والنخل باسقات

انقضى الاحتفال السنوى للتمور أو عيد عمتنا النخلة كما كان يسميها الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم دون ضجيج وزخم مصاحب ولعل ذلك ناتج عن سوء تقديرللجنة المنظمة للاحتفال لان الزمن والتوقيت سبق الاتفاق الاطارى والشد والجد الذى سبق تلك المسألة ونتمنى أن ياتى الاحتفال القادم فى كرنفالات ومهرجانات تنداح على كل مدن وقرى السودان التى تجود فيها زراعة النخيل
سررت جدا بزيارة عمنا الحاج بشيرمحمد عيد وهو يعتبر ابو النخيل فى السودان وذلك لعلمه الثر ومعرفته الكبيرة باشجار النخيل وأنواعه وقبل أن أسترسل فى سردى من هو الحاج بشير ذلك التربال العاشق لشجرة النخيل فالحاج بشير هو فى الاصل مهندس مدنى درس ودرس فى المعهد الفنى وابتعث الى انجلترا وعاد ليواصل العطاء فى العهد الفنى جامعة السودان الحالية. استقال من عمله فى التدريس لان حبه لباسقات النخل كان أقوى من أن يحده فصل دراسى أو أن تحجره وظيفة عاد الى الارض التى عشقها والنخل الذى أحبه ولكن العودة تختلف بين الطفل الصغيرذو الثلاث سنوات الذى زرع لاول مرة فى حياته شجرة نخيل وبين المهندس الذى درس الهندسة ونال الدرجات العلمية من الجامعات البريطانية واجاد اللغة الانجليزية كأهلها.
بدأ زراعة النخيلة فى مزرعته الحالية مستفيدا من علمه ومعرفته وبحوثه وتجاربه وانشائه للمجمعات الوراثية التى تعنى بانواع النخيل وهى تقارب العشرة مراكز موزعة بين الخرطوم وجبل الاولياء وابوحمد ومناطق أخرى فى السودان لتحديد صلاحية المنطقة واى أنواع التمور تصلح وتجود فيها فقلت له هذى عمل الدولة فى وزارة الزراعة ممثلة فى قسم البساتين قال لى لو ارتبط حبك وهوايتك وعملك فى شىء فلن تبخل بمال من أجل ان تصل للهدف الذي وضعته نصب عينيك وحلمت به . قلت في نفسي قول الشاعر : من يخطب الحسناء لا يغلها المهر. انشأأ معهد متخصص في مزرعته بالخرطوم لتدريس و دراسة فن التعامل مع شجرة النخيل لتجود بانتاجها و قد خرج عدد مقدر من الفنيين و طلاب العلم و المعرفة في هذا المجال استطاع ان يدخل بمجهوده الشخصي و بمعاونه من بعض وزراء الدولة بادخال نماذج جديدة من التمور و قد كافح و ناضل لان الامر لم يكن معهود من قبل ان يستجلب احد فسائل النخيل من خارج السودان من السعودية و العراق اماكن الانتاج الاصلية لانواع كالبرحي و الصقعي و الغبراء و المجهول و قد تعرض في باداء الامر لحرق الفسائل التي استجلبها من الخارج بحجة انها قد تكون حاملة للامراض.
تعاون مع الحاج بشير النفيدي في انشاء مزرعت النفيدى الحالية النموذجية في سوبا و الان اسرة النفيدي بقيادة الحاج صلاح بشير النفيدي تسعي بصورة حسيسة للتتوسع في مجال زراعة النخيلوصتاعة التمور و قابلت الحاج صلاح في ديوان الحاج بشير محمد عيد في الجريف و بصحبته احد علماء النخيل علي مستوي العالم و بصحبة الزراعي المخضرم طارق عبد القادر وابنه الصادق قد اثنى عالم النخيل بعد ان خرجنا علي االحاج بشير و قال بالحرف الواحد ان الحاج بشير خزينة معلومات و تجارب ثرة و يملك من الخرط و الدراسات التي اعدها بنفسه مالا يقدر بثمن و قال لنا يجب ان توثق هذه المعلومات و تنشر اولا” للحفاظ عليها و ثانيا” لتعم الفائدة و مما طرحه لنا الحاج بشير من معلومات من دراساته ان المناطق التي تجود فيها زراعة النخيل تقع في خط العرض الذي يمتد من منطقة القصيم بالسعودية مرورا” بابوحمد و دنقلا و قد سمي هذه المنطقة بحزام النخيل و قال ان منطقة الخرطوم اكثر التمور نجاحا” فيها هي البرحي فهو يؤكل مقرشة .
لو اردنا ان نتطور في زارعة النخيل و صناعة التمور للوصول الي مراحل التصدير علينا ان نطور المعامل الموجودة في قسم البساتين في وزارة الزراعة و معامل كليات الزراعة وأن نشجع الدراسات و البحوث العلمية في هذا المجال فى مشاريع التخرج فى الجامعات و للحصول علي درجتي الماجستير و الدكتورة و ان نطور قسم انتاج الفسائل , ان تكون هناك لجنة واعية بدورها و وتعرف كيفية استقطاب المستثمر حتي لا يحدث ما حدث لبعض المستثمرين الاجانب في التعدي علي اراضيهم التي صدقتها لهم الدولة و الياتهم و معداتهم التي وفروها للعمل و لن يتم ذلك الا بوضع قانون رادع لصون حقوق المستثمرين وأن تؤدي الدولة واجباتها المتفق عليها .
نتمني الصحة و العافية والعمر المديد لعمنا الحاج بشيروله نرفع القبعات ونتمنى أن يجد التكريم اللائق من الدولة لدوره الرائد فى هذا المجال وان يمر علينا العام القادم و نحن نحتفل في مهرجان أكبريليق بعمتنا النخلة .
فؤاد قبانى
Fuadgabbani@gmail.com


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب