اليوم التالي – علي الطاهر
لم يتخيل أحد البتة؛ أن عملية رشق المال على المطربين َالفنانين التي يطلق عليها الأهالي “النقطة” أن تتطور بهذا الشكل المذهل وتدخل ضمن الخدمة المالية الإلكترونية وترسل “دليفري” إلى المغني دون أن تتناثر عليه تلك العملة الورقية من فئات الخمس مئات، أو ذات الألف ورفعت ..
أخيراً ترفعت “النقطة” المثيرة للجدل، بعدما تكفلت خدمة التحويل “بنكك” المشهور بعملية رش المال فوق رأس المطربين، وتحويل المبلغ عبر رقم الحساب للفنان دون حرج وبعيداً عن عيون الفضوليين..
ولم يتم الكشف عن البدعة الجديدة التي اقتفت أثر التطور عندما نشر موقع “متاريس” الأسبوع الماضي خبراً مثيراً للجدل عندما قامت مطربة بتحويل مبلغ 500 ألف جنيه سوداني إلى زميلها الفنان عبارة عن “نقطة”، وبحسب شهود عيان أن المغنية ” توتا عد حسين” ” صعدت إلى المسرح وطلبت من زميلها الفنان” عباسية” رقم حسابه الشخصي بالبنك وبعدها قامت على الفور بعملية تحويل مالي. وأكد المصدر أن ” توتا” أعلنت عن تحويل مبلغ 500 ألف جنيه لحساب عباسية، وذلك عبر مكبرات الصوت، وللتأكيد عن التحويل كشفت عن الإشعار المالي للحضور في هاتفها المحمول، وبحسب الحضور، هذه العملية الأولى من نوعها التي يشهدون فيها “نقطة فنان” بواسطة التحويل البنكي..
ولم تعد تحويل بنكك من “عد حسين” إلى “العباسية” مجرد تقليد شعبي، وإنما تكشف بوضوح مواكبة “النقطة” للتكنولوجيا عبر بدعة جديدة حررتها بشكل كامل من النمط التقليدي الذي كانت عليه منذ ظهورها الأول في الحفلات الشعبية والمناسبات في العصور القديمة..
وكشف باحثون ومنقبون في تاريخ الأغاني والتراث السوداني أن” النقطة” ليست وليدة هذا العصر، إنه عرف شعبي موجود عبر حقب زمنية طويلة، وهي تعد ضمن العادات التي تدل بطريقة غير مباشرة عن شكر وتقدير أهل المناسبات للفنانين؛ خاصة عندما يردد المغني أو المغنية أسماء من الأسرة أو العائلة إلى جانب أسماء الشخصيات المرموقة الموجودة في الحفل، فيدفعهم الحماس لنثر المال فوق رأس الفنان دون سوء ظن..
وأشار الباحثون إلى أن “النقطة” تحولت في الوقت الحاضر إلى ظاهرة غير حميدة عند بعض المطربين خاصة ما يعرف ب”القونات” اللاتي يحولن مفهومها إلى فكرة أقرب إلى الابتزار، بدليل أن البعض يعمل على اغتنام الحفل للخروج بأكبر مبلغ ممكن من المال دون الاهتمام بتقديم رسالته الفنية..
