الخرطوم: اليوم التالي
اكتسبت قمة الأطراف المشاركة في الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ (كوب٢٧) المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية والتي تداعى لها أكثر من ١١٠ من ملوك ورؤساء الدول والحكومات بمشاركة الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالمناخ والبيئة أهمية كبيرة، في وقت يواجه كوكب الأرض الكثير من المخاطر والكوارث الناتجة عن تغير المناخ، ولم يكن السودان بعيداً عن هذا المحفل الدولي المهم، فقد كانت مشاركته فاعلة وعلى مستوى رفيع ممثلاً في رئيس المجلس السيادي الانتقالي فريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن، وعدد من الوزراء المختصين بجانب الخبراء والفنيين، وشهدت جلسات المؤتمر مناقشات جادة تعالت خلالها الأصوات المطالبة بضرورة تنفيذ التعهدات والالتزامات التي أعلنتها الدول المتقدمة في المؤتمرات السابقة لتمويل مشروعات التكيف المناخي والحد من آثاره المدمرة، وخاطب المؤتمر السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في فاتحة القمة مذكراً المجتمع الدولي بضرورة العمل معاً لمواجهة تغير المناخ، منبهاً إلى آثاره الخطيرة، وتابع: إننا لا يمكن أن نتجاهل الخسائر التي ألحقها تغير المناخ، داعياً الدول إلى ضرورة التنفيذ والوفاء بالالتزامات من أجل الوصول إلى عالم نظيف وخالٍ من التلوث. وجاء خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤكداً هذه الأهداف بقوله: إذا توفرت الإرادة الحقيقية والنية الصادقة سنساعد الذين يعانون من تداعيات التغير المناخي مشدداً على ضرورة التنفيذ الذي اتخذته القمة شعاراً لها، والعمل الجاد لمساعدة الدول النامية.
كما خاطب القمة رئيس المجلس السيادي الانتقالي فريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مبيناً أن تغير المناخ أصبح من أكبر الظواهر البيئية التي تؤرق العالم أجمع بتداعياته التي أثرت بشكل مباشر على القطاعات المرتبطة بحياة الناس ومعاشهم، مشيراً إلى تأثر السودان بذلك ممثلاً في موجات النزوح والحراك السكاني الداخلي مما تسبب في نزاعات حول الموارد بين المجتمعات، ولفت الى أن السودان يعقد آمالاً كبيرة على تنفيذ اتفاقية باريس وتبني سياسات تنموية تساعد في خفض الانبعاثات الحرارية. وعدد البرهان في خطابه القطاعات المتأثرة بظاهرة التغير المناخي ممثلة في الزراعة والري والمياه والصحة والأمن الغذائي، وأكد التزام السودان بكل ما يقتضيه تنفيذ الاتفاقية الإطارية وجميع الاتفاقيات الأخرى وبروتكول كيوتو لافتاً الى إجازة السودان وثيقة المساهمات المحددة وطنياً والتي شملت مشروعات في جانبي التكيف والتخفيف، وتعول دول العالم الثالث والنامية على هذه القمة في إنزال مقرراتها على أرض الواقع وكذلك قرارات القمم السابقة وتحويل المبادرات الى مشروعات تنفذ لوقف التدهور البيئي والتلوث والحد من الانبعاث الحراري الذي بات يهدد كوكب الأرض، فقد تجلت خلال جلسات وحلقات المؤتمر الحوارية حالة من التلاوم بين الدول النامية من جهة والمتقدمة من جهة أخرى بوصفها الأكثر مساهمة في التلوث والتدهور البيئي جراء المشروعات الصناعية الكبرى، في وقت تقل فيه مساهمتها في مشروعات التكيف، وخلصت التوصيات الى ضرورة المضي قدماً في مشروعات الطاقة البديلة والمتجددة المتمثلة في الشمسية والرياح وزيادة الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة بالاتجاه نحو الهيدروجين الأخضر.
وحثت التوصيات الدول المتقدمة بضرورة الوفاء بتعهداتها، وتوفير التمويل اللازم لمشروعات التكيف والتخفيف، ومهما يكن من أمر فإن قمة “كوب٢٧” والتي شهدها الكثيرون من الناشطين البيئيين والمهتمين بأمر المناخ والذين عبروا خلال التظاهرات والوقفات الاحتجاجية عن رفضهم للتلوث البيئي الذي الحق الدمار بالكرة الأرضية، رمت حجراً في بركة العالم الذي يمور بالحروب والكوارث الطبيعية ليتحرك ويلتفت لظاهرة التغير المناخي الذي أصبح يهدد الجميع بلا استثناء.
قمة المناخ وتحدي التحول من المبادرات إلى التنفيذ
