عزف.. كفر ووتر.. (فرفور).. الفنان الذي طرد المواهب وأمسك بتلابيب الغناء..

اليوم التالي: علي الطاهر
جمال مصطفى حسن أحمد – هذا الاسم قد لا يلفت انتباه الكثيرين، ولكن عندما تقول “فرفور” الكل يعرفه لأنه لقب شهير، وواحد من نجوم الفن أهدى مكتبة الغناء السودانية مجموعة من الأعمال المتميزة التي وجدت حظها من النجاح والشهرة.. ولم يكتفِ جمال فرفور بموهبة الغناء فقط، فقد جمع في طرفه عدداً من المواهب الفذة منها العزف، وكرة القدم، ولكن بمرور الزمن تخلى عنهما وأمسك بتلابيب الغناء..
*عازف ماهر ..
لم تكن بداية جمال مصطفى بالغناء كما يتوقع ذلك الكثيرون فقد بدأ عازفاً لآلة الإيقاع إذ كان يغني في ذلك الوقت أحد العازفين بفرقته الموسيقية وهو الحاج كومي وكان ذلك في حي “الصبابي” بحري الذي ولد ونشأ فيه، ولأن أهل حي الصبابي يعشقون الفن والغناء أحب جمال عالم الفن بعد أن استمع للفنان المرحوم ميرغني جعفر والذي كان يتغنى بأغنيات الحقيبة في الحفلات الخاصة، إضافة إلى استماعه لأغنيات أيوب فارس الذي كان يزور حي الصبابي كثيراً، إلا أنه تأثر بالفنان عبد العزيز أبو داوود الذي كان يغني في الحي العريق بفرقة موسيقية متكاملة.
*موهبة كرة القدم..
حاول جمال مع أصدقائه تقليد شكل أداء الفنان ميرغني جعفر وأيوب فارس، وقبل ذلك كان جمال موهبة فذة في كرة القدم كان لاعب كرة قدم فنان حيث دافع عن ألوان فريق الحي الصبابي، وفي الرحلات التي كان يقيمها الفريق يطلب من كل واحد أن يقدم شيئاً، فطلب من جمال أن يغني فاستجاب لإلحاح أصدقائه وغنى بإحدى أغنيات الحقيبة (يا نسيم الروض) رغم أنه كان في طفولته أنه خجولاً وقليل الكلام وانطوائي ولم يتخيل في يوم من الأيام أن يصبح فناناً ويستطيع مواجهة الجمهور، ولكن لعب كرة القدم ومواصلة الغناء مع أصدقائه في جلساتهم الخاصة وفي الرحلات الترفيهية مع فريق حي الصبابي ساهمت في تكوين شخصيته وطردت الخجل..
*اعتراض من والده..
لم يكن طريق الفن معبداً سالكاً أمام “فرفور” لأن والده غير راضٍ واعترض على فكرة الغناء وطالبه الاهتمام والتفرغ التام للدراسة وعدم بذل أي جهد نسبة للحالة الصحية التي كان يعاني منها حيث اتهم وهو طفل بمرض الفشل الكلوي ورقد طريح الفراش بمستشفى سوبا لفترة من الزمن، إلا أن والدته الحاجة فتحية كانت داعمة لجمال وتقف معه وهي تخفي عن والده غناء فرفور في الحفلات حيث كان يأتي إلى البيت متسللاً حتى لا يعلم والده بالأمر فيمنعه من الغناء، لكنه تفاجأ بمعرفة والده للحقيقة بعد أن صارحه وطلب منه الاهتمام بدراسته وإكمال تعليمه حتى الجامعة، وفاة والد جمال كان لها أثر كبير عليه، وطلب منه شقيقه الأكبر أسامة التوقف عن الغناء تماماً ومواصلة دراسته، إلا أن جمال استطاع أن يقنعه بأنه سيواصل الدراسة وفي ذات الوقت مواصلة الغناء، ونجح جمال في الوصول إلى تحقيق حلم أسرته بالتخرج من الجامعة بدراسته للقانون، ثم العمل بالنيابة..
*لاعب عنيف
على عكس شخصية وطريقة تعامل جمال فرفور كان لاعب كرة قدم عنيف جداً حتى أنه نال ثلاثة كروت حمراء في أربع مباريات، إذ لعب في البداية لفريق الوحدة أحد فرق رابطة الناشئين حي الصبابي، ثم انتقل للعب في فريق الاتحاد البحراوي، ثم انتقل ليلعب ضمن صفوف فريق الصبابي الذي لعب له أربعة مواسم انتقل بعدها لفريق الأمير البحراوي والذي زامل فيه نجم المريخ والهلال السابق – هيثم مصطفى – وقائد الهلال السابق – حمد كمال- قبل أن يعود مجدداً لنادي الصبابي ويسهم مع بقية أعضاء الفريق في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، وبعد اعتزاله لعب كرة القدم لم يبتعد فرفور كثيراً عن نادي الصبابي إذ ظل به إدارياً حتى صار رئيساً للنادي، ولم تنقطع علاقته بالعديد من اللاعبين في فريقي القمة الهلال والمريخ، وظل ويشاركهم في مناسباتهم الخاصة.
*لقب فرفور..
دائماً ما يتساءل عشاق الفنان جمال مصطفى عن سر لقب (فرفور)، ويعتقد البعض أن له علاقة بالفن أو هو اسم لجده، إلا أن الحقيقة تعود لأحد المدربين الذين أشرفوا على تدريب جمال في كرة القدم، وهو المدرب المرحوم سليمان فارس والذي أطلق عليه لقب فرفور للحركة الدائمة في الملعب إضافة إلى لعبه الخشن، وكان جمال يتميز بتسديداته القوية..
*لو بتقدر..
بعد أن اختار فرفور الدخول في عالم الغناء مودعاً دنيا المحاماة تعاون مع عدد من الشعراء والملحنين في بدايته الفنية إلا أنه اهتم كثيراً بالغناء الشعبي وأغنيات الحقيبة، والتي تميز فيها بأدائه لها دون أن يضيف عليها أي شيء وقد نجح في ذلك ونال شهرة واسعة، أولى الأغنيات الخاصة للملك جمال كما يحب لعشاقه نداءه نظمت كلماتها الشاعرة سعادة عبد الرحمن ووضع لها الألحان الملحن مرزوق محمود وهي أغنية (لو بتقدر) بعد أن استطاع مرزوق أن يجمع بين سعادة وجمال الذي استمع للنص في أحد المنتديات الثقافية وأعجب منه فما كان من مرزوق إلا أن يضع ألحاناً تتناسب مع جمال والنص الشعري فأبدع فيها وحملت الأغنية اسم أحد البومات فرفور الغنائية، بعدها انطلقت مسيرة جمال الغنائية مقدماً العديد من الأغنيات والألبومات الغنائية مثل (اسألوه، و يا حب، عنان، أنت حياتي، المشكلة) وغيرها من الألبومات، إضافة لمشاركته بالغناء في ألبوم (زمني الخائن) مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز والذي تجمعه به صلة رحم، كما تعاون مع العديد من الشعر مثل الراحل حسن الزبير في أغنية (إيه الشذى) وهي من ألحان الماحي سليمان، قبل أن يكون ثنائية خاصة مع رئيس جمهورية الحب الشاعر إسحق الحلنقي وقدما العديد من الأغنيات مثل (صفق العنب، المشكلة)، وتغنى بأغنية (عمايل الريدة) للشاعر التجاني حاج موسى ومن ألحان حمدان أزرق، كما تعاون مع الشاعر د. علي كوباني.
وشكل جمال إضافة حقيقية ضمن برنامج أغاني وأغاني الذي تبثه قناة النيل الأزرق في شهر رمضان من كل عام منذ الحلقات الأولى للبرنامج، قبل أن يصبح أحد الفنانين الأساسيين في برنامج “يلا نغني” الذي تعرضه قناة الهلال التي تحول اسمها للبلد، لا زال يواصل مشواره الفني..