محاور طرحتها (اليوم التالي) على القيادي بالحركة الإسلامية ابو بكر عبد الرازق، و نائب سر الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي عثمان ابو راس: البرهان في خطاب.. هل يتبع القول بالفعل؟

 

هل تخلى البرهان فعلاً عن الحركة الإسلامية التي أعلنت دعمها لما اعتبرته اجراءات إصلاحية، بينما وصفها الآخرون بالانقلاب، أم أن الأمر للمراوغة و التمويه السياسي للداخل و الخارج، و إذا كان جاداً في خطوته فهل يمكن للمجلس المركزي، بوصفه الشريك القديم كسيد الموقف، أليست عقبات عديدة تحول دون ذلك، وأهمها مطالب الجماهير في الحرية والسلام والعدالة، بل ما الدوافع لهذا الخطاب الذي جاء بعد فترة من الصمت العسكري كثرت خلالها الشائعات و تكاثف الغبار حول مآلات المشهد بالبلاد، لا سيما مع استمرار الحراك الثوري في القرى و المدن بالبلاد، محاور طرحتها (اليوم التالي) على القيادي بالحركة الإسلامية ابو بكر عبد الرازق، و نائب سر الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي عثمان ابو راس

الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق

القيادي بحزب المؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق لـ(اليوم التالي)
*البرهان لن يستطيع التخلي عن الحركة الإسلامية ومؤتمرها الوطني!

* لهجة غير حميمة من البرهان نحو الحركة الإسلامية لماذا برأيك؟
_ لا أعرف إذا كان جاداً في إقصائه للمؤتمر الوطني وحركته الإسلامية، أم أن الأمر للتمويه السياسي داخلياً و خارجياً، لكن لا أعتقد أن للبرهان قدرة على نفض يده تماماً من الوطني المحلول، و كذلك الحركة، هذا ليس بالسهل، لاسيما أنهم من أتوا به إلى سدة الحكم.
* هل يستبدلهم بشريكه القديم ؟
_ البرهان لا يثق في قوى الحرية والتغيير، ولا في أغلب الأحزاب، والمؤتمر الشعبي يقف منه على مسافة بعيدة، لكن البرهان يرغب في أن يكون حاكماً للبلاد، ما يجعله محتاجاً إلى سند شعبي صادق للوقوف معه، و لن يجد أحداً يستطيع أن يقدم له ذلك السند إلا المؤتمر الوطني.
* كيف سيحكم البرهان البلاد ؟
_ هو سيترشح في الانتخابات القادمة وقاعدته التي ستنتخبهم هي المؤتمر الوطني و الحركة الإسلامية فهو يبحث عن شرعية وستكون الانتخابات ذريعة له لنيل تلك الشرعية.
* لكنه تحدث عن اتصالات مع قوى لها وطنية مثل الجيش تماماً
_ قد يكون ذلك صحيحاً؛ لكن كل الأحزاب التي يفاوضها الآن ليست مؤهلة لتكون درعاً لحمايته، الجهة التي تستطيع ذلك هي الحركة الإسلامية التي لولاها لما كان البرهان شخصاً معروفاً في المشهد السياسي.
* ما الرسالة الأهم في الخطاب في هذا التوقيت بالذات؟
_ من حيث التوقيت قد تكون هنالك رسالة مهمة الى مصر التي يزوها هذه الأيام، و قد تكون رسالة أيضاً للآلية الرباعية، و قد تكون رسالة للداخل أيضاً.
هل من إشارة واضحة في الخطاب لتجاوز الأزمة ؟
_ لا أعتقد ، لأنه لم يحاول تهدئة الشارع ، مجمل ما قاله ينصب في الاستهلاك السياسي، اذا كان يعني المجلس المركزي فهو يشعر بأنه تحالف سفارات، كما أقر قادته بذلك، لكنه تعود على أن يرسل رسائل سياسية عدة في اتجاهات مختلفة؛ لأنه يملك قدراً من الذكاء يتيح له المناورة، لكن أي خطوة لمغادرة الإجماع الوطني ستكون خاسرة للبرهان.
* هل سيجد البرهان من يقف خلفه حال تخليه عن الإسلاميين ؟
_ لا يمكن أن يخسر الأحزاب ذات الثقل، وكذلك المكونات الكبيرة وحركات الكفاح المسلح، و هو يمكن أن يلوذ بالأحزاب التي ربما تكون عصية؛ في ما عدا حزب الأمة الذي سينحاز للجيش بسهولة.
* يتحدثون عن ضغوط دولية وراء خطاب قاعدة الخطاب ؟
_ الأخبار التي نتسامع بها تقول إن المصريين قد قالوا رأيهم صراحة للإمارات و السعودية، أن الجيش يجب أن يكون قيماً على البلاد، لأنهم لا يريدون للسودان أن يكون مثل ليبيا او الصومال او العراق، بالتالي هم ليسوا مع المليشيات و ليسوا مع الدعم السريع، بل هم مع الجيش الوطني لأنه يملك الطائرات والمسيرات و المدرعات والمدفعية، فضلاً عن أنه جيش مدرب ويتمتع بالخبرات الكافية.
* بعد ما قاله البرهان هل يمكن العبور بالفترة الانتقالية الى ما بعدها؟
_ في ما يخص إنهاء الفترة الانتقالية من الواضح أن الإدارة الدولية لا تريد حكماً دولياً في السودان، لا الأمريكان و لا الرباعية، لكنهم سيحاولون التغلب على ضغط الشارع عن طريق الانتخابات، نحن طبعاً كمؤتمر شعبي غير معنيين بذلك كله، و نهتم فقط بالمحافظة على مساحة الحرية و زيادتها وصولاً إلى الإجماع الوطني.

 

نائب أمين سر البعث العربي الاشتراكي عثمان ابو راس ل( اليوم التالي )
*خطاب قائد الجيش لمغازلة المجتمع الدولي وحسب!
*خطاب بعد فترة من الصمت العسكري، كيف يبدو من زاويتكم؟
_ هذا الخطاب يناقض نفسه بنفسه، و كأن ما يخاطب جماعة خارج السودان، و لا علاقة له بالتفاصيل الصعبة الكثيرة التي يعاني منها شعب السودان منذ الانقلاب على الحكومة يوم ٢٥ اكتوبر واعتقال قيادات الحرية والتغيير، و ما زال الاعتقال و القمع مستمرين.
* هل قطع البرهان الطريق تماماً على الحركة الإسلامية من المشهد؟
_ لا يبدو ذلك، اذ كان من يتم جمعهم ليسوا الحركة الإسلامية و ليس المؤتمر الوطني، فلمن يقول البرهان كفاية عليكم ٣٠ سنة، بينما هو الآن يحاول أن يعيد السيرة السيئة للثلاثين عاماً التي حكم فيها البشير .
* لكنه تحدث عن الانحياز للشعب دونما سواه؟
_ حديث لا يصدق ، هذه السلطات الانقلابية لا تحتمل مظاهرة في الشارع فكيف تكون ضد الفلول كيف يقول لهم كفاية وقد أعاد كل الشركات التي تمت مصادرتها من الحركة الإسلامية.
*ما الرسالة الأهم في هذا الخطاب في تقديركم؟
-لا أرى سوى محاولة يائسة لمخاطبة المجتمع الدولي الذي يتخوف من عودة النظام القديم، لكن الواضح أكثر، هو اعتقال رموز و ايقونات الثورة السودانية و على رأسهم الرفيق وجدي صالح الذي لا يخرج من بلاغ إلا و جدد فتح بلاغ آخر، في انتهاك فظ لحكم القانون.
*إذن المقصود بالخطاب الخارج أكثر من الداخل؟
_ البرهان عملياً يخاطب جهات خارجية في حديثه عن عدم أي انحياز او تدخل في الشأن السياسي، لكنه الآن لا يتحدث كرجل عسكري، بل يتحدث كرجل سياسي، لكن يجب محاكمته بمسؤوليته عن كل الاغتيالات التي تمت قبل وبعد الانقلاب.
*إذا قطع الطريق أمام الحركة الإسلامية، من تبقى له من الحلفاء؟
_ هنالك أخبار تتردد الآن في الوسائط أنهم قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق حول حصانة القيادات النظامية من جنايات سابقة، لكن ذاكرة الشعب لن تنسى قضية فض الاعتصام التي لن تلغيها لجنة أديب او خلافه، هو تحدث عن حماية الشعب السوداني لكن لم يفلح في حمايته حتى أمام القيادة العامة للجيش؛ فكيف سيحميه الآن، و قد مر عام كامل لم تحدث فيه أي نوع من أنواع الإصلاحات بل سائت الأمور أكثر من ما كانت عليه.
* ما الوعد الذي ألمح به للمجتمع الدولي؟
_ البرهان يحاول أن يغازل المجتمع الدولي بالحديث عن محاولات لتفكيك الجيش ، نحن لا نشكك في الجيش السوداني و وطنيته لكننا نشكك في البرهان و التزامه بالقيم العسكرية، لأنه من الواضح أنه يفكر في حكومة (ديكور) للسلطة المدنية، ليقول هذه هي الحكومة المدنية، و لكنها كقطعة شطرنج يحركها كيف يشاء.
*تحدث البرهان عن مدنيين يتحلون بروح وطنية، ماذا يعني بذلك؟
_ من عندهم روح وطنية يكونون حريصين على إنقاذ المؤسسة العسكرية من كل الجرائم التي ارتكبت باسمها من قبل الانقلابين.
ونحن كحزب وكجزء من تحالف وطني، وكسودانين، موقفنا من الموضوع لا يحتاج إلى إعادة، منذ أن شاركنا ضمن الوفد في لقاء بيت السفير السعودي وطرحنا مطالب خمسة معروفة، إسقاط الانقلاب، إلغاء الطوارئ، إيقاف العنف، فك المعتقلين، إطلاق الحريات، هذه المطالب لم و لن تتحقق في وجود هذه السلطة الانقلابية و لذلك لن تنطلي علينا محاولة الخطاب في المساواة بين الجلاد و الضحية، و كما قال المثل من يجرب المجرب تحيط به الندامة.
*هل سينجح البرهان في إيجاد توافق؟
_ قناعتي حتى اذا صنع البرهان أي توافق مع أي جهة، سيسقط هذا التوافق كما حدث في الحكومة التي توافق الناس عليها في كل مدن السودان، لكنه انقلب عليها في الخامس و العشرين من اكتوبر، وذلك أي طرف سيقوم باتفاق او مشاركة مع هذه السلطة الانقلابية ستكون نهايته هي اسوأ نهاية .
*ما ظلال الخطاب على الشارع والمجلس المركزي؟
_ ليس إلا زيادة المقاومة للانقلاب، يظل نشاطنا كما هو في العمل على تجميع قوى الثورة في جبهة واحدة تسقط الانقلاب نحو فترة انتقالية تعمل على دمج القوات و تطوير المؤسسة العسكرية والاستقرار ومعاش الناس.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب