البرهان: مشروع زراعي عربي صيني للأمن الغذائي العربي!
المركزي: لا مساعدات في ظل الانقلاب بخلاف الإنسانية!
أبو خريس: القمة روجت للاتفاق الإطاري ودعم العملية السياسية!
عبده مختار: الدعم السياسي والاقتصادي مرهون بالتماسك الداخلي
قلل مراقبون وسياسيون من مشاركة البرهان في القمة العربية الصينية بالرياض، فيما رأى آخرون أنه حقق من خلالها ترويجاً للعملية السياسية واتفاقها الإطاري وعقد لقاءً مهماً مع الرئيس المصري بعد إعلان إثيوبيا رغبتها في إحياء التفاوض حول ملفات المياه والحدود، هذا بجانب وعود سعودية بودائع مقرونة بتحقيق الاستقرار، لكن المجلس المركزي استبعد وصول مساعدات اقتصادية للبلاد باستثناء المساعدات الإنسانية في ظل استمرار الانقلاب، لكن البرهان أعرب عن أمله في مشروع زراعي كبير ينفع البلاد والجوار والعرب بدعم من الصين.
الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق
الصين والولايات المتحدة!
أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن تطلع السودان لتطوير التعاون مع جمهورية الصين من خلال مشروع زراعي عربي صيني نموذجي، يحقق قدراً من الخطة الاستراتيجية للأمن الغذائي العربي، بشقيها الزراعي والحيواني، مستفيدين من الخبرات والإمكانات الصينية المتنوعة، ويقطع السودان جاهزيته لإتاحة كافة إمكانياته التي تحقق هذه الرؤية الاستراتيجية.
لكن وزارة الدفاع الأميركية حذرت من طموحات الصين في أفريقيا، محذرة السودان من عقد صفقات مع دول مثل روسيا.
وأشاد المسؤول بالتقدم الذي أحرزته الحكومات الانتقالية للمضي قدماً بالعملية الديمقراطية، والتي قد لا تصب في مصلحة السودانيين، على حد تعبيره.
وأكد المسؤول الأميركي في إحاطة صحفية غير مصورة، مواصلة الولايات المتحدة مساندة السودانيين حتى يتمكنوا من تثبيت حكومتهم الجديدة.
كما أشار المسؤول الأميركي إلى أهمية مواصلة بناء الشراكات مع الدول الأفريقية على المستوى الأمني والدبلوماسي والمناورات العسكرية من أجل مواجهة التأثير الصيني المتزايد.
وشدد على أن انخراط بعض الدول الأفريقية بأنشطة مع منافسين استراتيجيين للولايات المتحدة في مجال الاتصالات على سبيل المثال، قد يحد من مشاركة المعلومات الحساسة مع هذه الدول لذا يسعى البنتاغون إلى توفير البدائل للشركاء الأفارقة عن الخيار الصيني.
وحول التهديد الذي تشكله “حركة الشباب” في المنطقة أكد المسؤول مواصلة القوات الأميركية دعم الحكومة الصومالية في ملاحقة عناصر الحركة التي زادت من هجماتها مؤخراً.
وأضاف المسؤول أن أحد أهداف القمة التي يعقدها الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأسبوع المقبل مع عدد من المسؤولين الأفارقة هو توسيع العمل مع الشركاء الأفارقة وتوفير الموارد من مصادر مختلفة لملاحقة التهديدات والتحديات.
وأعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها ستمنع منح تأشيرات لأي مسؤولين سودانيين حاليين أو سابقين يعطّلون الانتقال إلى الديموقراطية، على أمل إعطاء اندفاعة لاتفاق مبدئي بين الجيش والقادة المدنيين.
وأعرب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن دعم الولايات المتحدة للاتفاق المبدئي الذي أعلن الاثنين في حين يرى بعض المتظاهرين المدافعين عن الديمقراطية بأنه يفتقر إلى التفاصيل والجداول الزمنية.
وأطيح بنظام عمر البشير، في أبريل 2019، بعد احتجاجات واسعة قادها الشباب السوداني، لكن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، أخرج العملية الانتقالية عن مسارها، في أكتوبر العام الماضي، عبر تنفيذ انقلاب عسكري.
وبعد الانقلاب علقت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 700 مليون دولار كانت مخصصة لدعم السودان اقتصادياً لدى انتقالها إلى الديمقراطية.
وتعد الخطوة الأميركية الأخيرة توسيعا للقيود على التأشيرات التي فرضت في المرحلة الأولى من عملية انتقال السودان إلى الديمقراطية.
الممثل الرسمي!
ترويج للاتفاق الإطاري
من جهته رأى المحلل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس خبير الدراسات الاستراتيجية أن خطاب البرهان كان شاملاً وغطى القضايا العامة المتعلقة بالبيئة السودانية والأفريقية التي تخص القمة العربية الصينية، وأضاف أبوخريس لـ(اليوم التالي): يظل البرهان هو رئيس الحكومة وممثل الدولة السودانية لحين اختيار رئيس للوزراء وفق ما تم التأطير له ضمن العملية السياسية، لذلك مشاركته في القمة جاءت مناسبة ومهمة له، سيما وأنه حاول من خلالها أن يروج للاتفاق الإطاري وأن يظهر تمسكه بالمدنية، وأيضاً كرئيس للحكومة حاول أن يتحصل على علامات أفضل في العلاقات السودانية مع الصين، ومضى أن هذا كله كلام عام في إطار الجلسة العامة للقمة، لكن تظهر نتائجه الخاصة لاحقاً لأنه لامس قضايا التنمية ومتطلباتها ولم يكن في المشاركة أو في الخطاب ما يعكر صفو العلاقات بين العسكريين والمدنيين أو يمس الاتفاق الإطاري بشيء .
وحول ما رشح بعد القمة من تصريحات لمسؤول أمريكي حذر فيها الدول العربية والأفريقية من بناء علاقات مع الصين كدولة منافسة للولايات المتحدة لا سيما في مجال الاتصالات، وظلال ذلك على الاتفاق الإطاري أو سير العملية السياسية قال أبو خريس: تظل المنافسة الدولية مشتعلة في الميدان العربي والأفريقي، لكن الصينين لا يهتمون بالجوانب السياسية كاهتمامهم بالاقتصاد والثقافة، وهم يدعمون الاتجاه السياسي للاستقرار، لكن أمريكا لن ترحب بأي اندياح للعلاقات الأفروصينية وعلى كلٍّ من المهم اليقظة في ذلك لأن الدول العظمى لها مناطق نفوذ في الدول ذات الموارد ولن تقبل أي تهديد استراتيجي لمصالحها خصوصاً وأن العالم يواجه أزمة غذاء بسبب الحرب على أوكرانيا .
وحول لقاء البرهان مع السيسي على هامش القمة قال أبو خريس: إن ما يحدث في السودان ومصر شأن داخلي يتعلق بالأمن القومي للبلدين أمور مهمة في ظل إعلان إثيوبيا الشهر الماضي عن محاولاتها لإحياء المفاوضات بشأن سد النهضة، والبرهان وجد فرصة سانحة بعد الاتفاق الإطاري لعقد قمة مع الرئيس السيسي لبحث هذا الملف لاسيما أن إثيوبيا حريصة على إغلاق جبهة الصراع مع التقراي بعد قمة نيروبي الأخيرة، لذلك فهي حريصة على وقف العدائيات وتأمين الحدود .
وشدد أبوخريس على أن الاتفاق الإطاري لن ينجح إلا بالدعم الخارجي ولفت الى أنه في ظل أزمة القمح والغاز بالبلاد فإن السعودية وعدت بتقديم ودائع استثمارية بقيمة ٤ مليار دولار إذا أمنت تحقيق العملية السياسية لتحسين مصالحها في شرق السودان فإنها ستدعم الاتفاق الإطاري والفترة الانتقالية بقوة .
الأمر الواقع!
فيما قلل المجلس المركزي لتحالف الحرية والتغيير من المشاركة السودانية في القمة، وتوقع أن لا تؤدي لنتائج تدفع بتقدم في حل الأزمة اقتصادياً أو سياسياً، وقال عضو المجلس المركزي نور الدين صلاح الدين لـ(اليوم التالي): ما زال المجتمع الدولي والإقليمي لا ينظر للسلطات في السودان بأكثر من سياسة الأمر الواقع، وتابع صلاح الدين: بدليل أن جميع الملفات المتعلقة بالسودان منذ انقلاب ٢٥ أكتوبر لم تراوح مكانها، وعضوية السودان بالاتحاد الأفريقي ما زالت مجمدة، ولم تتم دعوة السلطات لعدد من القمم المهمة خلال هذه الفترة، ومضى: كذلك توقفت عمليات الإنعاش الاقتصادي، وما زال ملف الديون في أعلى مستوياته.
وحول توقيت المشاركة بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري قال صلاح الدين إن لدعوة تم الترتيب لها قبل ذلك بفترة طويلة، لكن في ظل لا شرعية السلطات الحالية فأي وعود تترتب عليها هذه القمة هي وعود من لا يملك لمن لا يستحق، ولا يمكن لأي جهة عبر قمة أو خلافها الآن تحقيق أي مساعدات اقتصادية للسودان باستثناء المساعدات الإنسانية.
حضور روتيني!
أما أستاذ العلوم السياسية بروفسور عبده مختار فرأى أن حل الأزمة الاقتصادية والسياسية في الداخل وليس في الخارج، وأضاف مختار لـ(اليوم التالي): هذه مشاركة روتينية، خطها يختلف عن العملية السياسية والاتفاق الإطاري، والبرهان شارك في القمة باسم السودان طبقاً لسياسة الأمر الواقع، وشدد مختار على أن أي اتصالات خارجية لن تصل إلى أي رفد للأزمة ما لم يحدث توحيد للجبهة الداخلية لتحقيق الاستقرار.