شاهد اتهام يكشف تفاصيل جديدة في قضية انقلاب 89

الخرطوم: فايزه أباهولو
كشف الرائد معاش محجوب عمر كجو ضحية، أوضاع القوات المسلحة قبل الانقلاب، وكيفيه حدوثه، موضحاً أن الوضع كان أسوأ، وكان لابد من الانقلاب حتى تستطيع القوات المسلحة الانتصار على العدو في جنوب السودان خلال إفادته للمحكمة كشاهد اتهام بقضية انقلاب الثلاثين من يونيو التي يواجه الاتهام فيها الرئيس المعزول عمر البشير، وعدد من قيادات النظام البائد، وذكر ضحية، أنه رائد كان يتبع للقوات المحمولة جواً (المظلات) ويسكن محلية شرق النيل.
تفاصيل قبل الانقلاب
وأوضح شاهد الاتهام تفاصيل ما قبل الانقلاب قائلاً إنه وفي يوم 30/6 كانت الأجواء غير مستقرة، مما دفع القوات المسلحة لرفع درجة الاستعداد بنسبة 50%، وتقسموا لمجموعات، وكان الشاهد يقود إحدى المجموعات ومعه العقيد محمد حمدان، بينما في الخدمات ملازم (لا أتذكر اسمه).
وأوضح الشاهد محجوب موقع الاستعداد داخل القيادة العامة المظلات (الهنقر) بالقرب من المكاتب الخاصة، وقال إنه تحرك بعد تناول العشاء الى المكتب بالمظلات حوالي الساعة 2 صباحاً بعد سماع ضرب عنيف جداً بفتحه للباب، وجد العقيد محمد حمدان المأمون والمقدم الركن بكري حسن صالح وأخبره القائد المباشر المأمون بأن الجيش قرر بإجماع استلام السلطة فسألته من القائد ولم يرد عليه، وكرر له السؤال للمرة الثانية الا أن رد له في المرة الثالثة المقدم الركن بكري حسن صالح وأخبره بأنه عمر حسن، ولم يذكر رتبته، عندها قال الشاهد إنه استغرب كيف يحدث ذلك وعمر البشير خارج العاصمة بمنطقة المجلد، أن وصف له بكري حسن لي مكان وجوده بأن عمر موجود خلف المكتب.
وواصل الشاهد في سرد الوقائع أنه خرج من المكتب لإخبار العساكر بالحاصل، موضحاً أن في ذلك الوقت والطبيعي يكون (الديدبان) صاحي والعساكر نائمين، بينما وجد العكس وحضر العميد ركن عمر حسن وقال لهم: “نحن جينا لحل المشاكل”.
وقال الشاهد: جلس العميد عمر حسن والعقيد محمد حمدان والمقدم بكري حسن صالح وخرج المقدم بكري وظللنا ننتظر الى أن حضر إبراهيم شمس الدين بمدرعة بالبوابة الرئيسية بالقيادة العامة “المكان الكان فيهو الاعتصام “اتحدث مع العميد عمر حسن وبعدها بدأ عدد من الضباط يتوافدون، وذكر الشاهد محجوب بأن المقدم عبدالمنعم حسن علي كرار أخذ البيان للإذاعة برفقة الضباط مالك ويونس محمود.
وقال الشاهد محجوب: تم إحضار الضباط القدماء، وكون سكرتارية على رأسها العقيد عبدالعال محمود، وجامع والمرحوم صالح علي صابر والمرحوم عبدالمنعم حسن، موضحاً أن هناك ضباط قدامى تم إنزالهم للمعاش.
ترتيب القوات المسلحة
وأبان الشاهد أنه كون لجنة لعمل تراتيب عمل للقوات المسلحة والأغلبية من المظلات بحسب الرتب والشرط من مقدم ركن وأعلى ومحمود جامع كان نائباً، مضيفاً أن العمل في الجيش استمر بصورة عادية وبعد يومين حضر إليه عبدالمنعم حسن وقال له: “الناس ديل جبهجية يا زول”، وطلب منه الشاهد توضحيح مقولته ورد له بلفظ (جبهجية)، وتمت إحالة عبدالمنعم الى المعاش، وقال الشاهد في إفاداته بالمحكمة إنه لا يذكر يوم تنفيذ الانقلاب، ولكن أشار الى ظهور ضباط غير عاديين في المهام الموكلين بها بالمظلات بركات والمستودعات منهم عبدالعال والمهندسين عبدالله عثمان.
البشير قائدي
وذكر شاهد الاتهام محجوب في إجابته لأسئلة محامي دفاع المتهم الثالث عمر حسن البشير، بأنه يتبع للدفعة 29، وكان قائداً الى أن وصل رتبة لواء في العام 2011 وفي يوم الانقلاب كان بالمظلات، وأكد الشاهد محجوب معرفته بالمتهمين عمر حسن وبكري حسن صالح كانا بالمظلات قائلاً: “قادتي ومعلميني”، مبيناً: في يوم الانقلاب عندما حضر بكري اطمأننت وزاد اطمئناني عندما حضر العميد عمر حسن، وأكد الشاهد أنه وقف مع ما تم بيوم الانقلاب.
تأييد الانقلاب
وأجاب الشاهد محجوب لمحامي الدفاع بأنه كان مع التغيير الحصل قائلاً: “أنا حاضر، ولكن ما كنت جزءاً من الانقلاب، وأن الجيش جميعه كان مؤيداً للانقلاب عدا اللواء فضل وهو كان قائد سلاح المهندسين، ونفى الشاهد محجوب معرفته بدستور 85، قائلاً: “إانه لا يعرف شيئاً عن السياسة”.
عدم توفير مواد تمويل
وكشف الشاهد أن الوضع بالقوات المسلحة قبل الانقلاب كان سيئاً ويسير الى الأسوأ وكان لابد من الانتصار وحزم أن العدو، وعدم توفير مواد تمويل القتال بدأت الوحدات تتساقط وأصبحوا في حالة نفسية متدنية، قائلاً إن جون قرن قال: “بجي يشرب القهوة في شندي، لم نقبل بذلك، وكان الجيش مؤيداً للانقلاب.
وفي ذات الجلسة أفاد الشاهد السادس ضابط معاش إبراهيم عجبنا ضيفان
أنه وبتاريخ 30 يونيو 1989 كان قائداً بالقوات الخاصة التي تتبع للمظلات بالقيادة العامة، موضحاً أنه علم بأن هناك انقلاب، عليه تحرك من منزله بمنطقة الحاج يوسف بصفته قائد القوات الخاصة لتبليغ وحدته أو أي وحده قريبة، وأضاف عند وصوله إلى كبري القوات المسلحة وجد حراسة من الجنود وبعد مجادلة سمح له بالمرور وعندما وصل الى المكتب وجد عربة ملاكي (دايوهاتسو)، فسألت الحرس عن العربة أخبروه بأن العربة حضر بها العميد عمر حسن البشير وذهب الى القيادة العامة بالداخل.
وقال الشاهد عجبنا إنه ذهب الى قيادة المظلات، وهنالك وجد رئيس شعبة الإدارة العميد عثمان عبد الغفور سأله عن الحاصل أخبره بأن هنالك انقلاب وحضور العميد عمر حسن البشير، بعدها قال الشاهد أنه ذهب الى مكتب قائد المظلات وجدت العميد عمر حسن البشير وبجانبه العميد أحمد عثمان وبعض الضباط منهم المرحوم العميد كمال مختار، والمرحوم العقيد عبدالمنعم حسن علي كرار وبكري حسن صالح ويوسف عبدالفتاح وعصام الدين ميرغني طه والطيب سيخة.
وذكر الشاهد عجبنا أن العميد عمر حسن البشير طلب منه إحضار الضابط إبراهيم نايل، وقلت للعميد عمر حسن “أجيبو ليك معتقل ما بجيبو لأنو بتربطني بيهو علاقة أسرية قال لي لا نحن عايزنو بعدها الى منزل الضابط بالحاج يوسف لم يجده وعاد وأخبرهم بأنه غير موجود وطلب منه العميد محمد عثمان الذهاهب الى مباني الأمن وستجده وعند وصوله الى المباني وجد اللواء عباس عربي وقلت له عايز إبراهيم نايل سألني عن السبب وأخبرته بأن العميد عمر حسن البشير طلب منه أن يذهب معه الى مباني الأمن بموقف شندي ببحري.
وقال الشاهد عجبنا عند عودته الى مكتب قائد المظلات وجد عدداً من الضباط منهم العقيد عثمان عبدالرسول وطلب العقيد عثمان من العميد عمر حسن الانتقال من المكتب الى القيادة بالأعلى ورد العميد عمر حسن البشير على العقيد عثمان بأن لديه كلمة للضباط.
كلمة عمر حسن البشير
وأكد الشاهد عجبنا بأن العميد عمر حسن البشير ألقى كلمته على الضباط قائلاً: “إن الحركة حركة تثقيفية لأن البلد أصبحت في وضع لا يحتمل والمدن أصبحت تتساقط مدينة مدينة، الكرمك سقطت، والدمازين قاب قوسين أو أدنى، توريت سقطت.. كل المدن حول جوبا سقطت وأصبحت قاب قوسين أو أدنى، القوات المسلحة أصبحت ضعيفة ومنهكة عشان كدا نعمل الحركة التثقيفية “بعد أن خلص من كلمته سأل أي شخص لديه سؤال أو استفسار؟ واحد من الضباط اسمه عبدالماجد محجوب مصطفى سأل العميد عمر حسن البشير هل الحركة حركة حزبية أم سياسية؟
أجابه البشير: هذا انقلاب عسكري صرف لا جهة حزبية ولا سياسية.
وأفاد الشاهد عجبنا في إجابته لمحامي دفاع المتهم البشير بأنه الدفعة 23 وعمر البشير زميل وقائد له وأن بكري حسن صالح زميل ولكن أقدم منه.
خطاب من السجن
وقال قاضي المحكمة في بداية الجلسة تم إحضار خطاب من السجن بشأن بعض المتهمين يؤكد بأن لديهم راحة وإحضار تقارير طبية توضح الحالة الصحية لهم وتحويلهم الى مستشفى الرباط وهم: (عمر حسن البشير وعبدالرحيم محمد حسين وبكري حسن صالح الى مستشفى الرباط لعلاجهم، وإحالة المتهم أحمد عبدالله النو الى مستشفى الأمل.
اعتراض
فيما اعترض محامو الدفاع عن تحويل المتهمين الى مستشفى الرباط وقال الدفاع إن مستشفى الرباط يتبع للشرطة، والسلاح الطبي هو المكان لاستشفاء العسكريين وعلى المحكمة أن تنتصر.
فيما قال محامي دفاع المتهم الثامن تمت إحالة المتهم الى مستشفى علياء وهو المكان الصحيح، لكن يطالب بالتحقيق عن الجهة التي أصدرت القرار ربما هناك جهة أخرى عدوانيه وقطعاً ليس القوات المسلحة.
فيما قال الأستاذ عبدالباسط سبدرات محامٍ: هل تسكت المحكمة على هذا القرار؟ وقال طلبت من المحكمة التحقيق من هي الجهة التي علقت على قرار المحكمة وسلطتها.
رد المحكمة
قاضي المحكمة يرد على محامي الدفاع بأن المحكمة ليست الجهة التي تحدد مكان تلقي علاج وأن المحكمة ليست جهة طبية فيها المتهمون، إنما تقرير الطبي، وقال القاضي حسين الجاك: من الطبيعي أن المريض يرجع الى السجن بعد تلقي العلاج.
وفي ذات الوقت طالب المحامي الأستاذ عبدالباسط سبدرات من المحكمة التحقق عن الجهة التي قامت بنقل المتهمين الى السجن وما هي الجهة التي فوق المحكمة وقال إن هذه القضية قضية جوهرية، وهناك جهة غير المحكمة قامت بنقلهم.
فيما طالب أستاذ كمال عمر المحكمة بتسجيل طلباتهم في المحضر وأن لا تسمعه شفاهة، وذكر للمحكمة أن الجهة التي أخذت المتهمين للسجن هي السلطة القضائية وليس الدعم السريع لا بد من معرفة الجهة السيادية.
وواصل الدفاع أن خرق قرار قضائي لا يجعلهم يطمئنين بأن تتدخل في قرار المحكمه للفصل النهائي للقضية.
قرار غير قضائي:
كما علق قاضي المحكمة على حديث الدفاع بأنه غير قرار قضائي وهو خطاب فقط وأثناء جدال مع الدفاع قائلاً: “صحيح الإنسان يتعلم الكلام في سنتين وخمسين سنة حتى يسكت”.
الاتهام يعترض
طلب ممثل الاتهام من المحكمة السماع للشهود وبدء الجلسة فيما، اعترض الدفاع على الاتهام وقال إن حديثهم يتعلق بحياة أشخاص، كما ذكر الأستاذ هاشم الجعلي يوجد منشور من الجهاز القضائي السابق أن يعالج المتهمون بمستشفى الشرطة وصدر قرار من سيد أحمد البدري أن يعالج المريض مع طبيه الذي يختاره.
ختام الجلسة
طلبت المحكمة من الاتهام تحديد عدد شهودها ورفعت المحكمة جلستها للأسبوع المقبل لمواصلة سماع قضية الاتهام.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب