أما آن لنا أن ننتفض أم نظل فى سبات ومكاء وتصدية

عبدالقادر التجانى ادريس
صوبت نحو الأهداف وأصبت أمنية وغاية أيها الشاعر العذب الأداء بالمعانى والقيم التي نجدها في السبع المثاني، فكان لك ما أردت أيها الشاعر الأصيل دفع الله سعيد بخيت الكردفاني- ومن يحمل غاية الأماني لهذا الشعب المكلوم في تاريخه المضيء الذي أصيب حديثاً بظلام الظلم وبعهر الجهل المميت، فكانت قصيدتك الطهر الوطني فدفعت مهر الوطنية بها بأدائك الذي يشحذ الهمم الحقة والأصالة الوطنية القومية لتتقد، تلك هي معاني التقوى والإخلاص لله تعالى ولرسوله الحبيب – الرحمة المهداة والنعمة المسداة، فكان دلوك بتلك القصيدة العصماء فاستعصمت بها كثيراً من شتات الفكر العميق ونور الثقافة الوطنية بصدق كما عودتنا دفع الله السعيد حيث نسعد بك لتحول بين الأصالة والعمالة – والعمالة هي بيع الوطن في سوق النخاسه إرضاءً لحظوظ النفس والترويكا، وهذا هو الخسران المبين الذي أفرز (الخياسة والدياثة) لوطن أنجب الرجال العظماء والنساء اللائي تركع لهن المشاعر السامية تقديراً واحتراماً، أرضعن الرعيل الأول فافتخرن بهم وبهن قمماً ومواهب وكواكب سيارة على المستويات القومية القطرية في ثورة اللواء الأبيض التي أوقد جذوتها أكرم الرجال الوطنيين الأشاوس، فكان خمسة من أجدادك شُعُلاً متقدة بها وفيها، ومن الشرق الأوسط في الحرب العالمية الثانية الذين أشهروا سلاحهم في وجه قائدهم منتقمري الذي انتصر في كل معاركه الحربية الملقب بثعلب الصحراء ورغم ذلك رفضوا تعليماته وأشهروا سلاحهم منعاً لاستباحة مدينة طبرق وحرائرها وأطفالهن وشيوخها حينها لم يكن لديهم إلا الدعاء فأصابهم الله تعالى بالحماية من الكتيبة السودانية بقيادة جدك الضابط عبدالله حمد حامد، وعندما احتدم الوغى في الشرق الأدنى- حينها تصدى لها جعفر محمد النميري وصنوه عبدالماجد حامد خليل وقالا نحن لها – فأين ثعالب اليوم من تلك الضرية، ثم في الشرق الأقصى عندما نصب الزعيم الخالد الأزهري بعزته وعناده الوطني المخلص باقتدار رافضاً رأي جمال عبدالناصر ليتبعه لمصر – رفض الأزهري التبعية فأنصب قلمه (وبمنديل) علماً للسودان وأجيز بالموافقة في مؤتمر باندونق، وللأسف المحزن كان نصيب الزعيم الأزهري لاحقاً الاستشهاد في محبسه بتوجيه من جمال عبدالناصر!!، بل نجد الزعيم الأزهري وزميله السياسي المخضرم صاحب الصولات المكوكية السيد محمد أحمد محجوب لرأب الصدع لهزيمة مصر والعرب في حزيران وما أدراك ما حزيران، فكانت اللاءات الثلاث عندما كان السودان رائداً، والتي ورد ذكرها صورة في فديو تسجيل القصيدة – كل ذلك أيها الشاعر الفحل بصدقك وإخلاصك لوطن الجدود الذين لولاهم لما سقطت ترسانة شيكان الحربية المحروسة بالمستعمرين وقتئذ، وكان لبيعة العهد بينهم وبين الإمام المهدي في الرهد أبو دكنة مفتاح النصر للثورة المهدية وهم الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، فأشعلوا نار النصر في شيكان كنار الفرس في مجدها، فأنت أخي اليوم كبيراً بأطروحتك هذه حيث التقط القفاز والقلم فأحلته سيفاً يرى متلألئاً ويسمع بحروف نسجتها في الآفاق تكاد تخفي الثريا، بل نبهت الغافلين بمعانيها التي جاءت رداً على المقعدين بالسفسطة الفارغة (والقلم ما بزيل البلم) أي المعرفة بلا تقوى لا قيمة لها لأنها تستنسخ حيواناً ناطقاً وليس إنساناً سوياً تستوي عنده العمالة والنخاسة والوطنية في آنٍ واحد، فنجد هذا النوع والعياذ بالله من بني جلدتنا مريضاً يتعاطى (الموبقات) ليقول أنا هنا بدوافع سايكلوجية ولا يدري بأنه لا يدري وليس كم درى، لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع وكأنه بغل يتطلع للانتماء إلى الجياد الصافِنات كذباً، يطول الحديث الرفيع عنك والتقييم البديع لهذه القصيدة الرائعة التي تحمل كل المضامين أيها الشاعر المجيد دفع الله سعيد بخيت الكردفاني، فنحن سعداء بهذه الملحمة التي جمعت فيها ضروب الحياة بكياسة السياسة، والسياسة علم وفن ومنهج لتطوير الحياة وتعمير الكون ليترعرع في مناخ الحرية والسلام والعدالة، بل لإظهار لما يمور من جور في السودان الذي أضحى أرضاً بلقعاً، وشخصت الأستاذ دفع الله الملحمة في تصوير إبداعي يعكس واقع الحال وهو ينزف دماً نبكيه معك كما جاء بعنوان القصيدة ونحن نرى أبعادها بعيون ألمها الاستراتيجية؟! ونعلم أفعال رويبضات التبخيس أصحاب الغرض والمرض سليطي اللسان بلا حياء لتدمير عزة السودان بلا إدراك وأقول لهم – إن لم يكن لديكم معولاً أو إرادة للبناء فلا تهدموا السودان وثوبوا إلى الخالق جل جلاله واعتمدوا عليه بعزة وصونوا كرامتكم الوطنية الشاملة بالمنهج السياسي الوطني القويم، هلموا وعالجوا نفوسكم علكم تتقون وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، لله درك الشاعر الشامل فطوبى لمن يمجد الأماجد لترتاد هذه القبيلة مكانها الطبيعي، كما أسلفت ونفخر أنها كانت أمة انداحت مسرورة وهي ميسورة بعطائها الجيوسياسي الحديث فكانت أول من احتفل بإعلان الحكم الإقليمي سابقة كل الأقاليم بفندق الهيلتون، ثم تبعها إقليم دارفور في حقبة مايو، كان الاحتفال حفي بكل النخب الكردفانية المتنوعة البيئات والسحنات بين الحضور من كل المناطق الجغرافية الكردفانية، وكان توجيها (لا يعلمه الا اثنان) من القائد المهاب السيد عبدالماجد حامد خليل طيب الله ثراه وللأسف ظلم (من بني جلدتنا) ؟! ومن ضمن الحضور (لا حصراً) الحاكم السيد بكري أحمد عديل، المشير محمد حسن سوار الدهب والسيد إسماعيل المصباح سندلوبة محافظ بنك السودان الأسبق، وبروفيسور عبدالله أحمد عبدالله حاكم الإقليم الشمالي، والسيد الطيب المرضي حاكم إقليم دارفور والسيد إبراهيم منعم منصور وزير المالية والاقتصاد الوطني وبروفيسور محمد أحمد علي الشيخ والسيد إبراهيم محمد النيل والسيد عبدالكريم حسين جعفر وبروفيسور التجاني حسن الأمين والسيد محمد مكي كنتي مدير البنك العقاري والسيد محمد أحمد جحا وزير الحكم والإدارة لكردفان الكبرى وبروفيسور الأمين حمودة عميد كلية الهندسة وبروفيسور التاج فضل الله عبدالرحيم وزير الزراعة كردفان الكبرى سابقاً ودكتور الفاتح محمد التجاني وزير الزراعة الأسبق… الخ بالإضافة إلى ثلة من الرواد الاجتماعيين والباشمهندس أحمد محمد أحمد تكروري خبير الجودة في الآياتا ورجال الأعمال والسياسيين المخضرمين والأكاديميين، أيضاً أشيركم لتروا وتشهدوا صدق ما أقول: (اذهبوا إلى وزارة الثقافة لتروا التوثيق مصوراً تحت الكود spr 21372، وأزيد أن السيد عبدالماجد حامد خليل كان السبب الأساسي ليكون إقليم كردفان قائماً بذاته بدلاً عن إقليم واحد لغرب السودان – طيب الله ثراك يا أبا عمر وصلاح عبدالماجد حامد خليل فلك علينا حق سنؤديه إن شاء الله، لله دركم أيها المخلصين فاكسبوا الزمن بإيجابيات وحسنات باقية في الميزان متوشحين بالصدق متوكلين على الحي القيوم، فإدارة الحياة ترتكز على السياسة الرشيدة – كالعين التي لا تستغني عن بياضها ولا بياضها يستغني عن سوادها لتستبين طريقها إلى الأمام وهنا يكمن التكامل للتنمية المستدامة جيوسياسياً واقتصادياً ومجتمعياً تجسيداً لاستراتيجية الأمن القومىي، قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) صدق الله العظيم..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب