ابوعبيدة عبدالله يكتب: قوش والحرية والتغيير

في تقديري

شاهدت بالأمس عدداً من الصور لأعضاء اللجنة الأمنية للرئيس المخلوع عمر البشير والذين كانوا ممسكين بزمام الأوضاع الأمنية قبل السقوط وفي اليوم الأول للسقوط.
مناسبة الصور كانت في إكمال مراسم زواج نجل الفريق أول صلاح عبد الله المشهور بـ(قوش) مدير جهاز الأمن السابق على كريمة الفريق أول كمال عبد المعروف رئيس هيئة الأركان السابق، وذلك بمصر.
تفرست في بعض الصور فوجدت أصحابها من أعضاء اللجنة الأمنية تغيرت ملامحهم وصاروا شاحبين، كشجر الحراز في موسم المطر.
كيف لرجل كان ملء السمع والبصر كصلاح قوش أن يجد نفسه بين عشية وضحاها وحيداً، لا يجد من يلقي أو يرد عليه التحية، في منفى يمكن تسميته بالاختياري أو الإجباري في وقت واحد.
قوش أصبح ليس له في السياسة حلفاء أو أصدقاء، ومعروف أنك في أي موقف سياسي أو غيره إذا انحزت لأي طرف فإنك تجد نفسك مرحباً بك في الطرف الذي انحزت له، بينما خسرت الطرف الآخر.
لكن في حالة صلاح قوش نجد أنه خسر كل الأطراف، كما في لعبة الشطرنج حينما يحاصر الملك بالجندي المحمي بالحصان، فلا محالة سيسقط الملك مما يعني (game over).
خسر قوش حلفاءه في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، وخسر من يعتقد أنه مهد لهم الطريق للتغيير من الثوار والمعارضة من قوى الحرية والتغيير وغيرها، الذين لم يرضوا عنه لانتهاكات جهاز الأمن الأخيرة التي مارسها ضد الثوار والقتل والاعتقال والضرب وكل انتهاكات حقوق الإنسان.
أسوأ ما في الساسة السودانيين هو الانتصار للذات، والتشفي وعدم تناسي المرارات السابقة، والسمو والترفع عن الصغائر.
واحدة من أسباب سقوط حكومة المؤتمر الوطني هو الانتصار للذات، وقد قالها د. نافع من قبل في تصريح للصحافيين، إنهم يواجهون صعوبات في التعامل مع من يتم إعفاؤهم من المناصب من منسوبي الوطني، سواء كانوا وزاراء أو ولاة أو معتمدين، كانوا يطالبون بتعيينهم في أماكن أخرى، والا لن يتركوا من يأتي بعدهم يعمل ويضعون المتاريس أمامهم لإفشالهم.
جاءت قوى الحرية والتغيير واستعجلت النيل من المؤتمر الوطني مستخدمة كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة، فارتدت عليها، وأصبحت اليوم كل حزب منها بمبادرته فرحاً.
في تقديري.. اللجنة الأمنية التي جاءت بعد السقوط لم تكن صادقة ومؤهلة للعبور بالمرحلة، كما أن الحرية والتغيير لم تكن مؤهلة ولكن أعتقد أنها كانت صادقة في التغيير، فقط استخدمت الآليات الخطأ بطريقة خطأ، فكان التلاسن والتراشق مع المكون العسكري وأخيراً الانقلاب.
الاتفاق الإطارى الحالي لبنة أساسية ويكاد يكون آخر الفرص، فيمكن البناء عليه وإكماله، بالاستفادة من التجارب السابقة للعبور بالبلاد وإلا سنظل فيما نحن عليه.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب