الخرطوم: اليوم التالي
قال رئيس اتحاد عام أصحاب العمل، سعود التبرير، إن السودان أمام فرصة تاريخية للاستفادة القصوى من الظروف الاقتصادية العالمية الماثلة بسبب تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية بتوظيف موارده الطبيعية وموقعه الجغرافي.
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن السودان له موارد وإمكانات ضخمة لسد فجوة الأمن الغذائي التي أفرزتها تلك الأزمة الأوكرانية الروسية على المحيط العربي والإفريقي والعالمي، وتغطية العجز في إمدادات الغذاء، في سياق الجهود التي بذلها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بزيارته إلى روسيا لترويج وتسويق إمكانات السودان المختلفة، مما جعلت الدول الأوروبية تتسابق تجاه الاستثمار في السودان.
يعتقد الخبير في إدارة الأزمات وفض النزاعات دكتور علي يحيى أن تعديل قانون الاستثمار ومعالجة سلبياته وإزالة تقاطعاته بات مطلباً حيوياً من أجل تهيئة مناخ الاستثمار في السودان وفتح مواعين للتدفقات المالية من رجال الأعمال وتحفيزهم وتشجيعهم لمواكبة المستجدات والُمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية .
ويرى الخبير السياسي بشؤون القرن الإفريقي عبده إدريس أن مسألة الأمن الغذائي واحد من التحديات التي تقف حجر عثرة أمام القطاعين الزراعي والرعوي لغالبية سكان السودان الذين يعملون في هاتين الحرفتين، لأنها في حاجة ماسة للاستقرار، والإنتاج، حتى لا يحتاج المواطنون الى إغاثة من الخارج .
وفي ذات السياق، دعا الخبير السياسي، نائب رئيس حزب الشعب الفيدرالي دكتور زكريا آدم عبدالرسول، إلى أهمية ربط الأمن الغذائي بقضية السلام وعدالة وتوزيع الموارد، وتعزيز الاستنارة وتقديم الدعم الفني وبناء القدرات، وإنزال المناشط في الولايات، لكن الوضع الراهن يعوق عملية تعديل قانون الاستثمار ويحرم السودان من إمكاناته الحقيقية.
وأكد زكريا عبدالرسول أن الدور الواعد لوزارة الزراعة الاتحادية في السودان تحسين الأمن الغذائي والإنتاج تحسين سبل كسب العيش وتعزيز السلام، لتأمين الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء ومحاربة الجوع والفقر، وتحقيق التنمية المستدامة .
وفي ذات الاتجاه قال الخبير الاقتصادي حافظ إسماعيل في وقت سابق إن السودان يحتاج إلى تقوية التعاون والتنسيق والشراكة مع الجهات المختصة لزيادة الفاعلية ومنع التضارب في السياسات وتقليل إهدار الفرص الاستثمارية في ظل أن المنافسة الدولية والإقليمية حول موارد السودان.
وأجمع الخبراء على أن زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو إلى روسيا كانت بمثابة منصة تم من خلالها تسويق موارد السودان المختلفة، مما جعلت الدول الأوروبية تتسابق تجاه السودان لمعالجة نقص الغذاء بسبب أزمة الغذاء العالمية والتغيير المناخي والاحتباس الحراري.
وأجمع المشاركون في حلقة نقاش بعنوان الأمن الغذائي الوضع الراهن والتحديات والفرص وسيناريوهات النمو بالمركز الإفريقي لدراسات الحوكمة والسلام والتحول، أن السودان في حاجة ماسة إلى تعديل التشريعات والقوانين، وإصلاح البنى التحتية ونزاعات الأراضي والسيولة الأمنية في بعض الولايات، وتقوية جمعيات الإنتاج والتعاونيات والاهتمام بترقية وتطوير قدرات العاملين في القطاعين الزراعي والحيواني ، مع وضع اعتبار كاف لدبلوماسية الأمن الغذائي والهندسة المالية كإحدى الطرق المستحدثة لسد فجوات التمويل.
خبراء اقتصاديون: تهيئة الاستثمار في السودان تبدأ بمواءمة القوانين
