يجب ألا ننتقد منتجنا أمام الآخرين

نهى محمد الأمين أحمد
nuha25@yahoo.com
ضجت الأسافير بقصة الفنانتين اللتين تنافستا على تمثيل السودان في واحدة من الفعاليات العربية بتقديم كوبليه نشيد العلم السوداني، تشعبت الآراء وتعددت الأقاويل، بين من كانت الأحق، وكيف تم (شلب) الفرصة بواسطة الفنانة الأخرى.. وصال الناس وجالوا، وليس هناك من لم يدلِ بدلوه ويورد مقاله إسفيرياً، وهذه النقطة بالتحديد تعبر عن أن الميديا ووسائل والتواصل سلاح ذو حدين، والعاقل هو من يحرص على الانتقاء المبني على القيم العليا والمثل والأدب الذاتي السليم لكي لا يرد بقناعاته الرفيعة مورد التهلكة ويجد نفسه على حين غرة قد انجرف إلى القاع يقوده العقل الجمعي وسياسة القطيع.
انتشر هذا الخبر (غير المهم) كانتشار النار في الهشيم، وحسم الأمر وشاركت إحدى الفنانتين، ليأتي الأداء مخيباً للآمال من وجهة نظر الكثيرين، فقد كان هناك حدة في الصوت وحكت لغة الجسد أثناء الأداء تشنجاً ليس له داعي، لأن الفنانة مشهورة وبالتأكيد متعودة على الأضواء والجمهور وليست مبتدئة لتتهيب الموقف،
بعد هذه المقدمة الطويلة، أوضح لكم أنني أفرد هذا المقال لنبرة الشماتة من جمهور الفنانة التي لم تشارك، ومن كمية السلبية و(الردم) الذي يكال على من أدت نشيد العلم، وهذا يقع تحت الأثر السيئ للميديا ووسائل التواصل في حياتنا، فمهما كان الأمر فمن غير اللائق أن نعكس نحن كسودانيين صورة سالبة عن من مثلتنا في هذا المحفل الدولي العربي، وألا نملأ الأسافير بالانتقاد.
وفي هذا العالم المفتوح إسفيرياً نكون نحن معول الهدم للفن عندنا ونحن المساهم الرئيس في نقل صورة مشوهة وقبيحة للإنسان السوداني ومشاركته في المحافل الدولية، فمصر الجارة القريبة تصدرت دائماً العالم العربي في شتى المجالات لحرص الإعلام المصري على تقديم مصر والإنسان المصري في صورة مثالية وكيل المديح دوماً لكل ما تجود به مصر، وهذا ينبع من محبتهم لوطنهم وفخرهم بانتمائهم وجنسيتهم، فهم يدعمون كل ما هو مصري حتى ولو كان فيه ما يكون من العلل،
ما أود إيصاله هو أن علينا أن نشجع منتجنا وإنساننا السوداني، نثني عليه ونمدحه، خاصة أمام الآخرين، نستغل الأسافير لنقل صورة جميلة ولائقة عن كل ما هو سوداني، نتجنب النقد الهادم وتشويه صورة وطننا ومواطننا، وأن يكون النقد بناءً، يهدف إلى تجويد كل مل نقدمه، وأن ينحصر فيما بيننا ولا يتعدانا لكي لا نصبح كمن ينشر غسيله المتسخ على مرأى من الناس.
يجب أن تكون وطنيتنا وقوميتنا أعلى من هذه المهاترات والصراعات و(الردم) الإسفيري..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب