أبو بكر.. الشاب الكيني.. آيقونة المونديال

نهى محمد الأمين أحمد
nuha25@yahoo.com
ذلك الشاب الصغير أبو بكر الكيني القادم من أفريقيا، الذي نجح بمشقة في إيجاد فرصة للعمل في دولة قطر التي تستضيف هذة الجولة من كأس العالم (المونديال)، لا شك لدي أن الفتى قد فرح بهذه الوظيفة التي ستحقق له عائداً مادياً يعينه على مجابهة احتياجات الحياة، وربما يكون له أسرة يعولها، أو إخوان يعتمدون عليه في إكمال تعليمهم، ولا شك لدي أيضاً أن أبا بكر لم يتخيل ولا في أجمل أحلامه، أن هذه الوظيفة الصغيرة والتي وصفها الكثيرون بأنها مملة ستكون ربما المحطة الرئيسة في حياته، وأنه سينال هذه الشهرة التي ضربت الآفاق، وبين يوم وليلة أصبح أبو بكر (عالمياً).
فأبو بكر الذي كانت وظيفته أن يلبس كفاً كبيراً في يده يشير به على اتجاه المترو ويظل يردد لمدة ثماني أو تسع ساعات يومياً (Metro this way)، مرشداً جماهير كأس العالم التي حطت رحالها بالدوحة من كل فج وصوب إلى اتجاه المترو،
حاول أبو بكر أن يكسر الملل، والروتين، فأخذ يتفنن في قول هذه الكلمات الثلاث بالإنجليزية، يلحنها مرة وينطقها بطرق مختلفة مرة، ولفتت طريقته الجميلة انتباه الجمهور العريض.
أصبح الشاب الأفريقي أبو بكر آيقونة كأس العالم، انهالت عليه الهدايا، ضمته صور توثيقية مع مشاهير العالم في شتى المجالات، تغير من حاله من حال إلى حال!!
سبحانك يا الله، وقولك الحق، يكفي أن تقول لأي أمرٍ (كن، فيكون)
عندما شاهدت في الإعلام أبا بكر وكرسيه العالي، والكف، فكرت، لماذا لم يعلقوا هذا الكف الكبير على سلم مثلاً، ويستخدمون صوتاً إلكترونيا يقول هذه الجملة (Metro this way) عبر المايكروفونات، بدلاً من أن يقضي إنسان بلحم ودم هذه المدة الطويلة جالساً نفس الجلسة ومردداً نفس العبارة ذات الكلمات الثلاث.
تيقنت أن هذا هو التدبير الإلهي، وعندما يسوق لك الله الرزق، فإنه يجعل الأسباب يضع التدابير، ويسخر لك عباده، ليفيض عليك من خزائنه التي لا تنضب.
جميعنا سعدنا لأبي بكر الشاب المكافح، أبهجتنا قصته الجميلة، ونتمنى أن تكون له مسيرة عملية موفقة ومليئة بالحظ السعيد والنجاح.
وازددنا يقينا أن الرزق مقدر ومكتوب ورزقنا في هذه الدنيا سنستوفيه بدون أدنى ريب أو شك.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب