين الماضيين، بدوره مبدياً تعجبه من هذا التراجع الذي قال عنه إنه لم يكن متوقعاً في ظل ضعف الإنتاج والصادرات وزيادة الدولار الجمركي المعمول به حتى تاريخه، وأرجع حالة عدم استقرار أسعار العملات الأجنبية إلى ارتفاع الطلب وشح العرض من العملات كافة في السوق الرسمي بالبنوك التجارية والصرافات، كاشفاً عن شروع بعض وكالات السفر في شراء العملات الأجنبية من السوق الموازي لمقابلة طلب بيع تذاكر السفر بالعملة الأجنبية.

معدلات التضخم
وبحسب تقديرات المحلل الاقتصادي الدكتور عبدالله الرمادي أن سببين لظاهرة انخفاض أسعار العملات الأجنبية، موضحاً أن من ضمن الأسباب الزيادة الناتجة من أسباب حقيقة وطلب حقيقي لزيادة الدولار وإنما هي نوع من المضاربات والمزايدات لتحقيق أكبر كسب في بيع وشراء الدولار، ويرى أن تلك تعتبر مضاربات ولم تجدِ شيئاً أي لم تحدث تأثيرات في السوق، ويعتقد عبر تصريح لـ(اليوم التالي) أن السبب الحقيقي أن معدلات التضخم تشهد انخفاض، وربما ذلك ما أدى إلى تراجع أسعار العملات، مشيراً إلى أن الأوضاع الاقتصادية في البلاد مضطربة تماماً بسبب روشتة صندوق النقد الدولي بغية عودة المساعدات الخارجية التي جزم بأنها لن تأتي مطلقاً.

تأثير إيجابي
فيما يرى الباحث الاقتصادي الدكتور هيثم محمد فتحي أن انخفاض الدولار يرجع لأسباب بعيدة عن زيادة الإنتاج ويتحدد سعر الصرف في السوق السوداني وفقاً لآلية العرض والطلب، داعياً الدولة للتدخل الفوري لمراقبة أسعار العملات الأجنبية لوضع حلول جذرية، وأكد لـ(اليوم التالي) أنه كلما زاد عرض الدولار وتراجع الطلب انخفض سعره، متوقعاً أن يحدث هذا التراجع تأثيراً إيجابياً على أسعار السلع في حال استمر الهبوط إلى أكثر مما هو عليه الآن.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب