الطريق الرائع ..!!

إليكم ……………… الطاهر ساتي
:: كان القائد مارينو يقود سفينة حربية، عندما أخبره جنوده باقتراب سفينة العدو، فأمرهم: (جيبو لي القميص الأحمر)، فأحضروه ولبسه، ثم أمرهم بإطلاق النار على سفينة العدو.. وبعد تدمير سفينة العدو، سأل الجنود قائدهم عن سر القميص الأحمر، فقال: (خفت أن أصاب ويسيل دمي، فتخافوا وتنهاروا أمام العدو، ولكن اللون الأحمر يستر لون الدم)، فاستوعب الجنود الدرس.. ولكن بعد ساعات، عادوا إلى قائدهم وأخبروه بأن غواصة العدو تقترب، فأمرهم: (جيبوا لي السروال البُني)..!!
:: ومبادرة الطيب الجد التي يتخفى بها البعض محض (قميص أحمر).. قد تستر دماء إصاباتهم وجراحاتهم في معركة اليوم بحيث لا يرى الخصم أحوالهم، ولكنها ليست سلاحاً قوياً وفاعلاً لحد تدمير سفينة العدو وحسم الحرب لصالحهم، أو كما يتوهمون.. وما لم يستخدم هؤلاء السادة الأسلحة السياسية ذات الأهداف الشعبية، بدلاً عن ملابس مراد بها إخفاء أحوالهم عن خصومهم، فإن لسان حالهم سيتطلب في المعارك القادمة (السروال البني)..!!
:: وكما ذكرت في زاوية سابقة، فإن مبادرة الطيب الجد لن تضيف مكسباً لمن يسعى إلى (مكاسب جديدة)، بدليل أن معرفة طبيعة المحتشدين في القاعة منذ الأمس لها ليست بحاجة إلى مثقال ذرة من ذكاء، إذ هي ذات الأحزاب والحركات والزعامات الدينية والأهلية والشخصيات المؤيدة لتصحيح المسار الذي وعد به البرهان، فما – ومن – الجديد فيهم؟.. لا أحد، ولا حزب، ولا جماعة.. ونجاح أي مبادرة فقط في قدرتها على إقناع الفرقاء بالحوار مع بعضهم، وهذا ما لم يستطع الخليفة إليه سبيلاً..!!
:: وناهيكم عن مكاسب جديدة، بل خسر من يلبسون ثياب المبادرة بعض مكاسب ما بعد 25 أكتوبر.. وعلى سبيل المثال، ليس فقط نشطاء المجلس المركزي لقوى الحرية، ولا الحزب الشيوعي فحسب، بل هناك آخرين – من ذات التحالف المبادر – أداروا ظهورهم للمبادرة، وأطلقوا فيها (نيران صديقة).. وعندما يتساءل نائب رئيس المجلس السيادي عن أهداف المبادرة ومن يقف وراءها، فهذا التساؤل ليس عن جهل، ولكن تجاهلاً.. وكذلك قوى الحرية التوافق الوطني، فهي غير راضية عما يحدث، تترقب النتائج لتتكلم بوضوح..!!
:: وهكذا تخصم مبادرة الخليفة – من صانعها – بعض مكاسب (25 أكتوبر)، وليس في الخصم ما يدهش، فحين تكون المبادرات بلا رؤية، فلا تتوقع منها غير الخسائر.. وبعد 25 أكتوبر، كان المرتجى تصحيح مسار الثورة بالانتقال من دولة النشطاء إلى دولة المؤسسات، ثم المضي نحو الانتخابات باستقامة، بدلاً عن اللف والدوران لإعادة إنتاج نظام مغضوب عليه.. وكما أخطأ بالسير سابقاً على خطى النشطاء، يخطئ البرهان أيضاً لو سار على خطى الدراويش، هناك طريق رائع معبد بصناديق الاقتراع، وما خاب – ولا يطلب السروال البني – من سار عليه..!!