العروة الشتوية.. الزراعة وواقع التحديات

الخرطوم: علي وقيع الله
وسط شكوى من قبل المزارعين بمشروع الجزيرة العملاق، برز ضعف إمكانية الحكومة عبر البنك الزراعي والشركات التعاقدية لتمويل الموسم الشتوي لهذا العام، الأمر الذي غرس وسط المزارعين ضعف القدرة من اللحاق بالموسم نفسه لمواجهة تحديات الأوضاع الاقتصادية الماثلة، فكانت الفكرة مجتمعة عند المزارعين بعد تماطل الحكومة من استلام محصول القمح في الموسم السابق بالأسعار التي أعلنتها، ولعل هذا ما جعل العزوف عن الزراعة أمراً واقعاً، فبعض المزارعين علت نبرة غضبهم نتيجة للعوامل التي يعتبرونها أكثر إجحافاً في حقهم، ومنهم من يرى بحكم تجربته في الزراعة على مرّ العصور أن الموسم الشتوي سيكون هزيلاً، وبالتالي ينبغي من جانب الدولة أن تراعي القيمة التي يعكسها مشروع الجزيرة على مرّ الحقب في الارتقاء بمستوى التوازن الاقتصادي وتحقيق رفاه المزارعين من خلال جدهم ومثابرتهم ليل نهار في ساحات الزرع.
الأسلوب التعجيزي
أكد المزارع بالقسم الشمالي (كمال ساري) ضعف إقبال المزارعين على زراعة القمح لهذا الموسم الشتوي، وعزا ذلك لأسباب منها: إجراءات التمويل في البنك، معدداً ربط التمويل بالشهادة الزراعية، وقال إن هذه الشهادة يحررها مفتش المكتب الذي ربط تحرير الشهادة بتحصل الرسوم قبل الحصاد، وتابع: هو الأسلوب التعجيزي الأمثل في اعتقادي، وكشف عبر حديثه في منصة (الواتس آب) عن عدم وجود بعض المدخلات مثل سماد اليوريا وتوفرها بالبنك في الوقت الحالي، وأشار إلى أن تمويل الإدارة بالتقاوي من غير أسمدة وقال: هذا ما يعني أن المدخلات من جيب المزارع الخاوي، لافتاً إلى عدم وضوح الرؤية في سياسة الدولة تجاه الزراعة وبالأخص القمح المحصول الاستراتيجي الذي يعتمد عليه المواطنين السودانيين في غذائهم، وأكد في الوقت نفسه عدم وضع سعر تركيزي من المالية، واصفاً إياه بأنه هو أساس القضية، ونوه إلى أن تحرير السوق في السودان هو الذي أضرّ بالعملية الزراعية والإنتاج الزراعي، ويتوقع أن يكون هناك عزوف تام عن الزراعة في السودان في المستقبل، ويعتقد أن هذا هو المطلوب، مشيراً إلى أن كافة المحاصيل المنتجة لا يوجد لها تسويق.

موسم هزيل
فيما قال المزارع بالمشروع، محمد أحمد إن الموسم الشتوي سيكون هزيلاً على حد وصفه، وتابع قائلاً: إن الثقة بين المنتجين والحكومة أصبحت منعدمة مبيناً أن الثقة بينهما أصبحت معدومة، وزاد في حديثه لـ(اليوم التالي) أن تكلفة الزراعة عالية جداً مقانة بالسعر التركيزي 43 ألف جنيه وغير معمول به من قبل الحكومة، مبيناً أن المزارعين واجهتهم بعض الصعاب مما كلفهم الأمر ببيع محصول القمح في العام الماضي بأسعار زهيدة لتغطية بعض الالتزامات المترتبة عليهم، وذهب بالقول إن توفير التقاوي لم تناسب الميقات الزماني للزراعة الشتوية، وقطع بأن معظم المزارعين عازفين عن الزراعة باعتبارها متأخرة وغير مجزية لمواكبة الأوضاع الاقتصادية التي يعيشونها.

عزوف المزارعين
أما المزارع بالمشروع علي حسين شمس، فأكد عدم قدرة المزارعين بمشروع الجزيرة على زراعة محصول القمح لجهة أن هناك جملة من العوامل جعلت المزارع يتجنب الزراعة بالمشروع، وكشف عن لـ(اليوم التالي) عن تكلفة الفدان والتي تتجاوز أكثر من 10 جوالات من القمح، مشيراً إلى أن الأسعار في الأسواق أقل بكثير من السعر الذي أعلنته الحكومة في العام الماضي، ويعتبر أن هذا ما جعل كثيراً من المنتجين يعزفون عن زراعة القمح رغم حاجة البلاد له في هذا التوقيت، ويعتقد أن الدولة تغيب تماماً عن مسؤوليتها تجاه المنتجين ودعم قضاياهم.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب