تجارة السودان الخارجية بعيون الخبراء

د. عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
نشرت مقالاً أول أمس على هذا العمود، أشرت فيه لأهم شركاء السودان التجاريين في مجال الوارد والصادر، وهم على الترتيب الإمارات العربية المتحدة وجملة التبادل التجاري معها حوالي 3 مليار دولار سنوياً، والصين التي يبلغ التبادل التجاري معها حوالي 1.5 مليار دولار، ومصر التي يبلغ التبادل التجاري معها حوالي مليار دولار، والسعودية التي يبلغ التبادل التجاري معها حوالي 700 مليون دولار، وقلت إنه بحسب شروط معينة يمكن أن ترتقي مصر للمرتبة الأولى في حجم التبادل التجاري مع السودان.
تلقيت تعليقات مهمة من بعض الخبراء ألخصها فيما يلي: الخبير المحاسبي سيف الدين خواجة قال: (أنا كنت المراجع القانوني لشركة أبو العلا التجارية في السبعينيات، كل تجارتها مع مصر كانت حب البطيخ، وكانت تحقق منه أرباحاً مهولة، وبالمقابل كانت تستورد من مصر الدبلان والأقمشة عبر الدولار الحسابي،
لا بد من رفع كفاءة المصارف وضبط سجل الموردين والمصدرين بدرجات من ألف إلى دال مثلاً، حسب رأس المال وكثافة العمل في مجالي الصادر والوارد، على أن يجدد السجل سنوياً منعاً للتلاعب ولسهولة المحاسبة، مع الربط مع البنك المركزي وبنك المراسل الداخلي ووزارة المالية ووزارة التجارة والسجل التجاري. لا بد أن يكون كل الصادر باسم بنك السودان تعزيزاً لاحتياطي العملة الأجنبية، ويحاسب التاجر بالسعر العادل).
البروفسيور علي محجوب عطا المنان أستاذ الاقتصاد بالجامعات السودانية، قال: (أعتقد عند التحليل الاقتصادي لابد من اعتبار معيار آخر هو مدى تأثير ذلك في استفادة المجتمع والقطاع الخاص كمجموع أشخاص من حركة الصادر والوارد وتأثيرها على حياتهم الاقتصادية، بالنسبة لمصر نجد أن مئات آلاف السودانيين يزورون مصر سنوياً ويحملون معهم ملايين الدولارات وبالتالي يحركون قطاعات اقتصادية مصرية في قطاع التجزئة وفي قطاع الملبوسات والأدوات الكهربائية والمواد الخام لكثير من الصناعات، بل وحتى الماكينات الصناعية وإسبيراتها، ينطبق نفس الشيء فى مجال الخدمات والسياحة، سياحة التسوق والسياحة العلاجية ذلك إضافة إلى شراء العقارات والمصاريف الدراسية للدراسة والدارسين، أعتقد أن حساب ذلك يقفز بالتبادل التجاري الحقيقي إلى 3 مليار دولار بالرغم من أن ذلك غير مرصود عبر القنوات الرسمية).
البروفسيور مصطفى عمر نواري أستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة الخرطوم، قال: (أعجبتني ملاحظتك حول إمكانية زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر، ولولا الهجوم الجاهل المكثف على سلع صدرت لمصر لكان الميزان التجاري مع مصر ارتفع وكمان تحسن لصالح السودان، هناك صادرات سودانية غير متاح لها الدخول للسوق الأوربي والأمريكي، ومصر عندها دعم من السوق الأوربي والأمريكي لإدخال سلع معفية من الـVAT وبعض ضرائب جمركية أخرى، وتفتح في شكل كوتات للتجار المصريين، وفي أزمان محددة، بالتالي استفاد المنتج السوداني بتصير سلعة للأسواق العالمية عبر النافذة المصرية، وهذه ترتيبات معقدة لا يدركها رجل الشارع العادي، مثال ذلك الأسواق العالمية التي تشتري طن الصمغ العربي المنقى ومفروز من فرنسا بـ15 ألف دولار لن يشتري الصمغ من السودان حتى لو بـ500 دولار للطن. وفي ناس جربت وفشلت وحرقت مش أصابعها، بل أياديها وأرجلها. هذا يمثل جزءاً من خبايا التجارة العالمية).
تعليق: شكراً للعلماء الأجلاء على هذه الإضافات والمساهمات العلمية الثرة، يبدو من الواضح من خلال هذه التعليقات أننا نحتاج في بلادنا للمتخصصين في مجال التجارة الدولية. والله الموفق.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب