جائزة محجوب شريف لحقوق الطفل

كتابات
ياسر سليم
بمناسبة اليوم العالمي للطفل
جائزة محجوب شريف لحقوق الطفل
يحتفل العالم في يوم 20 نوفمبر بمناسبة صدور اتفاقية حقوق الطفل والتي أقرتها الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989 ودخلت حيز التنفيذ في الثاني من سبتمبر 1990م.. دوماً أتذكر في هذا اليوم، عظمة شاعر الشعب الأستاذ محجوب شريف، الذي سبق اتفاقية حقوق الطفل في أشعاره وأفعاله التي تتضمن حقوق الطفل قبل أن تعرفها اتفاقية حقوق الأطفال.. لقد كان الفهم المتقدم لحقوق الأطفال يجري في دمه ويعكسها شعراً وفعلاً في عمله ومبادراته. نجد حق الأطفال في التعليم وما أكثر تطبيقه ومناداته لهذا الحق.. حياته.. أعماله وأشعاره تنادي بحق التعليم للبنات والأولاد وبالتعليم للجميع دون تمييز: (اكتبي ألف المد.. حمام وسلام وسعادة بجد) مثلاً نجد الحق في عدم التمييز، في رائعته (عشة كلمينا.. ميري ذكرينا).. وكذلك نجد: (جاي وجاي وجاي.. ما في حاجة ساي.. كلو عندو دين.. كلو عندو راي.. ما بين دين ودين.. نفحة محمدية دفءٌ كالضريح.. ميضنة كم تلألئ جيداً في الليالي.. مجداً في الأعالي مريم والمسيح.
نادى مبكراً بالحقوق التي جاءت بها اتفاقية حقوق الطفل مثل الحق في الثقافة والفنون والوصول إلى المعلومات وغيرها مما لا يسع له المقال. أسس مكتبة للاطلاع في عدد معسكرات النزوح مثل معسكر كلمة (حملة وليد دارفور). مساعدة أطفال المناطق البعيدة على زيارة المراكز الثقافية والمتحف والمناطق الأثرية والحدائق العامة (بص النفاج). لقد كتب أشعاراً لا تحصى للأطفال ومسرحيات وقصص للأطفال تعزز ثقافة الطفل السوداني.. نجده يعبر عن الحق في البيئة الأسرية في أبهى صورها حيث يقول: (نحن بنحب شاي الصباح.. والمغربية مع الولاد.. الزوجه والأم الحنون).. أما عن حق الطفل في الحماية من الحروب وتعزيز ثقافة السلام فنجده ينادي بها بقوة ويقول: (كل سونكي أحسن.. يبقى مسطرينة.. كل طلقة بينا نحن.. تبقى وفر.. حرب لا لا لا.. بي تمن طبنجة.. أحسن الكمنجة) و(وطن للسلم أجنحتو.. ضد الحرب أسلحتو).. تنص الاتفاقية على احترام وتنمية هوية الطفل والقيم الوطنية لبلده.. وها هو يعلم الأطفال القيم واحترام الوطن والشعب ويستهل ديوانه السنبلاية (إلى والدنا، الشعب، الذي علمنا معاً أن السترة ولقمة العيش الحلال كنز لا يفنى، وأن راحة الضمير أجمل سكن). ما أكثر أشعاره التي تنادي بهذه القيم ونجد: (سيد نفسك مين أسيادك… فديتك يا مديد القامة.. وطن شامخ وطن عاتي. وطنا الباسمك كتبنا ورطنا.. أحبك.. مكانك صميم الفؤاد وباسمك أغني).. ثم يعلمنا ويغرس في نفوس أطفالنا قيم وأدب احترام الوطن: (بحضرة جلالك.. يطيب الجلوس.. لأنك محنك عميق الدروس.. مجيد المهابة ومديد القوام)،
وأخيراً عندما يصيب أي مناصر لحقوق الطفل إحباط، يجد الأمل في أشعاره (من حقنا نحلم بي عالم يتسالم.. العطر مهب الريح.. دوران الأرض مراجيح.. والشفع لؤلؤ منثور.. سادين السكَّة أناشيد..) (أجمل الأطفال قادمون ساعة فساعة.. عيونهم أشد من عيوننا بريقاً) (ﻭﺟﻴﻼً ﺟﺎﻱ ﺣﻠﻮ ﺍﻟﻤﺸﻬد.. ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻭﻓﺘﻴة ﻳﻤﺮﺣﻮا ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐد.. ﺳﻠﻤﻮﺍ ﻟﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺟﻤﻠﺔ).
أضعف الإيمان، يستحق جائزة باسمه على المستوى العالمي أو الإقليمي، أو الوطني، يمكن أن تكون لأفضل المبادرات المجتمعية في مجال حقوق وحماية الطفل، يا ريت تتبناها اليونسيف أو منظمة بلان العالمية أو منظمة الطفولة العالمية أو غيره ذلك من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية.. وختاماً: نتمنى عمل كتاب متكامل عن محجوب شريف وحقوق الطفل بمختلف اللغات.
والله المستعان


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب