إليكم ……………. الطاهر ساتي
:: يوم السبت، تعليقاً على (الهردبيس) المسمى بنداء أهل السودان للوفاق الوطني، والذي يرأسه الخليفة الطيب الجد، قلت إن هناك جهة ما تتسول بهذا الخليفة، لتحقيق مكاسب سلطوية.. والمؤكد ليس للخليفة في هذه المكاسب السلطوية ناقة ولا جمل، بل هو مجرد أداة من أدوات استدرار عواطف البسطاء ومشاعرهم، أي كالأطفال المحمولين على أكتاف المتسولين في الشوارع، ومن الخطأ التسول بالشيوخ..!!
:: حديثي لم يرضِ البعض، وهذا ليس مهماً لمن يؤمن بالرأي والرأي الآخر، ولكن لتأكيد أن الخليفة الطيب الجد مجرد أداة تسول على أكتاف الآخرين، إليكم ما يلي بالنص: (الجمل ماشي والكلب ينبح، في واحدين بقولوا نحن كيزان ومؤتمر وطني، ما شغالين بيهم وخليهم يقولوا، فنحن لا مع هذا ولا ذاك، وغرضنا الوحيد البلد دي والإسلام)، الخليفة الطيب الجد – لصحيفة الانتباهة – مدافعاً عن نفسه ومبادرته..!!
:: لغة الكلب ينبح والجمل ماشي ليست لغة خلفاء وشيوخ الطرق الصوفية.. وهذه اللغة المنفرة يجب ألا تكون لغة الساعين لإصلاح ذات البين والوفاق الوطني، وبالتأكيد هي لغة لا تشبه الخليفة الطيب الجد ولا تليق به، ولكنها تليق بالسياسيين المتطرفين في آرائهم والمتعصبين لمواقفهم، أي ليس كل السياسيين، بل المتطرفين والمتعصبين منهم، ويبدو أن أحدهم من الذين يحملون الخليفة ومسيده على كتفه ويتسول بهما..!!
:: على كل، هذه المبادرة (تحصيل حاصل)، ولن تضيف مكسباً لمن يسعى إلى (مكاسب جديدة)، بدليل أن معرفة المؤيدين لها ليست بحاجة إلى مثقال ذرة من ذكاء، إذ هي ذات الأحزاب والحركات والزعامات الدينية والأهلية المؤيدة لتصحيح المسار الذي وعد به البرهان.. وحشد اليوم في ساحة المبادرة هو ذاته حشد الأمس في ساحة القصر، رغم أن تكرار الألحان يصيب الجمهور بالملل ويُشير الى ضيق خيال المُلحن..!!
:: نجاح المبادرة فقط في قدرتها على إقناع الفرقاء بالدخول إلى (قاعتها)، ثم الحوار مع بعضهم حول أجندة الحاضر والمستقبل، وهذا ما لم يستطع الخليفة إليه سبيلاً.. لقد أرسل الدعوات لكل الفرقاء، ولكن المستهدفين بالحوار (طنشوه)، واستخسروا فيه حتى مجرد بيان رافض، وهذا أكبر معالم الفشل.. ومن المؤسف القول إن المبادرة مثل (الحولية)، بحيث يمدح فيها المريدون ويرقصون، ولا يقربها (السلفيين)..!!
:: وعليه، إن كان معيار نجاح المبادرة هو جمع الفرقاء، فهي لم – ولن – تنجح، أما إن كان المعيار هو إهدار المال والزمن في (الهردبيس)، فقد نجحت المبادرة بامتياز.. وبعد 25 أكتوبر، كان المرتجى تصحيح مسار الثورة بالانتقال من دولة النشطاء إلى دولة المؤسسات، بواسطة حكومة كفاءات قوية، ثم المضي نحو صناديق الاقتراع باستقامة وخطى ثابتة، أي بدلاً عن التلكؤ واللف والدوران في (حلقة دراويش)..!!