النرجسية الخفية

مزمل عليم
– دائماً ما يخالجني شعور بأن المشكلة السياسية في السودان حلها على أبسط ما يكون! إلا أن التعقيدات تأتي بسبب الأطماع وتقاطع المصالح الشخصية بين أفراد الوطن الواحد ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر؛ الكل يريد الانفراد بالسلطة دون الآخرين، وكأنما هو المنقذ الوحيد للأمة السودانية .
– الانقسامات والتكتلات الحزبية التي تتشكل بصورة شبه يومية أكبر دليل على أن الجميع يفضلون عدم التوصل لأي حلول، فحالة التشتت الذهني والانغماس في حب الذات هو أهم مظاهر النرجسية الخفية لدى كل السياسيين في السودان .
– ألا يعلم من في يده الأمر الآن؛ أنه وبسبب حالة الجمود السياسي والتدخل الخارجي السافر في أمور الوطن عجلة التنمية تقف عاجزة تماماً، والجميع يعاني الأمرين في سبل العيش، فالركود الذي يضرب الأسواق سببه الغلاء الفاحش وازدياد عدد الوفيات بسبب أمراض بدائية كالملاريا، وغسيل الكلى ناتج عن عدم الدعم الصحي اللازم من وزارة الصحة الاتحادية المغلوبة على أمرها.. أما التعليم فحدث ولا حرج، فحتى المدارس الحكومية أصبحت تطالب أولياء الأمور برسوم (بالآلاف) والمدارس الخاصة تمارس الابتزاز المالي وضح النهار !! ذلك كله نتاج لعدم وجود حكومة تقوم بدورها الفعلي والوظيفي لإدارة بلد مترامي الأطراف .
– لماذا يرفض بعضٌ الصلح ؟ ولماذا يريد الكثيرون الانفراد بالسلطة ؟ هل هي النرجسية وحب الذات المفرط الذي يعاني منه أغلب الساسة الكرام وأحزابهم الكئيبة !؟
– هذا السودان ملك للشعب، وهو الذي يقرر في أمره بدون إملاءات من المجتمع الدولي أو أي تكتلات سياسية بعينها .. على الجميع الانخراط فوراً في وضع خارطة طريق عاجلة للمضي قدماً فيما تبقى من هذه الفترة الانتقالية غير المحدودة واللانهائية؛ لخوض غمار الانتخابات وتسطير دستور يحفظ حق الجميع بالقانون .
– رغم سواد الأحداث الذي نشاهده في الشارع السوداني العام سياسياً واقتصادياً واجتماعياً؛ إلا أن هناك بصيص أمل نراه ما بين الحين والآخر في مبادرة ولاية الخرطوم واجتهادات في نظافة مدينة الخرطوم، وهذه الحملات لن تُؤْتِي أُكُلَهَا مالم يتضافر المواطنون مع الجانب الرسمي لخفض كمية الأوساخ والتلوث البيئي الذي يضرب بأطنابه العاصمة القومية لبلد اسمه السودان .


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب