حمودي” بائع الكتب الصغير : *نربح قليلاً من”قصص الأطفال”.. و”الشغل ما عيب”..

*النساء يتعاطفن معنا.. وهناك من يشتري ليدعمنا..

حاورته / نعمات عطا
بعض الأطفال يحبون التجارة منذ نعومة أظافرهم، يعتمدون على أنفسهم بسبب الظروف الاقتصادية، وهناك نوع آخر يدربه “الأب” العمل في السوق ويعلمه مهنة التجارة وأساليبها المختلفة؛ من أجل مواجهة ظروف الحياة القاسية وكسب العيش الحلال.. “اليوم التالي” تقتحم عالم الأطفال وتلتقي بمجموعة من باعة الكتب المتجولين الصغار في شوارع الخرطوم الصاخبة والمزدحمة.. “محمد” رغم أنه صغير ولكنه يعد أكبر إخوانه سناً، يحمل بين يديه كتباً وفوق وجهه ابتسامة وروحاً طيبة.. أجرينا معه حواراً خفيفاً وسريعاً على الماشي..

*من أنت أيها الصغير؟
أنا محمد.. ولقبي في السوق “حمودي”.. أسكن في أمبدة بمدينة أم درمان.. مهنتي بائع كتب متجول، دخلت السوق السنة الماضية في فترة الإجازة..

*ما القصد من هذا العمل؟
الاستفادة من فترة الإجازة الطويلة، كما أنني أعتمد على نفسي، إلى جانب العمل على مجابهة الظروف الاقتصادية..

*من أين تأتي بالكتب؟
أشتري هذه الكتب “قصص الأطفال” بالجملة من مكتبة الجامع الكبير، ثم نأتي ونعرضها على الزبائن بقيمة تعود علينا بربح قليل..

*أين تعرض هذه الكتب؟
نتجول بها في شوارع الخرطوم وسط، ونستهدف التقاطعات و الاستوبات، خاصة شارعي الجمهورية والبلدية..

*ما مدى الإقبال على كتب قصص الأطفال؟
يوجد إقبال من خلال التجوال، الزبائن يشترون الكتب لأطفالهم، وهنالك مجموعة من الناس تشتري من أجل دعمنا ومساعدتنا..

*ما هو الأسلوب الذي تتبعونه في التسويق، بمعنى كيف تقنع البائع؟
ضحك وقال : نقنع البائع من خلال عبارات رنانة لها وقع فعال عند الزبائن، مثل “ياعمو اشتري لأولادك …يا خالتو.. يبتسم حمودي ثم يواصل.. يا جدو.. الخ..،ومن خلال بيع القصص تنمو علاقة جميلة بيني وبين الزبون..

*ما هي أكثر الفئات شراءً لهذه الكتب؟
أكثر الزبائن من النساء..

*في رأيك.. لماذا النساء؟
لأن النساء يحبن الأطفال قلوبهن عطوفة وطيبة، كما أنهن حنينات، ويعتبروني مثل أولادهن، لذلك يدعموني كثيراً..

*من هم أكثر زبائنك؟
أكثر زبائني من موظفي الحكومة، الأطباء والصحفيين..

*ما هو طموحك المستقبلي يا حمودي؟
طبعاً بيع كتب قصص الأطفال مؤقت في فترة الإجازة فقط، ولكني أفكر دائماً أن أكمل الجامعة وأدرس حتى أستطيع أن أساعد أمي وأسرتي وكل الأطفال..

*في الختام.. ماذا تريد أن تقول؟
في نهاية حوارنا ماذا تريد أن تقول؟
أقول لكل الأطفال يجب عليكم أن تستمعوا إلى نصائح الأسرة والأهل، وأن تحترم الكبير والصغير، والابتعاد عن الحرام والسرقة، كما أقول أيضاً أن والشغل ما عيب، اشتغل أي شيء بيع ماء وقصص لكن يجب أن يعلم أهلك بشغلك، وأن تعود إلى البيت عند انتهاء وقت العمل، لأن الشارع به سلبيات كثيرة، وأقول أي رجل لازم أتعلم العمل، ويبدأ من الصفر وفي المستقبل يصبح أكبر التجار، ويجب أن يعتمد على نفسه وهو أمر ضروري والعمل في فترة الإجازة أعمل واشتغل، وبرغم كل الظروف ما تترك تعليمك ومدرستك من أجل تحقيق الأمنيات..
كما أنني أرسل رسالة إلى وزارة التنمية، أن تهتم بعمالة الأطفال وتساعدهم وتوفر لهم مشاريع يستطيعون من خلالها أن تعليم الحرف.. وأشكرك وأشكر الصحيفة على الحوار الجميل..