عقار وعرمان.. خيط رفيع من الانقسام

تقرير : أمنية مكاوي
عرمان الذي يشغل منصب نائب رئيس الحركة الشعبية يتمتع بذكاء سياسي خارق، كما يصفه مؤيدوه، الذين رأوا أن خطوة بقائه في المجلس المركزي للحرية والتغيير جاءت وفق توازنات سياسية، خاصة بعد أن تم إشراك قادة الحركات المسلحة الموقعة على السلام في السلطة، ووفق المراقبين فإن خطوة الرجل شكلت مردوداً إيجابياً كبيراً ودافعاً نحو تخطي العقبات التي تعتري مسيرة الانتقال في السودان، لما يمتاز به عرمان من حنكة سياسية تناسب تعقيدات المرحلة، لترتفع بذلك أسهم السياسي “المحنك” خاصة بعد انقلاب 25 الذي أطاح بالحكومة الانتقالية، وأبقى فقط على المشاركين فيها عبر بوابة السلام الذين يشغلون مناصب بمجلس السيادة وعدد من الوزارات، ولاقت الخطوة التي قادها ياسر عرمان هوى مجلس الحرية والتغيير، وأصبح عضواً بالمركزي القائد للتحالف، إلا أن تصريحات عضو مجلس السيادة رئيس الحركة مالك عقار حول موقفه من بقاء عرمان في المجلس المركزي أوضحت “بون” واسعاً بين الرجلين. ليثار تساؤل حول إمكانية اتخاذ قرار حاسم من قبل عقار تجاه عرمان؟

ضعف الحركة!

اعتبر المحلل السياسي صلاح الدوامة – في تصريح لـ(اليوم التالي)- أن مالك عقار يعجز عن اتخاذ موقف لأنه يعلم بمكانة ياسر عرمان وقوته، لذلك في حالة اتخاذ أي قرار سيؤدي إلى انشقاق الحركة الشعبية، وهذا سيضعف الحركة أكثر من أنها ضعيفة بسبب انشقاق عبدالعزيز الحلو وضعفت، أيضاً باشتراك عقار في انقلاب رئيس مجلس السيادة، وتابع: الآن موقف ياسر قوي جداً لأنه سيقف بصف الثوار في خط واحد، تصريحات مالك عقار (زيادة وهن على وهن ).

علاقة الحركة بالمركزي !
قال مالك عقار رئيس الحركة الشعبية، برزت أصوات بمشاركة الجبهة الثورية باجتماعات الحرية والتغيير المجلس المركزي، وضح أن الحركة الشعبية جناح مالك عقار، لم توفد أياً من أعضائها للمشاركة في اجتماع المركزي وأي عضو شارك باسم الحركة هو يمثل نفسه وليس الحركة، مؤكداً أن الحركة موقفها وعلاقاتها مع أي تنظيم أو مبادرة يحددها موقف ذاك التنظيم من اتفاق السلام دون تجزيئة وتنفيذ بنودها أهمها الترتيبات الأمنية وعودة النازحين، وأضاف.. أن الحركة مع الحوار السوداني السوداني، وجزء من مبادرة الجبهة الثورية.

نزع شرعية !

ويرى المحلل السياسي د. الفاتح عثمان – في حديثه لـ( اليوم التالي) – أن الحركة الشعبية شمال؛ جناح مالك عقار تحتفظ بوجود رمزي للشماليين اليساريين يمثلهم ياسر عرمان في قيادة الحركة، وقد تبين بوضوح وجود خلاف بين الرجلين في كيفية التعامل مع إطاحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان؛ باتفاقه مع قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، فبينما يرى مالك عقار أن الأولوية للحفاظ على اتفاقية جوبا للسلام يرى ياسر عرمان أن الأولوية للانحياز للقوى الثورية اليسارية لأن ياسر عرمان لا يمتلك نفوذاً شخصياً في النيل الأزرق، ولا جنوب كردفان ولا تمثل اتفاقية جوبا للسلام شيئاً ذا قيمة بالنسبة له، ولن يتضرر من اندلاع الحرب مرة أخرى في النيل الأزرق، بينما يرى مالك عقار أن الأولوية للسلام، وبالتالي الاحتفاظ باتفاقية جوبا للسلام، وهذا يعني التنسيق مع العسكر أو على الأقل عدم التنسيق مع من يقف ضدهم، وأضاف.. إذن خطوة مالك عقار بالإعلان عن عدم وجود ممثل للحركة الشعبية – المجلس المركزي، وأنه لم يرسل وفداً، هي إشارة واضحة لنزع شرعية ياسر عرمان كممثل للحركة الشعبية شمال جناح مالك عقار، وأن أي تصرفات ل ياسر عرمان تظل تصرفات شخصية لا علاقة للحركة الشعبية شمال جناح مالك عقار بها .

بيان مؤسف !
وبعد مضي وقت وجيز من حديث عقار جاءت ردود أعضاء بارزين بالحركة مخالفة، مشيرة إلى أن الحركة جزء من المجلس المركزي وضد الانقلاب ولا تراجع عن ذلك .
وتناولت وسائل التواصل الاجتماعي رسالة منسوبة للرفيق مالك عقار؛ فحواها أن الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تمثيل لها في الحرية والتغيير، وحول هذه الرسالة فإننا نود أن نقول إن الحركة الشعبية لتحرير السودان جزء أصيل من قوى الثورة السودانية، وساهمت في النضال التراكمي الذي قاد إلى ثورة ديسمبر 2018، ونعلن تمسكنا القاطع بكل ما حققته اتفاقية جوبا للسلام وكل ما حققته من مكاسب لشعوب المناطق التى عانت من ويلات الحرب.. ونؤكد على مشاركة تلك المناطق الفاعلة فى ثورة ديسمبر التى وضعت السلام جنداً بارزاً فى أجندتها، واتفاقية السلام مرتبطة عضوياً بتحقيق التحول المدني الديمقراطي، وأضاف البيان.. أن الحركة الشعبية لتحرير السودان من المؤسسين لقوى الحرية والتغيير 2019.
و الحركة الشعبية لتحرير السودان أحد الموقعين على إعلان قاعة الصداقة اغسطس 2021، ولعبت دورًا رئيسيًا في ذلك، وإن الحركة الشعبية لتحرير السودان اتخذت قراراً ضمن فصائل الجبهة الثورية في المؤتمر التداولي في الدمازين مارس 2022 بالاستمرار في عضوية الحرية والتغيير ، معلوم للقاصي والداني منذ وقوع انقلاب 25 أكتوبر 2021 حتى الآن؛ أن الحركة الشعبية لتحرير السودان ممثلة في جميع هيئات الحرية والتغيير ولجانها المتخصصة، ولن يتغير ذلك، وإن الحركة الشعبية لتحرير السودان تظل مع الشارع السودانى المناهض للانقلاب أمس واليوم ولا حياد فى الاختيار بين الجماهير والشارع والانقلاب، والحركة الشعبية سوف تستمر في مقاومة الانقلاب وفي العملية السياسية التي تؤدي إلى سلطة مدنية ديمقراطية وتحافظ على ما تحقق من سلام وتنفيذه واستكماله، وأن البيان المنسوب للرفيق مالك عقار مؤسف؛ ولن يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من قيادات وأعضاء الحركة الشعبية وجماهيرها وأصدقائها، وندعوهم للتعبير عن رأيهم علناً، ولكل حادثة حديث.

محاولة خجولة من عقار :

ويرى المحلل السياسي محمد أحمد علي، أن بيان رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بشأن وجود رفيقه ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية في المجلس المركزي للحرية والتغيير محاولة خجولة من عقار للتنصل من تأثير موقف عرمان المناهض للانقلاب، وأضاف محمد أحمد – أثناء حديثه لـ( اليوم التالي)-: كان من الأجدى أن يكون موقف قائد الحركة الشعبية أكثر وضوحاً وشجاعة و أن يخرج من حالة الضبابية خاصة و أن البيان أتي من باب التلميح والإشارات الضمنية بأن الحركة لا يوجد لها ممثل في المجلس المركزي للحرية والتغيير، وكان من الأفضل أن يسمي البيان أن الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان لا يمثل الحركة حتى يتبين الموقف للرأى العام بشفافية.
ويقول أحمد علي.. إن الشعبية تحاول مواراة الانشقاق المفضوح داخل صفوفها بمثل هذه البيانات.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب