اليوم التالي – علي الطاهر
إن كان “الشماغ” اللباس التقليدي في الخليج الذي يدل على السمو، قد فرض نفسه، وحقق انتصاراً ثقافياً ساحقاً في منافسة عرض الأزياء التلقائي بالمونديال العالمي الذي تستضيفه حالياً دولة قطر، فإن “قبعة سومبريرو” المكسيكية الملقبة ب”خوانتو” قد سيطرت بشكل لافت على رؤوس المشجعين، ونافست “الغترة والعقال” ،وانتشرت فوق مدرجات الملاعب الجميلة وفي شوارع الدوحة التي تحتضن العرس العالمي..
وخطفت أزياء المشجعين المصبوغة بألوان يغلب عليها “الأصفر والأخضر” الأضواء، ولفتت الأنظار خارج مضمار المنافسة قبل أن تجذب كاميرات القنوات الفضائية وعدسات المصورين الذين تنافسوا لنقل تشكيلات القمصان وتقليعات الأزياء المدهشة والتلاقح التراثي الفريد الذي يحدث مرة في كل 4 أعوام يجمع في طرفه ثقافة شعوب العالم..
وخوفاً من تعكير صفاء الكرنفال، طردت القوانين المنظمة أزياء “فرسان المعبد” ومشجعي الصليب، حملة السيوف وألوان الطيف المثلية، وتلك التي تحمل دلالات عقائدية سياسية من المسرح وسمحت للبقية التي أبدعت في تقديم عروضها بطريقة باهرة حيث برز مشجعو البرازيل يرتدون أزياءهم التقليدية و يرقصون السامبا فاكهة المدرجات، فيما التقطت الكاميرات لرجل فرنسي يقبل مجسم “ديك” شعار منتخب بلاده، وعلى مدرج آخر ليس ببعيد ظهرت مجموعة من المشجعين يرتدون القبعة المكسيكية “أخوانتو” ويرتدون الزي الوطني بألوان خضراء صفراء حمراء ويرددون النشيد الوطني..
وعلى أحد الملاعب الأنيقة رفع أحد مشجعي المنتخبات الأفريقية وهو يرتدي زيا تقليدياً، دمية أسد كبيرة الحجم، أثناء حضوره مباراة منتخبه، بينما برز مشجع انجليزي يرتدي ملابس ملك بريطاني ويعزف على آلة موسيقية، كما أبدى مشجع ياباني حماسه وولاءه لفريق وطنه بارتداء الزي الرسمي للفريق ودهن وجهه بألوان علم اليابان..
ويرتدي “لعيب” تميمة البطولة الذي يشبه السندباد البحري
زي خليجي، يتكون من شماغ تدلى منه حبال “العقال”، ويداعب الكرة برأسه، تحت أنظار تميمة البطولة بزيه المدهش جرت منافسة عظيمة للأزياء الشعبية للمشجعين على أطراف الملاعب، وفوق المدرجات حيث ظهرت تعويذات ترمز إلى نسخ سابقة من كأس العالم تحمل أسماء رموز محلية و دلالات ثقافية مرتبطة بالتراث مثل ملابس مصارعي الثيران، وأزياء المحاربين الرومان، ويعد “أسد ويلي” أول تميمة في بطولة كأس العالم رفعها الأنجليز، وفي ألمانيا تم اختيار تميمة “تيب تاب”،أما إسبانيا رفعت “البرتقالة” الثمرة المعشوقة محلياً رمزاً للبطولة التي احتضنتها في ملاعبها، وفي الأرجنتين اتفق الجميع على الصبي “غاوتيشيتو” ليكون تميمة البطولة التي استضافتها، واختار الأمريكان عام 1990 تعويذة “الكلب سترايكر”، فيما اعتمدت فرنسا على شعارها الرسمي “الديك”، واختارت جنوب أفريقيا “الفهد زاكومي” تميمة بطولة كأس العالم التي نظمها البافانا بافانا، وكذلك البرازيل اعتمد الدرعاء والملقبة محلياً ب”التوتابولا” أما روسيا فقد رفعت فوق ملاعبها الباردة تميمة “الدب زابيفاكا” وكل هذه الأسماء أسماء شعبية ورموز لها قيمة عند المجتمعات المحلية في البلاد المنظمة للبطولة..
