بطراز جديد.. “القطية”.. المبنى الشعبي ينتشر في الحدائق السياحية

اليوم التالي: الخرطوم
باتت “القطية” المبنى الشعبي البسيط والمعروف في السودان مطلوبة في الحدائق والمنتجعات السياحية، وبدأت تجد هناك اهتماماً أكثر من تلك المباني التي تعتمد المواد الثابتة (الأسمنت والطوب)، ولم يجد البناء التقليدي (المخروطي) والمعروف عند السودانيين خاصة في المناطق الريفية بداً سوى لملمة (القش) والذهاب في رحلة عكسية من الحوش الكبير في الريف إلى الحدائق العامة في المدينة والتي تحتل مواقع استراتيجية داخلها..
وتحول البناء القديم إلى تحف جمالية داخل الحدائق والمنتجعات السياحية لجذب المزيد من الرواد والزبائن الذين يجدون.. ويقول عمر على (منسق حدائق): ليس القطاطي وحدها التي أصبحت تجذب مرتادي الحدائق والمنتجعات، وإنما كل الأشياء التقليدية القديمة مثل الراكوبة ومباني البروش والحصير والشمل، كل هذه الأشياء أصبحت مطلوبة في الحدائق، بل يعتمد عليها في كسر الروتين وتجديد طبيعة الأماكن بدلاً عن المباني الحديثة التي تحاصر المدن وغابات الأسمنت والسيخ التي ارتفعت فوق هامة المدن وانتشرت في الأحياء الشعبية والحديثة من حيث الطراز والنوعية لذلك استخدم المستثمرون في هذا المجال المباني التقليدية مثل القطية والراكوبة لنقل الرواد إلى القرية والريف وعكس جمال المباني السودانية ذات الطراز القديم وربطها بالحديث، وهذا ما جعل الجميع يبتكرون الكثير من الوسائل لإعادة بناء وهيكلة هذه التراثيات بطريقة تعجب الجيل الجديد وفي نفس اللحظة تعيد الذكريات للأجيال القديمة وهذا بدوره يرفع من نسبة الإقبال على الحدائق والمنافذ السياحية..
وقد تختلف منافذ الترويح وفقاً لموقعها داخل المدينة ولكنهم جميعاً يعتمدون على التراث والتقاليد في إنشائها حيث يستخدمون مباني القش (القطاطي، الرواكيب) بالإضافة إلى المجسمات الأخرى المرتبطة بالتراث والشعبيات التي يميل إليها الشعب السوداني بغريزته، ولكن “القطاطي” وجدت حظها أكثر من التراثيات الأخرى كما وجدت القبول عند الناس لأن الغالبية من سكان المدن يعود أصلهم إلى الريف، ولم تستطع الهجرة والمدينة أن تمسح الصورة من داخلهم، وهذا الوتر ضرب عليه المستثمرون وعزفوا عليه كثيراً حتى باتت كل الحدائق على شكل واحد..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب