اليوم الخميس انطلاق مهرجان الخرطوم للشعر العربي السادس
على مدار ثلاثة أيام.. الخرطوم تحتفي بالشعر العربي بمشاركة أكثر من (30) شاعرٍ وشاعرة..
اليوم التالي: الخرطوم
ينطلق صباح اليوم الخميس مهرجان الخرطوم للشعر العربي السادس الذي ينظمه بيت الشعر بالخرطوم بقاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بشارع البلدية شرق المحكمة الدستورية، ويشهد اليوم تمام الحادية عشرة صباحاً الحفل الرسمي لافتتاح أعمال دورة المهرجان تسبقه مراسم افتتاح المعارض عند العاشرة صباحاً، أما يوم الجمعة والسبت فتنعقد الأمسيات الشعرية عند السادسة مساءً، ويشتمل المهرجان على أمسيات شعرية وندوات ومعارض للكتب وتوثيقية بمشاركة عشر دور نشر محلية بمشاركة أكثر من ثلاثين شاعرٍ وشاعرة من نجوم الشعر في السودان والوطن العربي، بحضور رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة سعادة عبدالله بن محمد العويس ووفده المرافق، بتشريف وزير الثقافة والإعلام المكلف د. جراهام عبدالقادر
يشارك في المهرجان شعراء من الوطن العربي بينهم: الشاعر الأمير حيدر العبدالله من المملكة العربية السعودية، الشاعرة سمية اليعقوبي من الجمهورية التونسية، الشاعر محمد المتيم من جمهورية مصر العربية، إلى جانب (27) من شعراء السودان يشاركون عبر (3) أمسيات متنوعة ستحفل بروائع القصيد، وتتضمن فعاليات المهرجان بجانب الأمسيات إلى زيارة أسرة الشاعر الكبير محمد سعيد العباسي بمنطقة (أم مرحي الشيخ الطيب) بضاحية شمالي أم درمان في صبيحة ثاني أيام المهرجان، كما ستنعقد ندوة أدبية صباح السبت عند العاشرة صباحاً بقاعة الشارقة تتناول (الهايكو العربي) في أطروحة يقدمها الشاعر حيدر العبدالله ويدير منصة الندوة د. الصديق عمر الصديق، ويختتم المهرجان فعالياته في السادسة مساء بقاعة وزارة التعليم العالي.
يذكر أن الدورة الأولى من المهرجان انطلقت في نهاية العام (2016م) التي شهدت مشاركة عربية ومحلية واسعة، جمعت شعراء الوطن العربي والسودان
واستمر المهرجان في انعقاده السنوي طيلة الأعوام السابقة وتجدر الإشارة إلى أن دورتيه الماضيتين حملتا عنوانين مختلفين، هما: “أيام الخرطوم الشعرية” و”ملتقى النيلين للقصيدة العربية” كفلسفة ورؤية انتهجها القائمون على تنظيمه في نهايات جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، إلى جانب التعريف بالخرطوم لكونها منبع الفعل الثقافي وما تزخر به أرض النيلين من إرث في جانب الشعر والأدب والثقافة.
وظل المهرجان يستضيف شعراء من الوطن العربي والإفريقي، إلى جانب المشاركات المحلية المتنوعة من الولايات والعاصمة الخرطوم، ويأتي انعقاد المهرجان هذا العام في مطلع ديسمبر بدلاً عن انعقاده الثابت في نهايات نوفمبر من كل عام.
****
دراميون سودانيون في (النسر يسترد أجنحته) بتونس
مشاركة السودان بمسرحية (النسر يسترد أجنحته) بداية ديسمبر، في مهرجان قرطاج المسرحي بتونس بعد تأهيله (صناعة العرض المسرحي) عقب رفض (150) مشاركة عالمية، والمسرحية من إخراج وليد الألفي، وتشير المسرحية إلى حال السودان ما قبل وبعد ثورة ديسمبر 2018م، وجاءت من أجل تحريك الساكن الثقافي وكسر حالة الأحباط وعالم النحت.
يعتمد العرض على تشكل حكايات المنحوتات أمام النحات الذي هجر فنه إذ تتبدى حية لتحاور الفنان في الإنسان ومن ثم تعيد استئناسه إليها، بغرض إحياء روح الفنان فيه، وتكتنف ذلك محاولات وحوارات حول قضايا اجتماعية ملحّة.
هذه المسرحية تتكئ على نصوص الكاتب السوداني الراحل منَّ الله الطاهر وبالتحديد من مجموعته القصصية المعنونة بسردية الملح والجسد، وكما ذكر مخرج العرض وليد الألفي أن العرض يدخلنا في حقول فنية منها الرقص والنحت والغناء والموسيقى والسرد والمكياج والأزياء، كلُّ هذه الأشكال الفنية والأدبية تختمر في قوالب درامية تحقق طاقة خلق تخيلية جمالية فكرية تعبر عن الحرية.
***
الروائي حمور زيادة يفوز بالجائزة التقدرية للأدب العربي بباريس
حاز الكاتب السوداني حمور زيادة على الجائزة التقديرية للأدب العربي من معهد العالم العربي بباريس، ومؤسسة جان لوك لاغادير، في دورتها العاشرة للعام ٢٠٢٢ عن رواية “الغرق” المترجمة للفرنسية بواسطة المترجمة مارشيلا روبين، ومن جهتها أعلنت إحدى شركات الإنتاج الفني (one team)؛ عزمها لتحويل الرواية لعمل درامي قريباً، وبدوره خاطب الكاتب حمور زيادة من منصة التكريم بمقر المركز الثقافي العربي في باريس بكلمة قال فيها: “السودان بلاد الحكايات المنسية، أتيت من شعبِ عظيم، لكنه منكوب، عاش شعبنا عقوداً من التقلبات، لم تكتمل له خطوة أرادها، فدائماً ما ينقطع تطوره بحدث ضخم، احتلال، حروب، انقلابات، كوارث طبيعية. وظل يواجه أحزانه دوماً بمحاولات التعايش، وتحويل المآسي إلى سرديات وحكايات تخفف عنه واقعه، أفرزت قسوة الطبيعة وقسوة الواقع طبقات اجتماعية متباينة، تحرس امتيازاتها بالتقاليد والقوانين، كل شيء في بلادنا يدور حول السلطة، السلطة الاجتماعية، حاولت هذه الرواية أن تحكي بعض الأشياء عن السلطة، والعلاقات المعقدة، والتراتبية المجتمعية، حيث ينزل القهر بالنساء والرقيق والغجر، لكنهم يحرسون الهيكل الظالم ويحمونه.
****
بمشاركة أكثر من ١٧٦ دولة
السودان يشارك في اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي بالمغرب
اليوم التالي: الخرطوم
انطلقت صباح الاثنين الموافق ٢٨ نوفمبر فعاليات اجتماعات اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي الدورة (١٧) التي تنظمها اليونسكو، بدولة المغرب بمدينة الرباط، فندق سوفيتيل، بمشاركة الأمين العام للمجلس القومي للتراث الثقافي وترقية اللغات القومية الدكتور أسعد عبد الرحمن عوض الله والأستاذ أحمد إسحق كورينا مدير إدارة التراث بالمجلس، والتي تناقش ملفات ترشيح عناصر التراث الثقافي غير المادي التي ستسجل في قوائم اليونسكو القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وقائمة الصون العاجل، وقائمة الممارسات الجيدة لصون التراث، وطلبات المساعدة الدولية، والإعلان عن تسجيل عناصر التراث في هذه القوائم، بمشاركة أكثر من (١٧٦) دولة من الدول الأعضاء في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام ٢٠٠٣م، و١٠٠٠ مشارك من هذه الدول يمثلون الدول الأعضاء والخبراء ومنظمات المجتمع المدني.
***
المشهد الثقافي.. في مركز راشد دياب
بحضور مدير عام وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية الخرطوم الأستاذ عوض أحمدان، ألقى مركز راشد دياب للفنون بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام والسياحة ولاية الخرطوم وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة الضوء على موضوع “المشهد الثقافي” تحدث فيه كل من الدكتور كمال يوسف والدكتور عبد اللّه شمو، فيما أدار الجلسة الأستاذ السر السيد، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين.
ويرى الأستاذ السر السيد أن السودان بكل تاريخه الطويل والعريض لم يؤسس لمشروع ثقافي جامع، لافتاً إلى غيابه عن المحافل العربية والدولية، ومن جهة طرح السر السيد مجموعة من الأسئلة تتمثل في رؤية الدولة للثقافة، ورؤية المجتمع للثقافة، هذا إلى جانب الرؤية الكلية للمثقف السوداني للثقافة نفسها.
وفي حديثهما حمل كل من الدكتور عبد اللّه شمو والدكتور كمال يوسف الدولة ممثلة في وزارة الثقافة مسئولية التردي الثقافي والإخفاقات الثقافية في السودان، وانتقدا مجمل السياسات الثقافية الممارسة تجاه المنتج الثقافي، وأشارا الى ضعف الإعلام الثقافي وسيطرة وسيادة المشهد السياسي وتغوله على الفعل الثقافي في جميع الوسائط الإعلامية.
ومن جهة انتقد الدكتور عبد اللّه شمو السياسات الثقافية التي تتم بها مشاركات السودان الخارجية والكيفية التي يتم بها اختيار المثقفين، وقال إن جميع المشاركات الثقافية تأتي دعواتها عبر وزارة الخارجية، ولكن اختيار المشاركين يأتي عن طريق العلاقات الشخصية، وأقر الدكتور شمو بتردي وضعية الثقافة في السودان.
ومن جهته يرى الدكتور شمو أن مفهوم الثقافة يتمدد حسب رؤية الإنسان لهذا المفهوم، وبالتالي أن الشعوب تختلف فكرياً وثقافياً فيما بينها، مؤكداً أن هنالك سوء في التخطيط في إدارة العملية الثقافية في السودان.
أما الدكتور كمال يوسف فتعرض في حديثه للجانب الإيجابي في المشهد الثقافي السوداني، مشيراً لما يحدث من حراك ثقافي على صعيد الأدب، لافتاً إلى فوز الروائي السوداني حمور زيادة بالجائزة التقديرية في مهرجان الأدب العربي بباريس عن روايته “الغرق”، وكذلك النجاحات الكبيرة في مجال سينما الشباب وحصولهم على الجوائز في المهرجات العربية، إضافة إلى الحراك الذي حدث في مهرجان السينما الأفريقية الذي تمت فيه عرض مجموعة من الأفلام القصيرة، هذا إلى جانب مهرجان “جدع النار” جنوب منطقة النيل الأزرق، وكشف أنه مهرجان سنوي متصل بزمن الحصاد واعتبره كمال يوسف من المهرجانات الكبيرة التي لا تهتم بها وزارة الثقافة، ويرى في الأثناء أن الثقافة يمكنها أن تعمل على تجسير العلاقات بين المجتمعات والشعوب المختلفة.
***
دار عزة تنعي الشاعر صلاح حاج سعيد
الذي وافته المنية صباح يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2022م، عن عمر تجاوز الـ70 عاماً، وقال نور الهدى مدير دار عزة للنشر: نتقدم بأحر التعازي لأسرة الأستاذ صلاح، وأصدقائه وزملائه ورفاق دربه ومحبي فنِّه وعارفي فضله كما نعزي فيه كل شعب السودان.. لقد أثرى وجدان أجيال من السودانيين بالكلمة المختلفة ذات العذوبة والرقة والبساطة الأنيقة.. لقد أضاف إلى ذاكرة الطرب ومكتبة الفن أجمل النصوص التي تغنى بها كبار المطربين، بدأ مشواره مع البلابل في “نوَّر بيتنا” وآمن بمشروع مصطفى سيد أحمد وبتفرده فقدماً معاً أجمل الأغنيات “المسافة، الشجن الأليم، الحزن النبيل، عينيك مدن، الرسالة الحلوة، صفوة محاسنك، قمر الزمان…” كما تغنى بكلماته مبدعون كبار مثل الطيب عبدالله في “لقيتو واقف منتظر” ومحمد الأمين في “نرجسة” ومحمد ميرغني “ما قلنا ليك، لو كان عصيت..
نسأل الله أن يتقبل عبده صلاح حاج سعيد وأن يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه.
***
في سبتية مركز العز بن عبد السلام الثقافي.. الأنساب قضية اجتماعية لا إثنية
قدم البروفيسور عزالدين عمر موسى في سبتية العز بن عبدالسلام الثقافي للدراسات العربية الإسلامية الأفريقية بشمبات محاضرة عن أنساب العرب بعنوان: (أنساب العرب بين الأسطورة والواقع)، وذلك للحديث عن أنساب العرب عبر التاريخ وأشهر النسابين، وقد أثارت المحاضرة جدلاً كبيراً بين الحاضرين خاصة فيما يتعلق بالسودانيين وعلاقتهم بالعرب.
استهل البروف حديثه مستشهداً بالحديث الشريف القائل: (تعلموا من أنسابكم ما تصلوا أرحامكم)، وأن العلماء اختلفوا في وجوب ذلك وقال البروف إنه كان في شك كبير في الأنساب الإثنية، وازداد هذا الشك عندما درس النقوش الحميرية مع الدكتور محمود الغول، وعندما حقق معه كتاب “نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب”، وعندما درّس هجرات القبائل العربية في آسيا وأفريقيا لمدة خمس سنوات في جامعة الملك سعود بالرياض، وقدّم فيه محاضرة أولية في قسم اللغة العربية جامعة الملك سعود، ثم في مجلس الشيخ حمد الجاسر.
وقال إن النسّابة العرب ذكروا الاختلاف في الأنساب، ولم يفسروه، ولم يعللوه، ولا سعوا إلى تأويله.
***
بعد آخر
عرس ثقافي مهرجان الشعر العربي بالخرطوم
محمد إسماعيل
يحرص بيت الشعر على الحراك الثقافي ها هو يقيم مهرجانه السادس يأتي تتويجاً لإنجازات البيت ويعد التظاهرة الأدبية والثقافية الأكبر في خريطة مهرجانات الشعر العربي في السودان، وظل المهرجان يستضيف شعراء من الوطن العربي إلى جانب المشاركات المحلية المتنوعة من الولايات والخرطوم.
الشعر هو خلاصة التجارب الإنسانية، وهو مصدر المعارف الإنسانية، ووعاء ثقافي لا غنى عنه، لهذا أطلق عليه العرب لقب ديوان العرب، أي أنهم جعلوا الشعر وعاء لتجاربهم، وحكمهم، وعلومهم، ومعارفهم، وثقافتهم
لعب الشعر دوراً بارزاً في عملية حفظ اللغة وإثرائها، وهو الوسيلة التي يتم من خلالها تنمية الملكة البلاغية، وتفصيح اللسان، وبشكلٍ عام اتفق العلماء والأدباء في العصور القديمة والحديثة على أنَّ لغة الشعر تختلف عن لغة النثر، لأن الشعر يحتوي على اللفظ الجزل، والقول الفصل، والكلام البيِّن، كما يحتوي على التمثيل الجيد، والاستعارات، والإشارات، حين نتحدث عن الشعر، فإنّنا نقف على ضفّة الحكمة وبلاغة القول وجزالة العبارة، لما يكتنزه من معارف وحقائق وأخيلة، وهو يرصد الحياة بكلّ جوانبها، ويواكب المتغيرات، ويدعو إلى القيم الإنسانية والتعاون والإخاء والتآزر، ويزرع الابتسامة في فم الحزن، ويوحد الناس ويلمّ الشتات، ويضيء الدروب باتجاه آفاف إنسانية رحبة، وهو عالمي وفلسفي أكثر من التاريخ.
وكل قصيدة ممهورة بعبق الإنسانية هى قصيدة خالدة، الشعر فن إنساني راقٍ، يعبر المرء من خلاله عن عواطفه وأفكاره ومشاعره وتجاربه وخبراته في الحياة، وبذلك يلبي حاجة إنسانية، فما بداهة الشعر وما صلته الحميمة بحياة الناس أو بحياة صاحبه من البساطة، إلا حين تدع نفسك تنساب مع تيار المشاعر الذي يتدفق حين تبدأ القصيدة، ولكن، ليس أبسط مما يدور في أذهان معظم الناس، فالشعر شأنه شأن أية خبرة إنسانية عادية، يبدو بسيطاً في ظاهره، رغم أنه متأصل في أعمق أعماق ما تصل اليه المشاعر بعمليات الترابط والتداعي، تجمع بينها جمالية التجربة.
برأينا أن الحياة حين تفتقر إلى الشعر تصبح أقل جدارة بأن تعاش، فهو نشاط إنساني طبيعي وحالة من الوعي، فهنيئاً للبيت الشعر في الخرطوم على مثابرتهم وجهودهم المتواصلة من أجل إعلاء كلمة الشعر، أعتقد أن الاهتمام بالشعر والشعراء ولا سيما في هذا العصر الذي اكتسحته الوسائط التكنولوجية وتراجعت فيه الكثير من القيم الإنسانية هو مراهنة قوية من بيت الشعر على أن الشعر يبقى الجذوة التي لا يمكن أن تنطفئ والبريق الذي لا يخبو والمفتاح إلى الحضارة الى إنسانية الإنسان.
