ورشة تطالب بضرورة تجسير الهوة بين الشرطة والمواطنين

الخرطوم: فايزة أباهولو
يعتبر الإعلام مدخل أساسى لإعادة بلورة التوجهات وأنماط التفكير وإحداث التحولات، بل وتوجيه الرأي العام لما له من أثر على الجمهور والأعمق في بناء الصورة الذهنية الموجبة والسالبة في أذهان المواطنين عن الشرطة وغيرها من المؤسسات في الدولة، كما له من دور بارز في تعزيز الوعي حول مختلف القضايا اجتماعية، أمنية، ثقافيه، اقتصادية، دينية.. وغيرها.
وتشكل وسائل الإعلام التقليدية والحديثه قنوات أساسية لإيصال الرسائل عبرها والتي تتمثل في نقل المعلومات والبيانات والإحصاءات والقرارات الى مجموعات كبيرة ومتنوعة من الجماهير، تبدأ من صانعي القرارات وتنتهي بعامة الجماهير.
وعقدت أمس بدار الشرطة أولى ورشات تطوير الإعلام الشرطي تحت شعار (نحو رؤية استراتيجية لإعلام شرطي فاعل) وكانت برعاية الفريق أول شرطة حقوقي عنان حامد محمد عمر وزير الداخلية المكلف – المدير العام لقوات الشرطة وإشراف اللواء شرطة خالد حسان رئيس هيئة التوجيه والخدمات.
بالحضور لجميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة والخبراء والمهتمين في مجال الإعلام.
وقدمت ثلاث أوراق وكانت الورقة الأولى بعنوان (الشرطة السودانية والتعامل مع الجمهور من منظور دولي) والثانية بعنوان (الإعلام الشرطي.. الرؤية المستقبلية) والأخيرة جاءت بعنوان (الشرطة والجمهور والواقع المطلوب) .
وقدم السفير دكتور معاوية التوم الأمين البخاري ورقة عمل بعنوان “الشرطة السودانية والتعامل مع الجمهور من منظور دولي وطرح أوصت بضرورة رفع الوعي الجماعي بمهام الشرطه وواجباتها ومطلوبات القانون ودولة المؤسسات والأمن والسلام المجتمعي لتعزيز التعاون بين الشرطة والجمهور عبر منظومة الخدمات التي تقدمها الشرطة وأهمية احترام منسوبي الشرطة من جنود وضباط وصيانة ممتلكاتها العامة وتصحيح المفاهيم لجهة الديموقراطية والدولة المدنية للالتزام الصارم للشرطي بمدونة قواعد السلوك المهني بالتعامل مع الجمهور فضلاً عن إعادة تأسيس الخطاب الشرطي بالوسائل المختلفة ليستصحب التطورات الجارية بالبلاد منذ الثورة وتفاعلاتها وإبعاد شبح المواجهة المصطنعة بين الأجهزة النظامية والجمهور وإبعاد محاولات استغلال الشارع من قبل السياسيين والنشطاء وأصحاب الأجندات الحزبية .
مؤتمر للشباب
وأوصت الورقة بضرورة عقد مؤتمر قومي للشباب بصفة عاجلة يخاطب المشاغل والاهتمامات الخاصة بهم في ضوء حملات التحشيد الجارية (التوظيف والبطالة والزواج والتمويل الأصغر البيئة التعليمية والصحة النفسية والدعم والإسناد) ومعالجة آثار شحنات العنف الفعلي التوحش اللفظي وما ترتب من واقع على المستوى الآلي والوسيط والمدى البعيد لجهة خطاب الكراهية وأسس مكافحته.
ودعت الورقة للعمل على خلق شراكة مجتمعية بين الشرطة والجمهور بطرائق مستحدثة تأخذ في الحسبان خصوصية الحالة السودانية في صناعة الثورات وتداعياتها من اعتصام وتترييس وأعمال عنف وثقافات جديدة عبر التاريخ المنظور والإفادة من دوائر ونقاط الشرطة المنتشرة في رفع الوعي الأمني لدى الشباب الى جانب إقامى برامج توعوية وإرشادية خاصة
وأهمية العمل الاستباقي في تعقب وتفكيك الشبكات التخريبية والتحريضية وآليات مكافحتها في استغلال الظرف السياسي الراهن الى جانب تعقب شبكات التطرف المحلية والعالمية التي تسعى لإحداث البلبلة عبر بوابة الإرهاب والمخدرات والمنشطات العقلية والخمور ودعوات الإباحية والاستلاب الثقافي والفكري والعقائديات.
وأوصت الورقة بضرورة ترقية آليات المكافحة اإالكترونية والسريانية وكل ما يتصل بالسلامة المرورية وحماية الممتلكات والمحافظة على الأمن المجتمعي بالأحياء عبر كاميرات ىالرصد والمتابعة والإضاءة المستدامة والدوريات المنتظمة والارتكازات وتوجيه طاقات الشباب للبناء والتعمير عوضاً عن الهدر وأعمال التخريب، والإفادة من علاقات السودان الشرطية على كافة المستويات الثنائية والإقليمية والدولية مع المنظومات الشرطية وواجهاتها في تطوير وترقية آليات التعاون الشرطي مع الجمهور وإشاعة الديموقراطية والممارسة السلمية، كذلك تجارب الدول المختلفة في تنظيم وفض التظاهرات وتأمين سلميتها وإعادة رسم خارطة الطريق للمصالحة المجتمعية وتجاوز الواقع الراهن بآثاره ومسبباته .
الحالة السودانية
ودراسة الحالة السودانية في تاريخها لجهة الثورات والانتفاضة الشعبية مقارنة بما جرى في المنطقة العربية محاولة إعادة قراءة وتكليف هذا الواقع وإسقاطه عن الأمن المجتمعي والتغييرات التي طرأت ومؤشراتها وتحليل هذه الظاهرة بكل جوانبها وآثارها وضرورة استحداث وابتكار وسائل سلمية لعقلنة الشارع السوداني وتحييده لجهة الهموم والمشاغل الوطنية والفصل ما بين مطلوبات الأمن السوداني والاستقرار السياسي بعيداً عن المزايدة الحزبية والتقاطعات والأجندات الخارجية والحملات والاستقواء بالأجنبي، وإعلاء وتعظيم المبادرات الوطنية وتجبيرها لصالح الاستقرار الداخلي والأمن الشعبي وتفريغ الإرادات الخارجية في شأننا الوطني وهي التي تسعى للسيطرة على المشهد السياسي واستمرار حالة السيولة وتوجيهه وصناعة الفوضى عبر الشعارات
وضرورة مكافحة خطاب الكراهية في كل صوره وأشكاله ومنع التنميط والتمييز عبر منظومة قوانين رادعة وتعظيم قيادة القدوة لمجابهة التحديات العارضة التي تستهدف استقرار البلاد.
وتمت التوصية بمقترحات منها التأسيس لعلاقة إيجابية بين الشرطة والجمهور على هدى التقدير والاحترام المتبادل والتذكير المستمر بأهمية كل طرف للآخر حسب مفهوم الأمن الشامل، ورفع وعي الشرطي بأهمية التعامل الإيجابي لحظة تقديم الخدمة للمواطن والترويج المستمر لنماذج الخدمة المثالية المقدمة للجمهور .
تبصير المواطن بمخاطر الجريمة وخطورة انسحاب الشرطة من أداء واجباتها وانعكاسات ذلك على أمن البلاد ومصلحتها العامة ..والعمل على تصحيح الصورة السالبة التي يحملها بعض المواطنين عن الشرطة باستغلال نوافذ التعامل اليومي مع الجمهور في الترويج للنماذج الإيجابية في الترويج للنماذج الإيجابية، وتدريب وتوعية المنتسبين للشرطة بأهمية التعمل المثالي مع المواطنين والتفاني في خدمتهم وترسيخ الصورة لمفهوم الشرطة في خدمة الشعب .
التبصير والتعريف الدائم بالأدوار المهمة التي يقوم بها رجال الشرطة وتضحياتهم في سبل راحة المواطن السوداني وسهرهم في خدمته وحماية ممتلكاته ومقدراته .
إلى جانب فتح نوافذ ومسارات التواصل بين المسؤولين في الشرطة والجمهور بحضور الإعلام ورموز المجتمع للتباحث حول القضايا الأمنية المختلفة ..
كما ذكر تكثيف الترويج للخدمات التي تقدمها الشرطة عبر منافذها المختلفة والتذكير بالأهمية الكبيرة لوجود الشرطة في حياة الناس .
التركيز على الإعلام لا سيما الجديد في بث الرسائل الإيجابية عن الشرطة وعكس سلوك أفرادها في خدمة المجتمع والعمل على تعزيز التعاون والتنسيق بين الشرطة وأجهزة الإعلام المختلفة .


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب