كفيف عمره 59 عاماً يتقاسم فرحة النجاح مع ابنته أحرز 260 درجة في شهادة الأساس وابنته 167

الخرطوم: أبوبكر محمود
بكل ثقة وجرأة ترك الكفيف أحمد عبد الله المختار شماعة الإمكانات جانباً وأطلق العنان رافضاً الاستسلام لفقد نعمة البصر العظيمة وجلس لأول مرة رغم كبر سنه لامتحان شهادة الأساس بولاية الخرطوم من معهد تأهيل المكفوفين ببحري وتزامن أيضاً مع ابنته نسيبة أحمد الذي يبلغ من العمر 59 عاماً حسب حديث مقدم برنامج تكريم المتفوقين بمنتجع عبود البطحاني بأبي حليمة شمالي بحري ويقول أحمد لـ(اليوم التالي) وهو في قمة معنوياته العالية حاملاً عصاه البيضاء بأن النجاح وإحرازه لـ260 درجة جعل تفكيره يصب في أن يصل الى الجامعة، بل ذهب لأبعد من ذلك كاشفاً عن حبه العميق ورغبته الجامحة في دراسة القانون ومن ثم يتحول الى الدفاع عن حقوق الضعفاء في مجال حقوق الإنسان في زمن كثر فيه المظلومون، ويظهر أحمد رباطة جأش غير معهودة خاصة وأنه لا يعمل في الوقت الراهن ويعول أسرة، كما أنه يتكبد المشاق من ضاحية أمبدة حارة 52 وصولاً الى المؤسسة بحري المتاخمة لمقر معهد تأهيل المكفوفين وفي البال أن مختار يحتاج الى دعم سواء كان من منظمات أو حكومة لدعمه حتى يصل لمبتغاه ويحقق المراد.
أما اللوحة الثانية في تكريم الأوائل فقد طلب والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة ذلك الرجل الذي يتسم بالهدوء وطولة البال حسب من حضروا الاحتفال بمنتجع عبود البطحاني تمثلت في بدء فقرات التكريم بذوي الهمم أو الحالات الخاصة..
أما الأمر الثالث فإن المنتجع ورغم بعده عن الطلاب المتفوقين وأولياء أمورهم وتأخر موعد التكريم فإن حفاوة أصحابه وكرمهم الباذخ أنعشت الحضور وخففت عنهم وعثاء المشوار.
ويصف واحد من أوائل شهادة الأساس الطالب محمد عباس التكريم بأنه لحظة تاريخية تنم عن اهتمام وزارة التربية وحكومة الولاية بالمتفوقين مشيراً الى أن هذا الأمر سيلقي عليه عبئاً ثقيلاً ليحقق نفس التميز في الشهادة السودانية وهنا بدأ والده عباس وهو مهندس شبكات في مصرف السلام سعيداً بالتكريم مؤكداً أن ابنه نحج بمجهوده الخاص وجهود أساتذة المدرسة، واللافت للنظر في الاحتفال هو إبداعات زهرات توتي تلك الفرقة التي ظلت على الدوام في حالة إبداع وضخ دماء جديدة من الطالبات حيث قدمت الفرقة أوبريتا عن معاناة الشماسة وضرورة إيجاد معالجة لهم فضلاً عن إبداعات فرقة المناشط بوزارة التربية وإشعار الفائزة الثالثة في مسابقة تحدي القراءة تالية إبراهيم وسط دعوات ومطالبات بعودة الدورة المدرسية بإبداعاتها كاملة الدسم ومن دون أجندة سياسية.
أما صاحب المنتجع عبود البطجاني الذي أكرم وفادة وفد المتفوقين وأسرهم وطاقم الوالي ووزارة التربية والتعليم فأدرك جيداً أهمية التعليم معلناً أن المنتجع مفتوح لجميع السودانيين وهو قومي صرف مناشداً والي الخرطوم بالاهتمام بالمنتجعات لأنها تمثل وجهة سياحية للعاصمة الخرطوم.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب