إحدى عشرة مهارة اجتماعية تصنع من الطفل إنساناً يافعاً؛ لكنه قيم في سلوكياته الخاصة ببيته وأسرته، والعامة التي تتمثل في مجتمعه تناولناها عبر هذا الحوار مع الناشط في شؤون الطفل د محمد يوسف القباني، مع الأثر السلبي إذا كانت المهارات التي يتعلمها الطفل غير جيدة، حيث تجعل منه في الكبر شخصاً غير مفيد يضر نفسه ومجتمعه.
المهارات التي يتعلمها الطفل تساعده على تحقيق أهدافه ونجاحاته. تجعل الطفل قادراً على التصرف بمفرده؛ في حالة عدم وجود الرقيب الذي يتمثل في الوالدين أو المعلمين. تجعله يحمي نفسه من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها، وتزيد من حبه للتعلم الذاتي، فإلى مضابط الحوار…
الخرطوم _ اليوم التالي
.*أولاً د. قباني ما الأفكار التي تعنيها بالمهارة ؟
المهارة.. القدرة على أداء فعل ببراعة وإتقان، وهي أيضاً مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات الشخصية التي يجب توفرها عند الطفل لكي يتمكن من إنجاز عمل معين. ونأتي الآن لمفهوم المهارات الحياتية. وهي اللبنات الأساسية التي تصقل شخصية الطفل، وتساعد في إعداده لمواجهة تحديات الحياة اليومية والتكيف مع التغير المستمر في الحياة والمجتمع، وذلك بتطوير قدراته على التفكير المستقل، والتواصل الاجتماعي، وتكوين صداقات مع الآخرين، وكيفية التفاعل مع المواقف المختلفة كالتعامل مع طفل متنمر أو مع مخاوفه الشخصية عندما يكون بمفرده، وغيرها من المهارات الحياتية .
* كيف عرفت المنظمات العالمية هذه الكلمة؟
عرّفت منظمة الصحة العالمية المهارات الحياتية بأنها القدرات التي تمكن الأفراد القيام بسلوك تكيفي وإيجابي؛ يجعلهم قادرين على التعامل مع الحياة اليومية وتحدياتها.
عرّفت منظمة الأمم المتّحدة للطفولة المهارات الحياتية بأنها مجموعة من المهارات النفسية والشخصية التي تُساعد الأشخاص على اتخاذ قراراتٍ مدروسةٍ بعنايةٍ، والتواصل بفعالية مع الآخرين، وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة، وإدارة الذات التي تؤدي إلى التقدم والنجاح.
*ما هي السن الأنسب لتعليم جــيل الطفــل المهارات الحياتية ؟
منذ اليوم الأول لولادته، والآبـاء والأمهـات هم حجر الأساس منذ اليوم الأول لولادة الطفل؛ الذي يعتمد عليه أطفالهم في تعلم المهارات الحياتية واليومية. للآباء والأمهـات دور كبير جداً في نقل كل الصفات الجيدة والمهارات الإيجابية المفيدة لأطفالهم.
الأصدقاء يعتبرون مصدر صدق وثقة لجيــل الطفــل بعضهم لبعض. حيث إن الطفل يستمد مهاراته من أصدقائه في البيئة التي يعيش فيها.
فإن قام (الأصدقاء) بفعل شيء صائب نقله الطفل عنهم، وإن فعل (الأصدقاء) شيئاً سيئاً وسلبياً نقله الطفل أيضاً عنهم.
المدرسة ورياض الأطفال: المدرسة وروضة الأطفال هما بيت الطفل الثاني والمحيط الأوسع الذي يكتسب منهما الطفل مهاراته الحياتية. حيث إن لهما دوراً في تحفيز الطفل على تعلم المهارات الحياتية في جميع
مراحل حياته واتجاهاتها.
* ما هي أنواع المهارات الحياتية لجيل الطفل ؟
أولاً مهارة الاتصال والتواصل :
تعلم الطفل كيفية التعامل مع العالم الخارجي. تعلم الطفل كيفية إقامة العلاقات بين الأشخاص الذين يقابلهم في حياته.
كذلك مهارة التواصل اللفظي في كيفية التحدث بأدب مع الآخرين، كباراً كانوا أم صغاراً.
ثم مهارة التواصل الجسدي: هي مهارة تعلم الطفل كيفية التعامل بالتواصل البصري وبوجهه وبأيديه ليوصل المعلومة عند التخاطب.
بجانب مهارة الإصغاء الجيد: هي مهارة تعلم الطفل الاستماع والإنصات للأحاديث التي تدور أمامه.
*حدثنا حول المهارات المتقدمة للطفل ؟
هناك مهارة تقييم الذات: هي مهارة تعلم الطفل مراقبة نفسه وتصرفاته الصحيحة والخاطئة.
و مهارة التفاوض :
هي مهارة تعلم الطفل كيفية فض النزاع بين زملائه إذا تعرضوا لخلاف.
مهارة الرفض والنهي:
وهذه المهارة تعلم الطفل كيفية إبداء رأيه بالنهي أو النفي، في ما لا ينال إعجابه.
بالنسبة لمهارة العاطفة: تجعل الطفل يكتسب كيفية تفاهم مشاعر الآخرين واحترامها. كما أنها مهارة تساعده على فهم ظروف الآخرين واحتياجاتهم وتجعل الطفل يحزن لحزن الآخرين ويفرح لفرحهم.
وتساعده مهارة العمل الجماعي على تعلم حب العمل في فريق العمل. كما أنه يقدر إسهامات الآخرين داخل العمل الجماعي. فمهارة العمل الجماعي تحفز الطفل على إخراج أفضل ما لديه حتى يكون دائماً مشاركاً ومتفاعلاً.
و تعتبر مهارة حل المشاكل مفيدة جداً؛ لأنها تعلم الطفل الاعتماد على نفسه وأخذ القرارات.
مهارة الإبداع في التفكير:
هي مهارة تكسب الطفل عقلًا راجحاً لمواجهة ما يتعرض له من صدمات وضغوطات وتحديات حياتية. كما أنها تبعد الطفل عن التقليد الأعمى لأصدقائه .
أيضاً مهارة النقد البناء و تعلم الطفل نقد الأساليب الخاطئة؛ وإن كانت من أشخاص كبار، ولكن بذوق وأدب وأسلوب حوار منفتح ومرن. كما تعلمه تحليل المشكلات والتصرفات التي تواجهه.
بالتسبة لمهارة إقناع الآخرين: تجعله هذه المهارة ذا لسان طيب وحسن، مما يكسبه محبة جــيل الطفــل والأشخاص الكبار. وتجعله ذا تأثير حسن على من حوله من جــيل الطفــل.
أما مهارة إدارة الحوار: تعلمه كيفية التحدث مع من يكبرونه سناً أو في سنة أو يصغرونه في السن.
