المشهد الثقافي صفحة اسبوعية اعداد: محمد اسماعيل

دار أجنحة للنشر تدشن ديوان الشاعر بحر الدين عبدالله ( مشغول بأحزان الأرض)
أقامت دار أجنحة للنشر حفل تدشين بقاعة الشارقة بجامعة للديوان الشاعر بحر الدين عبدالله ( مشغول بأحزان الأرض) بمشاركة لفيف من الأدباء والشعراء بجانب حضور العمل الأعلامى والثقافى ، وخلال كلمة الافتتاح تحدث الدكتور الصديق عمر الصديق مشيرا الى أن الشاعر يقترب كثيرا من تجربة الشاعر محمد مفتاح الفيتورى فى المساءلة الافريقية ،وأشار الى أهمية الأمكنة فى شعره ، الدكتور معنى النور قال فى كلمته : ثم خرج هذا الديوان الأخير( مشغول بأحزان الأرض) إلى رحابٍ أوسع إلى القيم الإنسانية الكبرى، ويظهر هذا الأمر من العنوان الذي اختاره الشاعر لديوانه هذا إذ حطّم هذا الديوان كافة الحدود الفاصلة بين هذه القيم الإنسانية المشتركة وتبنَّى هموم الإنسان حيثما كان والتحديات التي تواجه الإنسان في القرن الواحد والعشرين ويتناولُ عدداً من الموضوعات المتَّصلة بحياة الإنسان في مختلف البقاع؛ لذا كان المكانُ حاضراً بصورةٍ طاغية من خلال التَّطواف في المدنِ العالمية المختلِفة والسفر في فضاءاتِ الكون الفسيح فاحتشد الديوان بالمكان، ويلاحظُ ذلك في العناوين التي اختارها لقصائده، نحو: متشجان، باكو، كييف، أديس أبابا، بيروت، نيويورك، باكو، متشجان، جدة، النيل الأزرق وغيرها. وتعكسُ لنا هذه العناوين بحر الدين الدبلوماسي المتميِّز الذي طافَ بأقطار العالم وحواضرِه ودوماً إذا أكثر الشاعرُ من ذكر الأماكن هذا يعني أنه منشغلٌ بالشعوب في تلك الأماكن وقضاياها،مضيفا: مهما يكن من أمر فقد جاء الديون في مائة وسبع وستين صفحةً( 167) اشتملت على ثلاث وعشرين قصيدة( 23).
من حيث الشكل فقد جاءت معظم قصائد هذا الديون من وزن التفغيلة الأوّل وهناك حوالي ثماني قصائد أو تسع جاءت قصيدة نثر، نحو( مهاجرون في الأرض، حرية، راديسون بلو، الحفيد وغيرها….)ومن أهمّ هذه القصائد النثرية قصيدته( مهاجرون إلى الأرض)؛إذ تناول فيها التكنولوجيا الحديثة ومشكلاتها وكيف أنّ التكنولوجيا والوسائط والتطبيقات التي أثرت على القيم الإنسانية ووأضاعت الوقت وأن هذه الأسافير غيرت جوهرَ حياةِ الإنسان،
***

 

 

 

تمديد فترة التقديم لمسابقة ليلة الأغنية الوطنية
عقد وزير الثقافة والإعلام دكتور جراهام عبدالقادر اجتماعاً موسعاً مع لجنة مهرجان مسابقة ليلة الأغنية الوطنية، بحضور وكيل الوزارة ورئيس اتحاد المهن الموسيقية والفنية وأعضاء اللجنة من شعراء وفنانين وملحنين.
وناقشت اللجنة كيفية إقامة المهرجان ووضع الأسس والضوابط لليالي الأغنية الوطنية مع وضع العديد من المقترحات.
وأكد جراهام أن مسابقة الأغنية الوطنية تعتبر حافزاً للشباب، معتبراً الأغنية الوطنية لها مكانتها الخاصة في السودان، وقال إن الرواد الأوائل من أهل الفن وضعوا اللبنة الأولى للأغنية الوطنية.
***

 

 

 

ختام مهرجان الخرطوم للشعر العربي السادس
اليوم التالي: محمد إسماعيل
بزيارة لمقر البيت الشعر الخرطوم انطلقت فعاليات ثالث الأيام حيث سجَّل سعادة عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة والوفد المرافق له، وضيوف البلاد من الشعراء زيارة للبيت والتقطوا صوراً تذكارية تحرك الوفد بعدها لقاعة الشارقة أطروحة لحيدر العبدالله، وتفاعل نقدي في القاعة الكبرى، حيث قدم الشاعر السعودي حيدر العبدلله محاضرة عن كتابه المنشور حديثاً (مهاكاة ذو الرمة_ أطروحة الهايكو العربي) والذي يراه أطروحة نظرية وتطبيقية، تقترح مجموعة من القناطر والجسور بين الشعرية العربية ونظيرتها اليابانية، وبين قديم الشعرية العربية وجديدها، وبين التصوف الإسلامي.
الدكتور الصديق عمر الصديق أدار المنصة مثنياً على حيدر وجهده ومتحدثاً عن ذي الرمة واهتمامه بشعر الطبيعة، ويرى الصديق أن الأمر لا يكتمل دون إتاحة الفرصة للمداخلات النقدية، وأولى المداخلات كانت من عماد محمد بابكر الذي شكر حيدر على هذا المجهود الكبير وعلى التفاتة المثقف والأديب في اهتمامه بثقافات الدول التي يزور، وتوقف عماد عند بعض النقاط المنهجية وعلق على عدم إيراد أسماء سودانية، وأن صلاح أحمد إبراهيم كتب الهايكو في ستينيات القرن الماضي، صلاح القويضي تحدث عن ثراء الكتاب، وعن الشعر البالغ القصر وما فيه من تكثيف، أما عادل سعد فناقش فكرة قصيدة النثر والهايكو واصفاً قصيدة النثر بالقصيدة المتفلتة، الدكتور كامل وافي سأل عن حاجة الشعرية العربية للهايكو؟ وعن ثقافة المتلقي، أما خاتمة المداخلات النقدية فكانت من الدكتور معني النور والذي توقف عند الطبيعة في الشعر العربي وشعر ذي الرمة بشكل أدق.. الدكتور الصديق أعاد الحديث لحيدر العبدالله للتعليق على المداخلات والرد على الأسئلة، وفي ختام الندوة قدمت قراءات شعرية لعدد من شعراء بيت الشعر الخرطوم.

أمسية ختامية شجية:
في قاعة التعليم العالي تقاطرت القلوب لخاتمة فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الخرطوم للشعر العربي، الأمسية شرفها رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة سعادة عبدالله العويس، مقدم الأمسية الشاعر عبدالرحمن الفاتح، وبعد تحية الحضور قدَّم الشاعر أبوعاقلة إدريس فتنقل بين مدن المكان مطوفاً بالعديد من المدن السودانية وبين الزمان في تواريخ متعددة مستلباً الجمهور ومنتزعاً التصفيق. زكريا مصطفى كان ثاني الصادحين ومما قرأ منذورٌ لليل
ومخزونٌ في ذاكرة الأيام الصعبة
أتفرَّس
عمري
كيف تجعدَ في مرآة الأحلام العذبة
أتأبطُ

الشاعر المصري محمد المتيم اعتلى المنبر مهدياً قصيدة لروح صديقه مؤمن عصام وللغائب عن المهرجان محمد المؤيد المجذوب
“مؤمنٌ مؤمنٌ بالذي ليسَ يأتي
ويُؤوي بغُرفَتِهِ ثوراتٍ ومُعتَقَلينَ
صناديقَ حلوى لكلِّ الذين ابتُلوا بالمرارةِ
أوسِمَةً في الضياعِ الشهيِّ
فناجينَ خاويةً
ودموعاً مؤجلةً
ورؤى لا يروقُ تسرُّبُها وجهةَ النظرِ السُلطويّةْ!
يتسَلَّلُ من بيننا كافراً بالذي قيلَ عن زمنٍ يابسٍ
والذي قيلَ عن بلدٍ يائسٍ
ويُغَلِّقُ بالليلِ أزرارَ معطَفِهِ في مَهَبِّ الضجرْ
أسوَدٌ ليلُنا أسوَدٌ
والصباحاتُ قاصيةٌ
فمتى يا صديقي سَيَطلُعُ فينا قمرْ
ومتى يا صديقي
سَتُفْلِتُ أعشاشُنا من كمينِ القدَرْ؟!
المتيم سكت برهةً قبل أن يهدي قصيدة لمحمد عيد سادن بيت الشعر الخرطوم
لمَا أحس فيه من إخبات المتصوف والسعي في خدمة الضيوف مخمساً سينية الحلاج، فسالت الدموع لحرارة العاطفة ولطف الالتفات. ثم قرأت وداد عثمان الشاعر المتغربة عن الوطن، وبدا شوقها للمنبر للجمهور واضحاً فقرأت قصائد فصيحة، ونصاً ترواح بين عامي الشعر السوداني وفصيحه، أعقبها الشاعر أحمد عماد، فقرأ ما نال الإشادة ومما قرأ، أعقبه من مدينة الأبيض (عروس الرمال) الشاعر محمد آدم ناثراً المحبة في الأرجاء، وعلى نول المحبة ذاتها نسجت ريان عبدالإله قصائدها.

***

 

 

هذه القصيدة لإبنتي الصغيرة و نور عيني ( لمى )

شعر : م. أشرف حسن عباس صبحي
وها أنا ذا
أكتب إليك بما تبقى من مداد دمي
و أنا في الرمق الأخير لأخبرك
أن الفؤاد تلظى بنار الرحيل
و أن المساء دونك يا صغيرتي مبهم و ثقيل
و أن العواصف أسقمتني
و الغربة نزعت القلب عني
و أصبح الموت يطرق باب الحزن و العويل
فالليل يا صغيرتي به كل الحكايا
به السكوت و الصمت
و الخوف بأن تنظر لنفسك بالمرايا
به الحب و الوعد و العهد
و الكثير الكثير من الخطايا
و كلما نظرت يا صغيرتي من نافذتي
أجد المدينة الرعناء أمامي
و قد شابها الألم بما فيها من شظايا
صغيرتي حبيبتي
مقلة عيني و كبدي
يا نورا حباني الله به و لم يرني
يا وجدا يعيش بين أضلعي يفرحني
يا عمرا يضيع في الأمس ينحرني
يا روحا تجيش بالأمل البعيد تلهمني
كيف أصوغ عذري و حجتي تقتلني
كيف أبوح بوجعي و جرحي يخرسني
فاغفري لي صغيرتي
فعجزي لم يكن مني
بل أيديهم السوداء أبت
إلا أن أقطع وداجي
وأن أحمل على أذرعي كفني

 

***

 

 

تدشين رواية (أمنيات اللقاء) للروائية أميمة أحمد
قل ما يمكن قوله عن فعالية تدشين رواية (أمنيات اللقاء) للروائية الشابة أميمة أحمد أنها كانت محضورةً من عدد من النقاد من بينهم عزالدين ميرغني محمد الأمين مصطفى، والروائية صباح سنهوري، والروائية الشابة تنسيم طه، وقدم الناقد صلاح القويضي رؤية جمالية تناول فيها عتبات الرواية، وأنماط السرد وشعرية اللغة في (أمنيات اللقاء)، أعقب الأوراق نقاش مستفيض شارك فيه الجميع.. أما الروائية الشابة أميمة أحمد فعقبت في الختام معبرة عن سعادتها لأن تجد روايتها الأولى هذا الاحتفاء من النقاد والروائيين الحضور
بعد مغادرة المؤلفة تحولت الجلسة لصالون نقدي مفتوح أداره الأستاذ عز الدين ميرغني أجاب فيه الروائيون والروائيات الحضور عن سؤال عن “لحظة الكتابة” عند كل منهم الروائية تسنيم طه قالت إنها بعد تحديد الفكرة تختط مخططًا لروايتها قبل أن تبدأ الكتابة، وأضافت أنها تستخدم القلم والورق في كتابة المسودة، ومن ثم تقوم بتنزيل المسودة على الحاسوب، وقالت تسنيم إن هذه الكتابة (على) مرحلتين تتيح لها فرصة مراجعة وتعديل المسودة عند إنزالها على الحاسوب، وفي إجابة عن سؤال عن كيفية استجابتها لشروط “ثقافة المكان”، قالت تسنيم طه إنها تلجأ للبحث في المراجع الورقية والإسفيرية لجمع البيانات عن المكان المحدد في لحظة السرد.
الروائي محمد الأمين مصطفى أجاب عن نفس السؤال قائلاً إن تجربة الكتابة تختلف عنده من رواية لأخرى، وسرد الظروف التي كتب فيها رواياته: ألم القطاطي، وورشة داليانس، والعنتيل، ومال قلبي التي فازت بجائزة الطيب صالح مركز عبد الكريم ميرغني
الروائية صباح سنهوري قالت إنها كتبت برادايس كمسرحية أساساً، ثم قررت إعادة معالجتها في شكل رواية.

***

 

 

كتاب في منتدى الطفل يطالبون بوضع استراتيجية للطفل وحفظ حقوقه من خلال تفعيل القوانين ،،
طالب عدد من كتاب وأدباء الطفل بوضع استراتيجية للطفل وحفظ حقوقه من خلال تفعيل القوانين، وناقش منتدى الطفل الذي نظمه المركز القومي لثقافة الطفل بالخرطوم بحري أمس تحت شعار (نلتقي لنرتقي) بحضور ومشاركة نائب مدير المركز الأستاذة نجاة المصباح وعدد من كتاب وأدباء الطفل السودانيين العديد من القضايا المشتركة التي تسهم في قيام المركز بدوره بجانب خدمة كتاب وأدباء الطفل في تحقيق ما يرجونه لثقافة الطفل وأوضحت الأستاذة نجاة هدف المنتدى في مناقشة قضايا أدب الطفل، وتقديم منتوج سوداني يلتزم بقيمنا وأخلاقنا السودانية، ويخاطب حب الوطن في نفوس أطفالنا
ودعا الكتاب إلى اهتمام الدولة وتقديم الدعم الكافي للكتاب كي يبدعوا ويخرج منتوجهم الإبداعي.

 

***

 

 

(طنين) فيلم سوداني قصير شارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
شارك المخرج محمد فاوي والممثلة زهرة منصور السودان في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بالفيلم القصير (طنين) الذي عرض في السابع عشر من نوفمبر، وقال المخرج السوداني محمد فاوي إن مشاركة الفيلم إلى جانب عدد آخر من الأفلام السودانية هذا العام، جعل السينما السودانية تنتشر بشكل أكبر وأسرع، ويقدم لهم دفعة للأمام لإمكانية وجود صناعة سينما بالسودان.
وأضاف أن الفيلم مستوحى من قصة حقيقية لمعاناة الأشخاص من الأمراض وعدم قدرة من حولهم على إنقاذهم، مشدداً على أن الفيلم لا يتناول رسالة لأنه يؤمن بوجود الرسائل المساجد فقط، وليس بالسينما موضحاً أن السينما لغة بصرية مشتركة بين العالم لنقل الأحاسيس فيما بينهم، لافتاً إلى أن الفيلم يتناول ما حدث لبعض الأفراد القريبين منه وكيفية قضاء أوقاتهم الأخيرة بالمستشفى.
وأوضح محمد أنه واجه تحدياً كبيراً بالفيلم بسبب عدم وجود سينما بالسودان، قائلاً:” واجهنا تحدياً كبيراً بالفيلم ليس فقط بتنفيذ فكرته ولكن لأننا نعاني من عدم وجود سينما بالسودان ونجاح فيلم ستموت في العشرين أعطانا دفعة قوية لإمكانية تحقيق نجاح جديد وجعل العالم يشعر بوجود حالة فنية بالسودان.
المخرج محمد فاوي مخرج ومنتج سوداني، درس هندسة الاتصالات ثم اتجه للعمل في صناعة الأفلام، أنتج وأخرج العديد من الأعمال الوثائقية في السودان لصالح منظمة الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية، عن فيلم (طنين) فيلم سوداني في كتابة السيناريو أحمد شاويش ونورا عادل، ومن بطولة جسور أبو القاسم، زهرة منصور وعلي عبد الغفار.

 

***

 

معرض اللاوعي لهاني خليل في المركز الثقافي الفرنسي
يشهد المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم يوم الأحد القادم افتتاح معرض الفنان التشكيلي هاني خليل الذي يحمل اسم (اللاوعي) وهاني خليل ولد في ليبيا في العام 1993 لمدة 10 سنوات قبل أن يعود إلى السودان،تخرج في قسم التصميم الجرافيكي بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية 2017 تناول هاني في بداية مسيرته موضوع الثورة المهدية، كما تطرق إلى موضوع الصوفية في السودان وأسلوب حياة الصوفيين بأشكالهم في حلقات الذكر وملابسهم المزينة بالألوان.

 

***

 

بعد آخر
محمد إسماعيل
عام على رحيل كل الجمال ،، عبدالكريم الكابلي
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لوفاة الأستاذ الفنان عبدالكريم عبدالعزيز محمد عبد العزيز يوسف المعروف بعبد الكريم الكابلي والذي غادرنا إلى الدار الباقية العام الماضي في 2 ديسمبر2021م، وتميز الكابلي الذي ولد في شرق السودان في العام 1932 بتعدد المواهب والتعمق في الثقافة السودانية بالإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع، عمل في بداياته بعد أن أكمل دراسته، كمفتش إداري في القضاء في عام 1951 لمدة عشرين عاماً، وغادر السودان لبضع سنوات ليعمل مترجماً في السعودية بعد عودته إلى بلاده مرة أخرى، تربع على عرش الغناء والموسيقى وعمل مع كبار المبدعين السودانيين.
ومن أبرز أغنياته التي تربعت على عرش الغناء السوداني وحتى خارجياً هي: (مروي) و(حبيبة عمري) و(آسيا وأفريقيا) و(يا ضنين الوعد) (أراك عصي الدمع) و(أكاد لا أصدق) و(زمان الناس) و(حبك للناس) و(شمعة) والكثير…
ولامست أغنيات الكابلي وجدان المستمعين من خارج حدود بلاده، لأنه كان يؤديها بالعربية الفصحى، التي يتقنها تماماً، وفي ذات السياق أحاط الكابلي نفسه بجمهرة من المثقفين والأدباء فشاع بينهم أدب الإخوانيات (إخوان الصفاء) وهي جمعية أدبية ضمت عدداً من كبار الآدباء والشعراء كان من بينهم صديق مدثر والحسين الحسن وعبد المجيد حاج الأمين وعبد الكريم الكابلي (رحمهم الله رحمة واسعة) إن الخوالد من أغنياته من الشعر الفصيح مثل (ضنين الوعد) للحسين الحسن أو (الجندول) لمحمود طه المهندس أو (شذى زهر ولا زهر) للعقاد، والموشحات والقصائد المنسوبة الى يزيد بن معاوية (نالت على يدها) وغيرها خلقت توهجاً في مشروعه الجمالي والغنائي، أما التجربة الأكثر حداثة في مسار تجربته الغنائية الفصيحة كقصيدة الشاعر محمد الفيتوري (معزوفة لدرويش متجول) وقصيدة (ليلة المولد) للشاعر محمد المهدي المجذوب.
الكابلي من الفنانين الذين أوجدوا كياناً خاصاً للأغنية السودانية بالصوت والنغمات التي تعيش على مدى 61 سنة خاطب الكابلي في غنائه العديد من جوانب الحياة التي تتصل في خصوصيتها بالسودان وفي عموميتها بالمبادئ الإنسانية عرف كابلي بعلمه الغزير بالتراث والفن والأدب، وتميز بأسلوب جذاب في السرد والسيرة، وكان لذلك أن قدم كابلي كثيراً من البرامج الثقافية والتراثية في الإذاعة والتلفزيون.
كان الكابلي يمثل في أدائه الفني والغنائي العظيم، مزيجاً من الوعي والإلهام ومن التراث والحداثة ومن الثقافة والفن، إذ راهن في تجربته الغنائية على الاضطلاع بإبداع غناء راق انطبع بحس ثقافي مرهف، رحل الكابلي بعدما عاش حياته جملة إيقاع شجي ولحن مديد عطر وجدان السودانيين لأكثر من نصف قرن.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب