التصنيع من أجل التنمية الذكية مناخيا في أفريقيا

صلاح غريبة
ghariba2013@gmail.com

تكتسي التنمية الصناعية أهمية حيوية في تحقيق النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع في البلدان الأفريقية. ويساعد التصنيع، ذو الروابط القوية بالاقتصادات المحلية، البلدان الأفريقية على تحقيق معدلات نمو عالية، وتنويع اقتصاداتها، والحد من تعرضها للصدمات الخارجية. وسيساهم ذلك بشكل كبير في القضاء على الفقر من خلال خلق العمالة والثروة.
في إطار عقد التنمية الصناعية الثاني لأفريقيا (1991-2000)، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989، يوم الـ 20 نوفمبر كيوم للتصنيع في أفريقيا،.ومنذ ذلك الحين، نظمت منظومة الأمم المتحدة فعاليات في ذلك اليوم في جميع أنحاء العالم لزيادة الوعي بأهمية التصنيع في أفريقيا والتحديات التي تواجهها القطاعات الصناعية
وبعد أن كانت القمة قد أُجّلت في عام 2021، تقرر أن تعقد القمة الخاصة بالتصنيع وبالتنويع الاقتصادي في النيجر في المدة من 20 إلى 25 نوفمبر 2022.
يلاحظ أن جدول أعمال 2063، الذي تبناه رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في يناير 2015، هو مخطط أفريقيا وخطة رئيسة لتحويل أفريقيا إلى قوة عالمية في المستقبل، ويستند جدول الأعمال هذا إلى 7 تطلعات و 20 أولوية ليكون بذلك هو المخطط العام والشامل للقارة الذي يرمي إلى تحقيق هدفها المتمثل في التنمية الشاملة والمستدامة، وهو كذلك تعبير ملموس عن حملة أفريقيا للوحدة ولتقرير المصير وللحرية وللتقدم وللازدهار الجمعي الذي يُسعى إليه في ظل الوحدة الأفريقية والنهضة الأفريقية.
والحاجة إلى تصور مسار إنمائي لأفريقيا طويل الأمد لمدة 50 عامًا هي أمر مهم حيث تحتاج إفريقيا إلى مراجعة جدول أعمال التنمية الخاص بها وتكييفه بسبب التحولات الهيكلية المستمرة لضمان النمو الشامل والتنمية المستدامة والوحدة السياسية واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتتشابك أجندة 2063 مع أهداف التنمية المستدامة حيث يهدف البرنامجان إلى مستقبل مشترك أكثر استدامة على كوكب ينعم بالصحة.
كما تتمحور النقاشات خلال هذه القمة حول العديد من المواضيع بينها تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية: العلاقة مع التصنيع، والتصنيع والقدرة الجبائية للحكومة وخلق فرص الشغل والتجديد التكنولوجي والقدرة التنظيمية من أجل تحسين الأداء الصناعي وجعله تنافسيا وسلاسل القيمة الصناعية الإقليمية..
ولاعتبارات الأمم المتحدة فإن الأمين العام “أنطونيو جوتيريش”، دعى إلى توحيد القوى من أجل بناء قارة تنحو إلى تحقيق المزيد من الاستدامة ويستتب فيها السلام ويعود فيها الرخاء بالنفع على الجميع، وذلك بمناسبة احتفال الأمم المتحدة بيوم التصنيع في أفريقيا.
وأكد “جوتيريش” -في رسالته بهذه المناسبة- أن البلدان في مختلف أنحاء أفريقيا تواجه عاصفة حقيقية حيث تسود فيها النزاعات المسلحة، ويتفاقم انعدام الأمن في مجالي التغذية والطاقة، وترتفع نسب التضخم والديون إلى عنان السماء، ويتقلص الحيز المالي، وتستفحل الكوارث المناخية، موضحا أن أفريقيا بالرغم من هذه التحديات تضم بعضا من أسرع الاقتصادات نموا في العالم وثمة إمكانية لأن تقود التحول العالمي في مجال الطاقة.