استضاف برنامج (مساء الجمعة) بقناة النيل الأزرق الأساتذة الشعراء تاج السر عباس ومحمد أحمد سوركتي ومحمد آدم كبر في (ونسة شعراء) تحدثوا خلالها عن الشعر الغنائي بين الماضي والحاضر، وقال تاج السر عباس إنه تأثر في بداياته بالشاعر الهرم حسين بازرعة الذي يحول القصة والقصيدة، بداية من (قصتنا) التي تغنى بها الفنان عثمان حسين، وقال إن قصائده (قبل ميعادنا بي ساعتين) و(كتير بتناسى إيديا) وغيرها من الأغنيات امتداد لتلك المدرسة، وقد تأثر الشعراء في فترة سابقة بالأغنيات التي كانت محتشدة بالكلمة الجميلة المعبرة والمنتقاة بعناية، لذلك جاءت أغنيات فترة الغناء الذهبي مكتملة من ناحية الإبداع والجمال وظلت راسخة إلى يومنا هذا، وأشار سوركتي إلى أن ثقافة الشعراء العالية في فترتي الستينيات والسبعينيات ساهمت في تقديم أعمال بديعة تهذب النفس وتشجيعها، وقال إنه كتب أغنية (على قدر الشوق) لمحمد وردي وقام بتلحينها، لكن الفنان يوسف الموصلي أعجب بالقصيدة ووضع لها لحناً، وعندما سمعها وردي تنازل له عنها تشجيعاً للموصلي الذي كان في بداياته وقال إن جيل اليوم يعتمد على مفردة الشارع، لذلك ظهر ضعف الأشعار وفشلت غالبية الأغنيات الجديدة في الرسوخ مقارنة بأغنيات الماضي .
وقال الشاعر الكردفاني إن الأغنية تبدأ عند الشاعر، لذلك تقع عليه مسؤولية كبيرة، لذلك لابد من انتقاء المفردات الجميلة والعميقة لأجل المحافظة على وزن الأغنية السودانية، مشيراً إلى أن أغنيات اليوم رغم كثرتها فإنها لم ترسخ في دواخل الناس لهشاشتها، وعلى منتجي الأغنيات الارتقاء بالذوق العام وليس العكس .
تاج السر عباس وسوركتي.. ونسة شعراء على ضفاف النيل الأزرق
