هناك (17) حالة حمى ضنك وافدة من الولايات الأخرى وتم عزلها بأحد المشافي
قررنا رش أي بص قادم من شمال كرفان بالمبيد قبل تحركه للخرطوم
الناقل لحمى الضنك غير موجود حالياً بالخرطوم
نتابع معسكرات الجنوبيين ولا توجد بها إيبولا
40% من أدوية ولاية الخرطوم يشتريها سكان الولايات الأخرى
قرار بإلزام الصيدليات ببيع أدوية تكفي المريض لشهر واحد لا غير
هناك حالات تايفوئيد ببعض المحليات والسبب تراكم النفايات وتوالد الذباب
حوار: أبوبكر محمود
ظلت ولاية الخرطوم قبلة لعدد مهول من السكان مما جعلها تشكو وتئن من زحام الخدمات الطبية لقادمين من ولايات أخرى، ووافدين من دول أخرى جعلها في وضع الاستعداد الدائم لمجابهة أي مرض أو أوبئة، وهذا الأمر يجعل من السلطات الصحية بذل أقصى الجهود لكبح جماح ظهور الأمراض.. مؤخراً ظهرت بعدة ولايات أمراض وبائية أبرزها انتشار حمى الضنك بعدة ولايات آخرها شمال كردفان فضلاً عن جدري القرود والملاريات، مضافاً الى ذلك تحديات أمراض فصل الشتاء في أعقاب انتشار دولي لفيروس كروونا المستجد.. (اليوم التالي) جلست في دقائق مع مدير الإدارة العامة اتعزيز الصحة بولاية الخرطوم واستفسرت عن جملة من الأمور العاجلة التي تهم الشأن الصحي فما بخل دكتور صلاح حاج حسن من الإجابة عن أسئلتنا بكل شفافية ورحابة صدر فإلى نص الحوار..
أولاً دخل فصل الشتاء جميع ولايات البلاد والخرطوم ليست بمعزل عنها، صف لنا وضع كورونا في ظل انتشار كثيف لنزلات البرد؟
ستبدأ حملة كبرى تستمر لمدة عشرة أيام للتطعيم بلقاح كوفيد وأن الحملة تستهدف 600 ألف مواطن بولاية الخرطوم من بينهم موظفون وعمال القطاعين العام والخاص وطلاب وطالبات 40 جامعة وتستهدف الوصول بتغطية تطعيم كورونا لـ52% من سكان ولاية الخرطوم والتي ستستمر لمدة عشرة أيام كاملة.
حدثنا عن وضع مرض كورونا الآن؟
كما تعلم أن فصل الشتاء على الأبواب وسيدخل ذروته الأيام القادمة، وهناك توقعات بظهور موجة ثالثة من كورونا وكما تعلم أن موجة الخريف تم تجاوزها بعمل مضنٍ وجهود مقدرة بذلت من قبل الأجهزة الصحية، أما بالنسبة للوضع الحالي فإن هناك ارتفاع في نسبة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والنزلات وأن 8% من المصابين بتلك الالتهابات أظهرت النتائج المعملية أنهم مصابون بكورونا، ولكن هذه النسبة مقارنة بالعامين المنصرمين جيدة للغاية، ولكن هناك شيء وهو أن مراكز العزل ما تزال تستقبل عدداً من مرضى كوفيد، بيد أن عدد الوفيات مرتفع مما دفعنا لتنظيم تلك الحملة على أن تعقبها حملة أخرى في ديسمبر المقبل ولذا سنعمل كل ما في وسعنا لإنجاح حملة التطعيم والتي ستهدف المؤسسات الحكومية ليومين والأسواق والمساجد والكنائس يومي الجمعة والأحد القادمين وحقيقة ومن خلال المتابعات وجدنا أن هناك من طعم جرعة واحدة ولم يطعم الجرعة الثانية، كما أن المواطن وللأسف الشديد لا يتعامل مع فكرة التطعيم ولا يعيرها اهتماماً، ولذا سنكون أكثر إلحاحاً للوصول لأي مواطن في مكانه وأن فرقنا ستكون متحركة فضلاً عن إدخال الحوامل والمرضعات في منظومة التطعيم لاكتشاف عدم تأثيره سلباً على صحة المرضعات والحوامل والتركيز على طلاب الجامعات بالتنسيق مع جمعية الجامعات السودانية وأن اللقاحات التي ستستخدم خلال الحملة هي فايزر ووجونسون آند جونسون فضلاً عن لقاح آخر.
حمى الضنك ظهرت بعدة ولايات ما موقف ولاية الخرطوم وهل من حالات ضنك ظهرت بالولاية؟
هناك (17) حالة وافدة من الولايات للعلاج بولاية الخرطوم وأنها الآن معزولة تماماً وأن الحالات الوافدة الآن منومة في غرفة معزولة بمستشفى المناطق الحارة بأمدرمان وأن النقل للمرض غير موجود بولاية الخرطوم، وأكرر التطمينات خاصة لسكان ضاحية الملازمين المتاخمة لمستشفى المناطق الحارة بأن الوضع لا يدعو للقلق والرش ولا خوف باعتبار أن الناقل غير موجود.
ما هي الترتيبات حتى لا يأتي المرض وينفجر الوضع؟
نحن في يقظة تامة والأجهزة الصحية تراقب الولايات التي انتشرت فيها حمى الضنك بكثافة وقمنا بإرسال طلمبات رش لولاية شمال كردفان بحيث يتم رش أي بص قادم للخرطوم من الولاية مبكراً بالمبيد قبل تحركه صوب العاصمة الخرطوم للحيلولة دون انتقال البعوضة التي تسمى بالزاعجة المصرية للخرطوم لأن انتقالها يمكن أن يكون إذا دخلت لبص حال عدم رشه بالمبيد كما أن المبيد لا يمثل خطورة وليس لديه رائحة وأجزم لك بأن الوضع حتى الآن تحت السيطرة.
ماذا بشأن جدري القرود؟
كانت هناك (72) حالة اشتباه بجدري القرود بولاية الخرطوم وبعد الفحوصات المعلمية وجدنا أن هناك حالتين موجبيتين والتي سجلت في شهر سبتمبر المنصرم واحدة لشخص كبير وأخرى لطفل، وحتى الآن لا توجد حالات جديدة ونحن نتابع ونتقصى عن الوضع باستمرار دون انقطاع ولدينا كما تحدثنا في تصريحات سابقة فرق مدربة على اكتشاف جدري القرود في كل من المناطق الحارة ومستشفيات الأمراض الجلدية.
الملاريا وما أدراك ما الملاريا خاصة وأن هناك حالات قاتلة تظهر في فصل الشتاء؟
نعم هناك ازدياد في عدد حالات الإصابة بالملاريا في بعض المحليات ولكن الإشكالية تكمن حالياً في عمال الرش بالمحليات، فالعدد قليل وهناك اعتماد على العمالة المؤقتة ولا يوجد تمويل، فنحن الآن نعتمد على الرش الرذاذي، فالمبيد متوفر والماكينات متوفرة، لكن هناك مشكلة في توفر العربات ووسائل الحركة.
ما هي الاستعدادات والخطط لعدم دخول مرض الإيبولا لولاية الخرطوم؟
لدينا تنسيق مع حكومة دولة جنوب السودان، ونحن تنابع معسكرات اللجوء الخاصة بالجنوبيين المنتشرين بولاية الخرطوم وأن أي حالة مشتبه فيها بأنها إيبولا يتم حجزها كما قمنا بإقرار تفاهمات مع حكومة دولة الجنوب لأجل المتابعة.
هذا يقودني الى أنه فعلاً تم اكتشاف حالات إبيولا مشتبه فيها بتلك المعسكرات؟
نعم تم العثور على حالات مشتبه فيها إلا أن الفحوصات المعملية أثبتت تماماً أنها ليست إيبولا، كما قمنا أيضاً بتدريب بعض منسوبي المعسكرات على طريقة التعامل مع الحالات عموما حتى الآن والحمد لله لاتوجد حالات إيبولا بالبلاد.
صف لنا حال الوضع الصحي بولاية الخرطوم حالياً ومن ناحية عامة؟
هناك ترقب مستمر للأوبئة، ولكن كوضع وبائي نقدر نصفه بأنه مستقر مقارنة بولايات أخرى، لكن هناك مشكلة في الأدوية.
ما زالت أكوام النفايات تتراكم بجميع أحياء ولاية الخرطوم وهي مدعاة لظهور الأمراض؟
أنت تعلم جيداً أن مهمة جمع النفايات ليست من مسؤولية وزارة الصحة ولديها جهة خاصة بها وهو مشروع نظافة ولاية الخرطوم ونحن مراقبين فقط ولكن للحقيقة فإن النفايات هذه مصيبة، ونحن متضررين أيما تضرر من كثافتها ومعناه توالد مزيد من الذباب وظهور الإسهالات.
هل من أمراض ظهرت ببعض أحياء الولاية بسبب النفايات؟
هناك حالات تايفوئيد ظهرت في بعض المحليات فضلاً عن انتشار الذياب فنحن نصرف مبالغ في الحوادث أقسام الطوارئ بسبب النفايات فالمسألة تحتاج الى معالجة طارئة وحل جذري.
ذكرت خلال حديثك بأن هناك مشكلة في الأدوية؟
نعم هناك مشكلة في توفر بعض الأدوية، فالدولة كانت تجمع نسبة 10% من حصائل الصادرات وتخصص للأدوية، ولكن توقفت تلك المحفظة منذ العام 2019 وخلفت الواقع الحالي حتى لجأ المستوردون لشراء الدولار المحرر مما رفع أسعار الأدوية وأن عدداً من أصحاب الشركات المستوردة للأدوية انسحبوا من السوق مما أدى الى فقدان عدد من أصناف الأدوية، وفي هذا الجانب أجرت الوزارة دراسة توصلت الى أن 40% من الدواء المخصص لولاية الخرطوم يأخذه سكان الولايات الأخرى، بجانب التبذير في شراء الأدوية بسبب الخوف من انعدام العقار المعين مما يؤدي الى أن يتجه المريض لشراء حصة 3 أشهر بدلاً عن شراء حصة شهر واحد وهذا الأمر جعل وزارة الصحة بولاية الخرطوم أن تصدر قراراً ألزمت بموجبه أصحاب الصيدليات ببيع الدواء الذي يكفي لشهر واحد لأي مريض يحمل روشتته ولذلك لغلق الباب لشراء أدوية تكفيه لـ3 أشهر، وذلك لترشيد الاستخدام وكان لدينا اجتماع مع جمعية سرطان الدم لوضع حل لمشكلة عدم توفر صنف من علاج سرطان الدم وهناك بوادر حل للمشكلة بدأت تلوح في الأفق.
يا دكتور كلمة أخيرة؟
الصحة الآن لديها نوع ودور في التحكم على الأوبئة ووزارة الصحة ليس لديها أي غرض لإخفاء الحقائق عن أي مرض ونحن أملنا كبير في المواطن الذي بدأ يتفهم بوعي عالٍ ومتقدم ودورنا في مكافحة الأمراض والأوبئة.