المبادرة الإرترية .. تصيد أم فك اختناق؟

 

تقرير – أمنية مكاوي

على خلفية عودة القيادات الأهلية من شرق السودان من معبر اللفة الواقع بين الحدود السودانية الإرترية للمشاركة في مؤتمر بمبادرة من إريتريا حول أزمة شرق السودان التي تطاول أمدها وأصبحت مستمرة لأكثر من ثلاثة أعوام من مشاكل أمنية إلى مشاكل قبلية، وفي وقت سابق استضافت العاصمة أسمرا القضايا المصيرية شاركت فيها جميع القيادات السياسية والنقابية، لكن جاءت الدعوة في هذا المؤتمر للإدارات الأهلية فقط دون دعوات سياسية واضحة. ليشكل أزمة جديدة في الحياة العامة في الشرق والحياة السياسية.

شأن داخلي

هناك انتقادات واسعة من قبل بعض القيادات بشرق السودان، خاصة القيادات السياسية التي لم تصلها دعوة من الأساس، اعتبر بعضها أن المبادرة لها مآربها وأن الخلاف هو ليس من المبادرة نفسها، بل يكمن في الطريقة التي أتت بها، علاوة على أن زمن المبادرة غير مناسب بالنسبة للتوترات الداخلية، هذا وبجانب أن القيادات الفاعلة هناك تعتبر أزمة الشرق شأناً داخلياً ولا يخص دول الجوار .

تهاون حكومي

بدوره اعتبر المحلل السياسي عمر عبدالعزيز في حديثه ل(اليوم التالي) أن طرح دولة إرتريا من حيث المبدأ تدخل في الشأن الداخلي ويمس السيادة الوطنية، وتابع “لايوجد أي سبب يبرر تدخل الحكومة الإرترية في هذا الشأن”، مشيراً إلى أن أي حل يأتي
من الخارج يزيد من تعقيدات المشهد ويرفع حدة الاختناق، وأضاف.. إريتريا هي دولة غير محايدة بسبب الامتحان القبيلة بينها وبين السودان احتضنت المعارضات السودانية لسنوات طويلة، ولايوجد أي سبب لهذا التدخل، ويرى عبدالعزيز أن كل الجهود الوطنية من القيادات السياسية والأهلية قادرة على حل الأزمة، وأن هذه الخطوة قطعاً هي خطوة نحو التصعيد، واعتبر أن الأجهزة الرسمية تواطأت وتهاونت أكثر من اللازم، وإذا كان العكس؛ الحكومة الإرترية كانت أوضحت موقفها وقاطعت المبادرة لأنها تعتبر مشاكلها هي شأن داخلي والدليل على ذلك موقف الإثيوبيين في معركة التقراي، عندما حاول السودانيون التدخل، لذلك إن هذه المبادرة ليس لها اتجاه حق، ولا يوجد أي سبب للتدخل، ويلام في ذلك الحكومة والإدارات الأهلية والوطنية بالدولة، الآن هناك مبادرة وطنية من الشيخ الطيب الجد من الممكن أن تتدخل في أزمة الشرق وتحل.

جارة صديقة

فيما يرى القيادي بمسار شرق السودان عبدالوهاب جميل؛ أن إريتريا لم تتبن أصلاً منبراً تفاوضياً لحل قضية وأزمة شرق السودان.
وقال جميل – في تصريح ل(نبض السودان)-: إريتريا كدولة جارة وصديقة للسودان يهمها مصلحة استقرار السودان عامة، ويهمها استقرار شرق السودان بصورة خاصة لارتباطها بحدود طويلة مع السودان عبر الشرق، ولم يناقش أي وفد إرتري في جوبا، قيام منبر تفاوضي للشرق بديلاً أو مع أو ضد مسار شرق السودان، وأشار إلى أن الدولة الجارة تسعى لخلق توافق بين كل مكونات شرق السودان الأهلية والسياسية واستقرار الشرق واستتباب الأمن فيه، ينعكس إيجاباً على الأمن القومي الأرتيري والعكس كذلك، وتابع “بخصوص ما رشح في الميديا عن زيارة وفد من شرق السودان لارتريا، كل مافي الأمر هو عبارة عن دعوة القيادة الإرترية لكافة مكونات شرق السودان الأهلية، أكرر الأهلية فقط، وليست السياسية، ولم تقدم الدعوة لأي مكون سياسي”. وتوقع دعوة السياسيين لاحقاً، وفقاً لاهتمامات ارتريا بشرق السودان، آمن ومستقر، وأبدت القيادة الإرترية اهتماماً متعاظماً في تنمية القرى الحدودية السودانية لخلق الاستقرار المنشود، ولكن التنميه تحتاج إلى استقرار وتوافق، وهو ما تسعى إليه إريتريا فمن يدعي أنه ليس جزءاً من البرنامج الإرتري الخاص بالإدارات الأهلية لشرق السودان هل هذا المدعي هو يمثل إدارة أهلية أم مكوناً سياسياً، إذا كان إدارة أهلية فله مطلق الحرية في التعبير عن وجهة نظره، وإذا كان مكوناً سياسياً فنقول له مهلاً إريتريا لم تقدم لك الدعوة فلا تستبق الأحداث . الذي يعبر عن وجهة نظره الآن هو المكون الأهلي وليس السياسي.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب