دكتور طارق حسن .. شُموخُ الكِبار

بقلم : مزمل عجب
متوسطة البحرية الكائنة بقرية ( البحرية ) شرقي مدينة بارا ولاية شمال كردفان؛ إسمٌ كثيرًا ما تردد ذكره ضمن أوائل مدارس إقليم كردفان بالمرحلة المتوسطة وذلك إبان الثماننيات .
في هذه القرية الهادئة هدوء أهلها وُلِدَ ونشأ وترعرع أخي (طارق) منطلقًا منها إلى (الفيحاء) ثانوية خورطقت -وما أدراك ماهي- طالبًا مميزًا في جميع المواد سيما ( اللغة الانجليزية ) كتابةً وتحدثا حتى أكمل فصولها الثلاث ولظروف معينة لم يُكتب له فرصة الالتحاق بأيٍ مِن الجامعات ليشق بعدها طريقه في الحياة العملية مساعدةً لأسرته وذويه ، في كفاح مستميت ومكابدةٍ لا تعرف الخنوع وذلك كصاحب ( بص) ركاب لسنوات طوال في الطريق الواصل بين مدينة الأبيض وحمرة الشيخ بشمال غربي البلاد وهناك كوّن طارق معارفَ وصداقاتٍ يصعب عدها وحصرها والحديث عنها في سطور ؛ مَنْ يا ترى وقد ركب غمار ذلكم الطريق الصحراوي الشاق ولا يعرف طارقا أو يسمع به ؛ كرمٌ و شهامةٌ وحسن خلق هكذا قالها لي أحد الزملاء ( طارق علمٌ في رأسه نارٌ )..
وبمرور سنوات عدة ومع كل هذه المشاغل والمسؤوليات الوخيمة عاد طارق لحقل العلم والمعرفة ملتحقًا بكلية الآداب بجامعة كردفان ، مكملا سنواتها الاربع بشعبة اللغة الانجليزية وآدابها متخرجًا بدرجة الإمتياز؛ ولأنه صاحب عزيمة لا تلين وبشموخ الكِبار لم يقبل بهكذا درجة ليشمّر عن ساعد الجد حاصلا على درجة الماجستير في طرق تدريس اللغة ، وها هو فارسنا لم يترجل مِنْ صهوة جواده ليفاجئنا بحصوله على درجة الدكتوراه في المجال الذي عشقه وأحبه حتى النخاع وذلك بتوفيق الله وفضله .
مِن هنا وأصالةً عن نفسي ونيابةً عن كل معارفي وأصدقائي بقرية البحرية نزفها تهاني قلبية صادقة للرجل والأنسان وصاحب القلب وواصل الرحم والصديق والجار د طارق.
هكذا عودتنا البحرية النجاحات يوما بعد يوم ويكفيها فخرٌ كشخصِ أخي طارق حسن محمد حسن .
وختامًا ومَنْ لم يعرف أو يسمع بالبحرية فليرجع بالذكراة لأيام قليلة علّه سمِع بمَنْ تربع عرش البلاد طولا وعرضا بدرجة تاريخية لم يسبق لها مثيل حينما قدمت هذه القرية (النابغة أمنية محمد موسى) والأولى على السودان هذا العام في إمتحاتات الشهادة السودانية، فهي ايضا امتداد لهذه القرية الفتية ولنسل الدكتور طارق