الخرطوم: اليوم التالي
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن السودان سيتعافى من دارفور، عبر الاتفاقيات والمصالحات بين مكوناتها من خلال التوقيع على أربع اتفاقيات صلح، وتوقيع على وقف العدائيات بين القبائل العربية والمساليت.
وأكد حميدتي في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمطار الخرطوم عقب عودته من ولاية غرب دارفور والتي مكث فيها ما يقارب الشهرين، على جهود حكومة ومواطني ولاية غرب دارفور وقال إنهم أكرموه على المصالحات، وأشار إلى أن الهدف من زيارته لولاية غرب دارفور، أجل بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون، وإجراء المصالحات، وعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم. وأشار إلى أن كل الإجراءات التي اتخذت لعودة نازحي معسكر كريندنق قد أنجزت، وأكد اكتمال إجراءات المسح والتخطيط النهائي للمنطقة، وأعلن عن تسليم كل فرد شهادة بحث السبت المقبل حسب تقرير مدير التخطيط العمراني بالجنينة.
وجدد دقلو إشادته وشكره للإمارات حكومة وشعباً على دعمها اللامحدود للسودان ولولاية غرب دارفور المتمثل في دعم قضية كرينديق الأولى والثانية أنها بعثت بباخرتين محملتين بالمؤن والأغذية والإيواء والدواء، وأخيراً أرسلت خمسة أطنان ونصف الطن عبارة عن 714 كرتونة أدوية وما زالت أياديها بيضاء نحو السودان.
وأوضح دقلو أنه عقد عدداً من اللقاءات مع مكونات غرب دارفور إدارات أهلية وشباب ناقش خلالها العديد من القضايا، حيث تم التوصل فيها إلى تفاهمات أسفرت عن وقف الحرب ونزيف الدم، والاتفاق على التصافي والتصالح، فضلاً عن زيارته لولايتي شمال ووسط دارفور.
وقال: “أجرينا لقاءات مع أمة الفور بزالنجي ومكوناتها، وناقشنا معهم عملية عودة النازحين الطوعية واللاجئين ووجدنا إقبالاً كبيراً وحماساً لعودتهم الا أن الإمكانيات حالت دون ذلك، مناشداً المنظمات الطوعية والإنسانية المساعدة والدعم لتحقيق رغبتم في العودة. أما فيما يتعلق بالاتهام بوجود مستوطين على أراضي الغير، فنفى حميدتي وجود أي مستوطن في أي أرض أو منطقة بدارفور مؤكداً وجود مستوطنين في منطقة واحدة هي منطقة كابار واتخذت قرارات حولها، وقال: “لم يتبقّ فيها إلا عشرة بيوت وسيغادرونها فوراً”، وأضاف: “كل شخص تملك بغير وجه حق أرضاً زراعية أو قرية سيتركها فوراً”.
وأكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي التزام الدولة بتأمين العودة الطوعية وليست العودة الجزئية في زمن الخريف، ثم العودة مرة أخرى إلى المعسكرات، وأعلن خلو غرب دارفور من المواتر المهددة للأمن بفضل انتشار القوات المشتركة التي عملت على بسط الأمن وحماية المواطنين، وكشف حميدتي عن الهدف من زيارته لدولة تشاد والتي تمت فيها مناقشة تحديات الحدود بين البلدين والقوات المشتركة بينهما، مبدياً أسفه للحادث الذي وقع في الحدود وأدى إلى إزهاق أرواح سودانيين أبرياء من قبل متفلتين من دولة تشاد على بعد 14 كليو متر داخل الأراضي السودانية، مؤكداً التزام السلطات بدولة تشاد باسترداد الإبل التي نهبت والقبض على الجناة. وأشار دقلو إلى أهمية معالجة قضية الرحل المتعلقة بالمراحيل التي تم الاعتداء عليها، مشيراً إلى أنه مع التطور العمراني والتمدد السكاني جعل العديد من المؤسسات في مسار المراحيل، موجهاً بضرورة إيجاد حل لهذا الموضوع.
أما بشأن بيانه حول خروج المكون العسكري من المسرح السياسي فأكد حميدتي أن الخطوة من أجل إتاحة الفرصة للمدنيين للتوافق والخروج بالبلاد إلى بر الأمان، مشيراً الى أن مقترح إنشاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو في الأصل جاءت به الحرية والتغيير وسخر من محاولات البعض تصويره بأنه يمانع الحل السياسي.