إسماعيل جبريل تيسو
سعدتُ جداً أمس بلقاء الطبيب والدكتور الإنسان عبد العاطي المناعي مدير عيادات ترافيكير بمكتبه بالمهندسين في قاهرة المعز، عاصمة أم الدنيا.
الرجل المسكون بحب السودان، صارحني القول إنه يرتاح في الخرطوم أكثر من ارتياحه في أي مكان في العالم.
دكتور عبد العاطي يحمل بين جوانحه محبة وتقديراً كبيراً وخاصاً جداً (للزول ابن النيل) وتربطه علاقات قوية ومتينة بطيف واسع من السودانيين في مختلف المجالات.
لقد كانت وما زالت عيادة دكتور عبد العاطي المناعي، ومنزله متكأً للكثير من السودانيين سواءً المقيمين في مصر، أو أولئك الذين تطأ أقدامهم أرض الكنانة محمولين على أكتاف أشواق ومحبة ليقضوا فيها وطراً من سياحة أو علاجاً أو تجارة أو تبادل خبرات وتجارب أو غيرها من المشغوليات التي يختلف إليها السودانيون بشغف نحو مصر المأمّنة.
دكتور المناعي يتوق لخدمة الشعب السوداني الذي يرى فيه نفسه باعتباره مواطناً جنوبي الهوى والهوية المصرية.، فمذ أن دخلت عيادته، ظل دكتور المناعي يتحدث عن السودان حديث المبصر والعارف والمهموم بقضية تطوير الخدمات الطبية والعلاجية في جنوب الوادي، ولم ينسَ دكتور المناعي في غمرة الحديث الشجي عن السودان، أن يثمن قدرة وكفاءة الكادر الطبي السوداني الذي تشهد له الكثير من دول العالم بالنبوغ والمهارة في الحقل العلاجي، ولكن الواقع في الداخل السوداني لا يتوافق مع هذه السمعة الكبيرة للطبيب السوداني في الخارج، رغم وجود المباني والأجهزة والمعدات التي تضاهي كبريات المستشفيات العالمية.
مدير عيادات ترافيكير نبَّه إلى أهمية تعزيز فكرة تواصل الأجيال بين الكوادر الطبية السودانية بحيث يستفيد الجيل اللاحق من تجارب وخبرات الجيل السابق وخاصة أولئك الذين خدموا خارج السودان وقدموا عصير أفكارهم ومهاراتهم لدولٍ ما زالت تنهل من هذا المعين.
دكتور عبد العاطي المناعي يفكر في التسويق للكادر السوداني العامل في الحقل الطبي، وتعزيز وضع السودان على الخارطة السياحية العلاجية العالمية بما يتناسب مع دوره الإقليمي الرائد، حيث يعتزم من خلال شركته ترافيكير المصرية بالتعاون والتنسيق مع شركة آفريكان بيرين السودانية وجهات أخرى، في تنظيم مؤتمر للسياحة العلاجية من أجل تحقيق عدة أهداف أبرزها، توطين العلاج بالداخل لتوفر الخدمات الصحية بشكل متميز، وزيادة الدخل القومي بالترويج لخدمات السياحة الصحية بزيادة عدد المترددين على السودان من الدول الأخرى، وإيجاد آليات للتعاون بين المشاركين بالمؤتمر ومقدمي الخدمة في السودان، والترويج للمشروعات الرائدة وجذب استثمارات أجنبية للسودان، وتبادل الخبرات في مجال السياحة الصحية وبيوت الخبرة العالمية من خلال دعوتهم للمؤتمر، ومناقشة المعوقات وكيفية وضع الحلول لها، إضافة إلى التعريف بالأنماط المختلفة من السياحة الاستشفائية والبيئية في السودان كحمامات عكاشة المالحة الكبريتية في الولاية الشمالية، وينابيع زالنجي بدارفور والرمال العلاجية في شمال السودان، وغيرها في مختلف ولايات السودان.
قطعاً هي مبادرة محبة للسودان والسودانيين تطلقها شركة ترافيكير المصرية بالتعاون والتنسيق مع شركة آفريكا بيرين لإعادة السودان إلى الواجهة واستعادة سيرته الأولى في مجال الحقل الطبي، وتقديم كتابه القديم بعنوان جديد.
شكراً دكتور عبد العاطي المناعي على المبادرة واللفتة البارعة، شكراً شركة آفريكا بيرين على التفكير خارج الصندوق وتفعيل مبدأ الشراكات الذكية والانعتاق من عزلة الداخل والانفتاح على الخارج، فمع كل حركة تقع بركة، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.