أجراها: محجوب عيسى ـ الخواض عبد الفضيل
مقدمة
في ظل أزمة سياسية متفاقمة، انطلق في العاصمة الخرطوم “مؤتمر مائدة مستديرة” أمس السبت، بمشاركة عدد من الأحزاب والتيارات القريبة من الحكم العسكري ومقاطعة تامة للمعارضة، وكان قائد المبادرة الشيخ الطيب الجد، أحد مشايخ الطرق الصوفية، قد وجّه دعوة إلى مختلف الأحزاب السياسية، للمشاركة في المبادرة، بغرض الوصول إلى توافق سياسي حول إدارة الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات مستقلة للخروج من عنق الأزمة الحالية.
إلا أن المعارضين لقرارات قائد الجيش في 25 أكتوبر الماضي وصفوا الخطوة بأنها التفاف على الثورة ومحاولة لقطع الطريق على التحول الديمقراطي، ولاستجلاء الموافق أجرت (اليوم التالي) مواجهة مع القيادي بالمجلس المركزي لـ”الحرية والتغيير” أحمد حضرة، ورئيس حزب الحركة الوطنية الديمقراطية صالح حسب الله، أحد المشاركين في مؤتمر المائدة المستديرة ـ فإلى تفاصيل المقابلة..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القيادي في ائتلاف الحرية والتغيير “المجلس المركزي” أحمد حضرة لـ(اليوم التالي): المائدة المستديرة التفاف على الثورة ومحاولة لسيطرة العسكر وإعادة النظام البائد
لن نجلس في طاولة واحدة مع عناصر النظام البائد وأعوان الانقلاب وأعداء الثورة
المسعى لا يجد رفضاً من المركزي فحسب، بل وُوجه برفض شعبي واسع
* كيف تنظرون إلى مبادرة نداء أهل السودان؟
المبادرة محاولة للالتفاف من قبل شركاء الانقلاب العسكري على مطالب الثورة وتقويضها، وفي تقديرنا أيضاً مناورة الغرض منها إعادة المكون العسكري إلى المشهد السياسي بعد أن أعلن في الرابع من يوليو الخروج منه، ومحاولة واضحة من قبل المشاركين في المؤتمر لترسيخ الحكم العسكري الذي يفتقد أي قاعدة شعبية.
* هل من الممكن أن تجلس الحرية والتغيير مع قادة المبادرة، خصوصاً بعد تقديمها لدعوة رسمية؟
لا .. الحرية والتغيير المجلس المركزي والقوى السياسية داخل التحالف رأيهم واضح حول مثل هذه المسائل، وهو “عدم الجلوس على طاولة واحدة مع عناصر النظام البائد وأعوان الانقلاب وأعداء الثورة المجيدة”.
* قادة المبادرة والملتفون حولها ظلوا يؤكدون على أنها المخرج للأزمة والطريق لتحقيق أهداف الثورة؟
قطعاً لا.. الخطوة بشكل واضح هي محاولة إلى بسط سيطرة العسكر وإشراك النظام البائد وأعوانه في العملية السياسية، وهذا الاتجاه بالضرورة يقوض أهداف الثورة ويعيد بشكل مباشر النظام البائد إلى السلطة، وأقول لك: المسعى لا يجد رفضاً من المجلس المركزي وحسب، بل لجان المقاومة وكل القوى الحية والتي تدعو إلى إقامة نظام مدني ديمقراطي يرفضون هذا الاتجاه، وبالضرورة يدل الأمر على الرفض الشعبي الواسع للمبادرة.
* إذاً هنالك اتجاهان، كيف ستواجهون الأمر حال وجدت المبادرة قبولاً دولياً؟
ليس هنالك اتجاهين، بل هنالك قوى ماضية في توحيد قوى الثورة لأجل هزيمة الانقلاب العسكري والتأسيس لفترة انتقالية، وأخرى معادية للثورة وأهدافها، ونحن نركز هذه الأيام على مقترح الإعلان الدستوري للفترة الانتقالية، وتوحيد القوى الحية في مواجهة الانقلاب وأعوانه من المدنيين.
* هنالك من يرى أن مبادرة الشيخ الجد هي أحد المساعي للصوفية في طريق إنهاء الأزمة والوصول إلى بر الأمان؟
مؤتمر المائدة المستديرة صورة تجميلية لإخراج ما تم الاتفاق عليه بين البرهان والنظام السابق والتسويق له عبر الطرق الصوفية التي لديها وجود وتأثير وقبول في أوساط الشعب السوداني، والغرض الأساسي الذي صممت له المبادرة بقاء البرهان واختيار رئيس وزراء يبصم على الأوامر التي سيتلقاها من العسكريين وبقايا النظام السابق في الحكم والمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سيعلن تشكيلة بحسب تصريح رئيس المبادرة الطيب الجد، وبشكل واضح المبادرة لن تكون المخرج للأزمة السودانية الحالية لجهة أنها مصممة لفرض واقع سلطة جديد يسيطر عليه النظام البائد والعسكريون الأمر الذي يرفضه الشارع، وكل القوى المعارضة للانقلاب، كما ذكرت لك.
* إذاً كيف تنظرون إلى المستقبل وفقاً لهذه المؤشرات؟
سينتصر الحق، والرابح بحسب التجارب والتاريخ دوماً هم من يضحون من أجل إنجاز التحول الديمقراطي الحقيقي وإنهاء تغول العسكر ومشاركتهم في العمل السياسي المباشر وعودتهم إلى الثكنات وفتح صفحة جديدة لدور القوات المسلحة ومهامها.
ــــــــــــــــــــــــــ
رئيس حزب الحركة الوطنية الديمقراطية صالح حسب الله لـ(اليوم التالي):
المبادرة جمعت كل مكونات وفئات الشعب السوداني
نتوقع نجاح المبادرة بنسبة 80% وعلى المقاطعين أن يتواضعوا لمصلحة الوطن
المبادرة قد تكون آخر فرصة للتوافق بين جميع المكونات السودانية
حال لم تنجح المبادرة نتوقع كارثة كبرى
* ما هو سبب قبولكم للمبادرة، حدثنا عن أهميتها بالنسبة للمخرج من الأزمة؟
الأهمية تكمن في جمع السودانيين خاصة عندما تشتد بهم الأمور يلتفوا حول أنفسهم لإنقاذ الوطن، وأقول بعد ما يئس الناس ووصلوا إلى طريق شبه مسدود جاء النور من منطقة النور أم ضواً بان ليضئ الطريق لنا وأهم ما فيها أن بنودها واضحة في كيفية الخروج من المأزق الحالي وتحديد الفترة الانتقالية والوصول إلى الانتخابات.
* كيف تنظر إلى المبادرة خاضة وأنها جاءت برعاية الخليفة الطيب الجد؟
المبادرة من حيث المبدأ شيء جميل وأي مبادرة تخرج السودان من هذا المأزق مرحب بها، فما بالك إذا كانت من الرجل السجاد الشيخ الطيب الجد رجل له مكانة وسط السودانيين كعالم وصوفي لا يطمع في حكم ولا غيره وأتوقع أن المبادرة ستحدث اختراقاً .
* بالأمس كانت الانطلاقة للمائدة المستديرة للمبادرة ما مدى الاستجابة لها؟
الحضور كان مكثفاً جداً، كل مكونات الشعب السوداني كانت موجودة من جميع الفئات شباب وشيب من الجنسين وأحزاب وإدارات أهلية وصوفية وكل البعثات الدبلماسية وهو مؤشر طيب لنجاح المبادرة وأتوقع النجاح بنسبة (80%) بالحضور الموجود وأتفاءل بذلك .
* هنالك معارضون لهذه المبادرة كيف ترى ذلك؟
لهم الحق في المعارضة، لكن من المفترض المعارضة تبنى على نصوص المبادرة وليست على الأشخاص دائماً السودانيون .
* هنالك مقاطعين لهذه المبادرة ما هو تعليقك؟
المقاطعون والذين مع المبادرة كلهم سودانيين والاختلاف ليس كبيراً بينهم مرحب بالمقاطعين في أي وقت المهم هو سلامة الوطن وليتنازل الناس عن الأيدولجيات الحزبية الضيقة .
أنت من الداعمين للمبادرة، هنالك اتهامات تقول المبادرة من العسكر وخلفها المؤتمر الوطني؟
أنا لا أتحدث باسم العسكر ولا المؤتمر الوطني، لكن الحقيقة التي أمامي لم أرّ قيادياً من المؤتمر الوطني خلال جلسة أمس أو خلال هذا العمل.
* في تقديرك هل هذه المبادرة تمثل مخرجاً؟
نعم هي المخرج الأخير، وقد تكون آخر فرصة للتوافق بين جميع المكونات السودانية .
* حال لم تنجح هذه المبادرة ماذا تتوقع؟
أتوقع كارثة كبرى، أولاً الوضع الاقتصادي حدث ولا حرج، غلاء فاحش خدمات صحية وتعليمية منتهية انفراط في الأمن، السودانيون يعانون شظف العيش .
* ما بين المبادرة الثلاثية ومبادرة الشيخ الجد؟
المبادرة التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد هذه المبادرة ماتت خاصة بعد الخطاب الذي تم التلاعب فيه داخل الآلية الثلاثية شكك في مصداقية الآلية الثلاثية، وبعد خطاب البرهان بانسحاب الجيش من العملية السياسية خرج فولكر ببيان وقال بعد انسحاب الجيش حوار الآلية الثلاثية سيتوقف من المفترض المنظومة الأممية تكون على الحياد بين كل المكونات السودانية لكنها أظهرت انحيازها الى جماعات أخرى، أما مبادرة الخليفة الطيب الجد، فهي مبادرة سودانية ومن سوداني وأهل مكة أدرى بشعابها والسودانيون يعرفون مشاكلهم جيداً أكثر من الأجنبي.. الجميل في المبادرة أن أطروحاتها واضحة وفي الفضاء الطلق خارج ما يعقد في الجلسات المغلقة .
* ما هو رأيكم في المبادرات التي طرحت من قبل؟
كثير من الجهات التي تقدمت بمبادرات قد تصل إلى سبعين مبادرة لكن كل هذه المبادرات مقدمة من جهات حزبية أو تحالفات، لذلك لن تنجح ولم يرتضيها أحد لحل المشكلة السودانية من الأوجب تكون المبادرة من جهة محايدة تجمع الفرقاء قفط دون الدخول في تفاصيل أخرى.
* تحدثتم عن تدخل أجنبي في الشأن السوداني؟
نعم أي أجنبي في الشأن السوداني مرفوض قد يكون مسهلاً فقط، لكنه كان منحازاً لجهات ما.
كلمة أخيرة؟
أناشد الذين قاطعوا المبادرة بأن يتواضعوا من أجل الوطن، لأن هذه البلاد إذا ضاعت يصعب لمها مرة أخرى.