اعتصام لـ”العاملين” بوزارة الزراعة بالنيل الأبيض.. الموسم في كف عفريت!

كوستي _ إبراهيم عبد الرازق
دخل اعتصام العاملين بوزارة الزراعة بولاية النيل الأبيض يومه الثالث، وغادر الوالي ووزير المالية إلى العاصمة في محاولة لحل الأزمة، بعد أن نظم العاملون أمس الأول مسيرة مطلبية انطلقت من مباني الولاية نحو ميدان الحرية بوسط مدينة كوستي؛ للمطالبة بمستحقات مالية تعود للعام 2021م وأخرى تخص بيئة العمل، وجاءت المسيرة والوقفة بعد اجتماع للعاملين خاطبه متحدثون بإدارة الإنتاج والموارد الاقتصادية، بينوا خلالها اضطرار هم للاعتصام، بعد تجاهل الولاية والمركز لمطالبهم قرابة العامين، وكان العاملون قد نظموا اعتصاماً في السابع والعشرين من يوليو الفائت للمطالبة بتنفيذ ذات المستحقات.
خطوات التصعيد :
وقال عضو لجنة العاملين بإدارة الإنتاج والموارد الاقتصادية الأمين أحمد محمد لـ(اليوم التالي).. إنهم بعثوا بخطابين للوالي ووزير المالية؛ لكنهم لم يجدوا رداً مقنعاً أو واقعياً، وتابع.. “حيال الموقف دعونا إلى اجتماع خرج بمسيرة ووقفة احتجاجية ثم اعتصام وعصيان شامل من العاملين، باستثناء القطاع الحيواني والزراعي، لالتزامها مع بعض المنظمات مثل ( الفاو _ وإيفاد).
مشيراً إلى لجوئهم لاعتصام للمرة الثانية بمباني الولاية بغية تنفيذ عدد من المطالب، وزاد.. تقديراً للظرف الذي تمر به البلاد أرجأنا المطالبة بمتعلقات العمل مثل السكن والعربات، بجانب الاستراحات والأدوات المكتبية، وركزنا أولاً على حق العاملين والمتمثل في متأخرات وعلاوات وبديل نقدي، بجانب بدل اللبس والوجبة والعلاوة الاجتماعية. وبعض هذه المستحقات لم يصرف منذ أربعة أشهر ، والآخر لم يدرج في الهيكل الراتبي للعاملين.
وبحسب الأمين؛ فإن العاملين يعيشون ظروفاً صعبة جعلت الاستمرار في العمل أمراً مستحيلاً في ظل تأخير المستحقات وزيادة الأسعار المستمرة، وزاد.. إن دليل ذلك نسبة التجاوب مع الدعوات للمشاركة في الاعتصام والتي بلغت نسبة مائة بالمائة في جميع فروع الإدارات بالوزارة، مع مشاركة وتضامن ممثلي وزارة المالية بالزراعة من محاسبين وإداريين ، بجانب المواطنين الذين أمنوا على حقوق العاملين، وعبروا عن ذلك بمشاركتهم في الوقفة الاحتجاجية بميدان الحرية أمس الأول.

توقيت محرج !
من جهته وصف المدير العام لوزارة الزراعة م/ الصادق محمد عثمان توقيت الاعتصام بالمرج، وقال في إفاداته لـ(اليوم التالي).. إن الأزمة ليست جديدة، ويمكن تلخيصها في المطالبة بتطبيق الهيكل الراتبي الجديد 2020م، ومضى الصادق بالقول: العاملون يشعرون بالظلم إثر تطبيق الهيكل على بعض الولايات دون الأخرى، ما قادهم إلى الإضراب، وتابع.. “لكنه جاء في توقيت حرج وفي عز الموسم الزراعي بالولاية، وكذلك موسم حركة الثروة الحيوانية نحو الشمال”، مشيراً إلى أن الخطوة سترفع مستوى تهديد الإنتاج بشكل عام، واستطرد عثمان بالقول: “من جانبنا عقدنا اجتماعات مع العاملين، وغادر كل من وزير المالية والوالي إلى العاصمة لبحث الحل”، وأضاف.. علمنا أن الحكومة المركزية بصدد ترتيبات لحل أزمة الهيكل الراتبي في عموم ولايات البلاد، والكرة الآن في ملعب المركز.

الموقف في الحقول :
وحول إسقاطات الاعتصام على الموسم الزراعي؛ قال عضو لجنة العاملين، الأمين محمد، إن الموسم الزراعي أصلاً مهدد بالفشل، بيد أنه أقر بأن الاعتصام سيزيد من مهددات الموسم، واستطرد بالقول: “أزمات الوقود، والتقاوي، والأسمدة، تمثل مهددات للموسم”، يضاف إليها غياب المرشدين الزراعيين بسبب الاعتصام، بالتالي لن تكون هنالك متابعة لتوفير الوعي الإرشادي للزراعيين، كذلك تشهد هذه المرحلة من فصل الخريف موسم تحرك المواشي من جنوب الولاية إلى الشمال، في وقت لم توفر الوزارة جرعة التطعيم السنوية الخاصة بتلكم المواشي حتى الآن، ما يمثل تهديداً آخر للثروة الحيوانية ذات العدد المقدر بالولاية، بجانب إمكانية نقل المواشي المهاجرة شمالاً الأمراض للإنسان أيضاً، الأمر الذي ينعكس سلباً على الإنتاج.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب