الحبوب الزيتية.. دواعٍ وأسباب كبح نقص.. الغذاء القضية المشتركة

الخرطوم: علي وقيع الله
تعتبر الحبوب الزيتية حلقة تربط بين الاقتصادي القومي والعالمي في ظل نقص الغذاء الذي برز الحديث عنه مؤخراً، خاصة بعد جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وعلى صعيد الأمن الغذائي فإنه يستقر عند الحبوب الزيتية في كل أصقاع العالم، ولأهميته ذلك تكمن في تأمين اللحوم والألبان والغذاء خاصة وأن العالم يعتمد عليها على اعتبار أنها من أهم مصادر الغذاء في ظل أزمة الغذاء التي باتت تهدد العديد من دول العالم، ومع ذلك فإن المؤتمر الخامس للحبوب الزيتية بمشاركة 150 من الشركات المحلية والأجنبية وكافة الجهات ذات الصلة الذي انطلق أمس السبت بفندق كورنثيا بالخرطوم، أظهر معلومات جديدة عن الإنتاج في بعض الدول، من أجل التبادل والتفاكر حول النهوض بإنتاج الحبوب الزيتية، والمنافسة عليها لتحقيق قدر من التوازن والمقدرة على توفير الغذاء بشكل دائم، مراقبون يرون أن السودان يعاني من عدم وجود قطاع إنتاجي منظم مرتبط بمؤسسات صادر تمتلك القدرة المالية والخبرة والعلاقات التي تؤهلها للولوج للسوق العالمية والإقليمية، فضلاً عن أن السودان بحاجة لتغيير كافة أساليب الإنتاج وشركات الصادر.

إمكانيات كبيرة
ممثل الغرفة القومية للمصدرين عصام فضل الله قال إن المؤتمر يقدم عدداً من الأوراق العلمية عن الحبوب الزيتية من مناطق السودان المختلفة خاصة السمسم والفول السوداني وزهرة الشمس، إضافة للبقوليات، وأوضح أن السودان لديه إمكانيات كبيرة لإنتاج وتوفير الحبوب الزييتية، مشيراً إلى أن العالم يعتمد عليه على اعتبار أنه من أهم مصادر الغذاء في ظل أزمة الغذاء التي تعاني منها العديد من دول العالم، مؤكداً أن المؤتمر سيعكس معلومات عن الإنتاج في بعض الدول المنافسة في الحبوب الزيتية، قاطعاً أن يسهم ذلك في اتخاذ القرار لما يخدم مصالح البلاد.

تحديات الإنتاج
إلى جانبه أكد الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل السوداني أمين عباس محمود، أن المؤتمر سيسهم في النهوض بصادرات الحبوب الزيتية، ويعتبر أن السودان من أوائل الدول المنتجة للحبوب الزيتية في القارة السمراء، وقطع بأن مثل هذه المؤتمرات ما هي إلا فرصة لتبادل المعلومات وزيادة التسويق للنهوض بصادرات البلاد في ظل تحديات تواجه الإنتاج عالمياً، بدوره حث على أهمية التعاون بين المصدرين والمنتحين لتغطية أي نقص في الحبوب الزيتية، وأوضح أن العالم يمر بأوضاع قاسية لسلاسل الإنتاج في مناطقها التقليدية، ونوه إلى أن هذا يتطلب تكاتف وتعاون بين كافة الجهات المختصة.

فرصة للجميع
جانبه أرجع نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية عدم قيام مؤتمر الحبوب الزيتية في الفترة الماضية نسبة لجائحة كورونا، ويعتبر أن الصادرات من الحبوب الزيتية السودانية الأولى على مستوى العالم، لافتاً إلى أن السمسم السوداني يشكل المرتبة الثانية في العالم، ويعتقد أن المؤتمر هذا سيخلق تبادل المعلومات بين الدول للنهوض بالصادرات، ونوه إلى أن الأوضاع الاقتصادية العالمية حرجة مما جعل من الإنتاج في المرحلة التقليدية خاصة في مناطق الإنتاج للحبوب الزيتية المعروفة عالمياً، ويرى أن هذا المؤتمر فرصة لجميع المنتجين والمصدرين.

دعم الصادرات
أكدت ممثل وزير التجارة والتموين أم سلمة محمد دعم الدولة للصادرات السودانية لتحقيق القيمة المضافة، وقالت إن العالم يشهد ارتفاع معدل إنتاج السمسم والفول السوداني، وقالت: نعول كثيراً على صادرات الحبوب الزيتية التي أكدت أنها تمثل نسبة كبيرة من الصادرات السودانية، مشيرة إلى بشريات خلال هذا الموسم الذي من المتوقع أن ترتفع صادرات هذا العام من الفول السوداني والسمسم، وشددت على ضرورة إزالة العقبات التي تعترض الصادرات، وناشدت بضرورة دعم مراكز البحوث الزراعية والصناعية لرفع الإنتاج الرأسية وتطوير الإنتاج وإنشاء صندوق دعم البحوث بواسطة اتحاد الغرف التجارية، وشددت على ضرورة مراجعة السياسات التقليدية وتوجيهها نحو الصادر وإنشاء المحفظة ودعم الجمعيات التعاونية، لتحقيق نتاجية عالية القدرة على التنافسية وزيادة القيمة المضافة لها.

حاجة للتغيير
يقول المحلل الاقتصادي الدكتور الفاتح عثمان: يعاني السودان من عدم وجود قطاع إنتاجي منظم مرتبط بمؤسسات صادر تمتلك القدرة المالية والخبرة والعلاقات التي تؤهلها للولوج للسوق العالمية والإقليمية، ويرى أن السودان بحاجة لتغيير كل من أساليب الإنتاج وشركات الصادر، داعياً إلى بدء العمل بنظام يجمع بين الإنتاج والصادر وهو نظام يجعل الإنتاج مرتبط منذ البداية بمتطلبات وشروط الجهات المستوردة من السودان، وأكد لـ(اليوم التالي) أن مصدري الحبوب الزيتية السودانيين يعملون في ظل ظروف غير مواتية، معتبراً أنهم ليسو منتجين للسلعة، ونوه إلى أنهم يعانون بشدة من صعوبة الالتزام بالتعاقدات ومن صعوبة الإيفاء بشروط الجهات المستوردة، وأرجع ذلك إلى أنه يعود في الأساس إلى أن المنتجين ينتجون خصيصاً للسوق المحلية ولا علاقة لهم بالسوق العالمية ومتطلباتها، وأبان: يعاني قطاع المصدرين من ضعف القدرة المالية في ظل التمويل المحدود من المصارف مقارنة باحتياجات الصادر، إضافة لمشكلات تتعلق بالحاويات وارتفاع تكلفة الشحن من ميناء بورتسودان ومشكلات الرسوم الحكومية على الصادرات في الأسواق وعلى طول الطرق القومية وارتفاع تكلفة الشحن من مناطق الإنتاج إلى ميناء بورتسودان، وشدد: لابد من تدخل الحكومة لإعادة تنظيم قطاع صادر الحبوب الزيتية والقطن والثروة الحيوانية بالاستفادة من أفضل تجارب الدول الإقليمية والعالمية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب