بعودة الميرغني .. هل ستغادر الخلافات الحزب؟

تقرير: الخواض عبدالفضيل
بعد غياب دام لأكثر من عقد من الزمان عاد رئيس الحزب الاتحادي الأصل ومرشد طائفة الختمية محمد عثمان الميرغني إلى أرض الوطن، ويبدو أن عودة الميرغني إلى البلاد تواجه بأزمات كبيرة على مستوى الحزب وعلى مستوى الوضع السياسي المأزوم في السودان وعلى مستوى الحزب أزمة داخل البيت الميرغني الذي به كثير من التباينات والمواقف بسبب الأزمة السودانية ربما يلعب الميرغني دوراً كبيراً لحسم التباينات داخل الحزب ويرى مراقبون أن عودة الميرغني قد تسهم في حل الأزمة داخل الحزب لكونه الآن هو كبير البيت.

منصور البلة: خلافات الاتحاديبن لها تأثير على الحزب وربما طائفة الختمية

قال القيادي بالحزب الاتحادي الأصل منصور البلة في حديثه لـ(اليوم التالي) إن الخلافات داخل الحزب لها تأثير كبير عليه، وربما تمتد الخلافات لتشمل الطريقة الختمية نفسها ولا تسلم منه خاصة وأن الحزب قادم على انتخابات قريبة وتابع: الخلافات داخل أروقة الحزب تأتي في إطار رفض الحسن لقرارات رئيس الحزب والده محمد عثمان الميرغني أنه وبطريقة دستورية عين جعفر نائب له وزاد: هذا التعيين مشهود له ومودع لدى مسجل الأحزاب السياسية وأضاف أي قرار يخرج من رئيس الحزب هو دستوري وفق ما ينص عليه الدستور مشيراً الى أن دستور الحزب رئاسي يعطي الرئيس في تعين من يشاء في الموقع الذي يشاء هذه القرارات محسومة ونوه الى أن السيد الحسن يبدو أنه يرفض هذه القرارات ومعه مجموعة صغيرة وغير مؤثرة حسب قوله في نفس الوقت قال البلة: الحسن في شخصه مؤثر ورجل حركي ولديه القدرة الوصول مواقع الختمية في كل مظانهم وأضاف: الحسن وسط الختمية مقبول، لكن غير مرحب به داخل الاتحاديين بحكم أنه لآخر لحظة كان مساعد لرئيس الجمهورية.

محمد العجبة: الاشكاليات في الحزب نزفت بأعضائه جعلتهم بنصمون الى أحزاب اتتحادية أخرى
من جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي محمد العجبة لـ(اليوم التالي) قبل مغادرة السيد محمد عثمان الميرغني الخرطوم متجهاً إلى القاهرة حل جميع أجهزة الحزب الاتحادي الديمقراطي بما فيها المكتب السياسي وكون لجنة من مائة عضو لقيام المؤتمر العام للحزب مع مواصلة جميع الأمانات لحين قيام الموتمر العام للحزب وتابع: شارك السيد الحسن الميرغني نظام الإنقاذ في العام 2015م بعد أن فصل بعض الأعضاء وشارك الحسن الإنقاذ وليس لديه أي سند من الحزب أو مرجعية لأن مؤسسات الحزب تم حلها جميعاً وزاد: مشاركة الحزب في 2010م من قبل السيد محمد عثمان الميرغني الإنقاذ كان مشاورات من داخل المكتب السياسي للحزب وأردف: الحسن الميرغني شارك الإنقاذ حتى سقوطها بثورة ديسمبر السيد جعفر شارك في الإنقاذ، لكن سرعان ما خرج منها في وقت لاحق ومضي بالقول: تمت تعيينات في الحزب دون أي سند دستوري يجدر بالقول إنها كانت لسد الفراغ منها متسائلاً: هل تعيين السيد جعفر نائب للرئيس قانوني؟ وأجاب في نفس الوقت لا ليس قانوني لأن الموتمر العام هو الذي يحدد شكل رئاسة الحزب بسبب ذلك أرتبك الحزب في شكل مؤسساته دون سند قانوني وهي تمثل أكبر معضلة في الحزب مشدداً على أنهم كجماهير للحزب يعتبرون الشكل القائم الآن غير قانوني وقال: بعد الثورة طالبنا كجماهير من الحسن وجعفر الميرغني الاعتذار للشعب السوداني عن مشاركة الحزب لنظام الإنقاذ، ولم يقوموا بذلك خاصة وأن دستور الحزب الفقرة (و) تمنع مشاركة الحزب الأنظمة العسكرية والشمولية وأضاف: نحن كمحامين سنناهض الوضع الماثل في الحزب الاتحادي بطرق قانونية لأن شكل الحزب الحالي ليس لديه سند وتابع: من ناحية تنظيمية الحزب حاد عن خطه واختطف من مجموعة صغيرة يقودون الحزب بخلاف رأي الجماهير والآن لحزب به شقان قانوني وتنظيمي مشيراً الى أن كل هذه الإشكاليات أثرت على مسيرة الحزب وأصبح فيه نزيف للكوادر انضمت الى أحزاب اتحادية أخرى واختطاف الحزب والسيطرة على بيت الميرغني البعيد عن الشارع السوداني خارج السودان إذا كان الأبناء أو أو مولانا محمد عثمان الميرغني باستغلال كبر سنه لتمرير أجندة لصالح كيانات لجهات معروفة بعدائها للشعب السوداني، وأشار من كانوا يختطفون الحزب يستغلونه سقطوا مع الثورة، أمثال إبراهيم الميرغني وعثمان الشايقي، وحاتم السر.
ويضيف العجبة، هنالك كتلة تقاتل من داخل الحزب من أجل إعادته للواجهة مرة أخرى بالطرق القانونية لأن هذا الحزب حزب الحركة الوطنية وليست حكراً على آل الميرغني.
واستدرك: صحيح كأسرة الناس يحتاجون لهم، لكن ليس أن تأتي مجموعة انتهازية خاصة وأن أبناء الميرغني يعيشون خارج السودان وبعيدين عن الشعب السوداني ولا يعرفون ما يدور في البلد والبعض يتخذهم مظلة للاستيلاء على حزب وأثارت الانشقاقات التي جعلت للحزب أكثر من تيار بداخله.

الطيب محمد خير: مجموعة جعفر الأقرب لرئاسة الاتحادي
يعتقد الكاتب والمحلل الصحفي الطيب محمد خير المختص في شؤون الاتحاديين في حديثه لـ(اليوم التالي) أن أزمة الحزب الاتحادي الأصل بدأت قبل الثورة على خلفية القرار الذي اتخذ بحل أجهزة الحزب في ذلك الوقت ثم تكليف السيد الحسن الميرغني برئاسة لجنة تسيير الحزب قبل انتهاء عمل لجنة تسيير الحزب، والإعداد لمرحلة المؤتمر تمت تسمية جعفر الميرغني نائباً لرئيس الحزب، ومن هنا جاءت التقاطعات بكل شخص من آل الميرغني يدعي الشرعية، واتضح أن المجموعة التي يقودها جعفر الميرغني هي الأقرب لوالده محمد عثمان الميرغني ووضح ذلك عند حفل الاستقبال للسيد محمد عثمان الميرغني والغالبية من الاتحاديين كانت ترى أن الشرعية لجعفر وليست للحسن الميرغني خاصة وأن تعيينه جاء من رئيس الحزب مباشرة، وأضاف أن ما حدث يوم الاثنين عند استقبال رئيس الحزب حسم كل شيء ويعني أن الشرعية والقوة الغالبة هي الآن تلتف خلف رئيس الحزب هي التي تناصر السيد جعفر وهي الآن الأقوى داخل الحزب، ويمضي الطيب محمد الخير الى أن المجموعة التي تناصر السيد الحسن الميرغني غالبيتها من المجموعة الشبابية الجديدة التي صعدها الحسن على حساب القوى التقليدية التي فصلها من الحزب خلال وجوده في الحزب إبان انتخابات 2015م بحجة أنه يريد تجديد دماء الحزب.
ونفى الطيب بأن تحصل أي انشقاقات بوجود السيد رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني منوهاً الى أن من الممكن للحسن أن يذهب وينشئ حزباً جديداً مثل الآخرين خاصة وأن هنالك حديث بأن الحسن مركز ثقله في شرق السودان ولا أستبعد ذلك يؤثر على الحزب بشكل أو بآخر.. الحسن منفتح أكثر على فئة الشباب ولفت: الآن ما حصل بمطار الخرطوم الاثنين فيه مؤشر قد يؤدي إلى انشقاق وخاصة وأن الحسن أقرب من مجموعة الحرية والتغيير المجلس المركزي والتي من ضمنها مجموعة التجمع الاتحادي.

أحمد عابدين: اختلاف جعفر والحسن ليس تنظيمياً وتوجد أجندات خارجية
ويرى الباحث والمحلل السياسي أحمد عابدين في حديثه لـ(اليوم التالي) أن الخطر القادم على البيت الختمي والحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وكل الأحزاب الاتحادية هو ماذا لو قضى الله بموت السيد محمد عثمان الميرغني في هذه المرحلة بالذات فحتى في وجوده تمزق الحزب الكبير لأشلاء أقعدته عن لعب أي دور باستثناء التجمع الوطني في أسمرا وإن البلاد كافة ستتأثر، فنحن نرى اليوم بموت الإمام الصادق المهدي كيف صار حزب الأمة القومي قصاصات لا جامع لها وهما بالتأكيد مهما اختلفنا معهم أحزاب هي مركزية ومؤثرة مأمول منها دوماً لعب أدوار وطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا وعلى مستوى الاتحاديين صراع الأشقاء جعفر والحسن ليس في الشأن التنظيمي الداخلي، وإنما أجندات خارجية تقف خلف الأخوين كل على حده وبالتالي فإن علاج الشرخ في حياة الميرغني يمكن كبحه، ولكن إذا قدر الله غير ذلك فإن الانشقاق الرئيس وارد ليعيد مشهد انشقاق حزب الأمة القومي بين الصادق المهدي وعمه الراحل الإمام الهادي وهذا الوضع سيفتح الباب لمزيد من التشظي.
وأردف قائلاً: غير ذلك فإن الخلفاء المراغنة مطلوب منهم التحرك العاجل وجر الحسن الميرغني لعباية والده وشقيقه، ولكن بالمعايير السياسية فإن مسيرة الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل قد تعرضت لعطب كبير.